شرح فتح مكة للأطفال
شرح فتح مكة للأطفال
يعرض المقال فيما يأتي أهم المحاور التي يستطيع المربّون شرحها للأطفال فيما يخصّ فتح مكة بأسلوب سهلٍ ويسير:
سبب فتح مكة
كان المسلمون قد عقدوا عهدًا مع مشركي قريش سُمِي بـ ( صلح الحديبية )، ولكن المشركين فيما بعد نقضوا العهد، وقتلوا أناسًا من قبيلة خزاعة التي كانت حليفة للمسلمين، فبعثت خزاعة وفدًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- تطلب منه النُصرة، فاستجاب النبي -عليه الصلاة والسلام- لهم، وطلب من جيش المسلمين الاستعداد للخروج.
وعندما علم أبو سفيان ذلك -وهو في ذلك الوقت كان من قادة المشركين- خرج مسرعًا باتجاه المدينة المنورة ليحاول إصلاح الأمور، وليجدّد العهد مع المسلمين، وعندما وصل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يُجِبه، ثم ذهب إلى أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وفاطمة -رضي الله عنهم-، ولم يجبه أحد منهم، فعندما رأى ذلك عاد إلى مكة.
استعداد المسلمين والتجهز للفتح
أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالاستعداد والتجهّز للخروج، لكن في البداية لم يخبرهم بوجهتهم، فلم يكونوا يعلموا أنهم متّجهون لفتح مكة، وسبب ذلك حتى يكون الأمر مفاجئًا للمشركين، ولا يستطيعوا الاستعداد لقتال المسلمين في الوقت المناسب، وعندما أتمّ المسلمون استعدادهم وهمّوا بالخروج؛ أخبرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنهم متّجهون إلى مكة.
وكان عدد جيش المسلمين عشرة آلاف من الصحابة في السنة الثامنة للهجرة، وفي طريقهم التقى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعمِّه العباس بن عبد المطلب مع أهله، وكانوا قد أسلموا وانطلقوا مهاجرين نحو المدينة، فانضموا للمسلمين، في ذلك الوقت خرج بعض المشركين سرًا قريبًا من معسكرات المسلمين؛ لمحاولة معرفة أخبارهم وأحوالهم، وكان منهم أبو سفيان.
ورآه العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، فقدم إليه، وعرض عليه القدوم لمقابلة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذهب أبو سفيان وأسلم، فقال العباس للنبي -عليه السلام-: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحبّ الفخر، فاجعل له شيئا، قال: نعم: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن)، ثم عاد أبو سفيان لمكة ليخبرهم بما رأى من قوة المسلمين، وأخبرهم أن يستسلموا دون قتال.
دخول الرسول فاتحاً لمكة المكرمة
دخلت جموعٌ غفيرة من المسلمين مع قائدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمكة المكرمة فاتحين منتصرين، ولما رأى مشركي قريش قوة المسلمين وهيبتهم؛ ما كان لهم إلا أن يستسلموا، إلا فئة قليلة منهم خرجت لقتال المسلمين على بعض طرق مكة، فقُتل منهم من قتل، وفرَّ بقيّتهم.
ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون إلى الكعبة المشرفة مكبّرين، وكان أول ما بدأ به -عليه السلام- هو الطواف حول الكعبة، وحطّم الأصنام والأوثان التي كانت حول الكعبة وداخلها، معلنين بذلك انتهاء عهد عبادة الأصنام في مكة، ودخول عهد الإسلام.
أما مشركو قريش الذين بقوا على شركهم وكانوا قد حاربوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآذوا صحابته الكرام؛ فقد كانوا يترقبون بخوف حكم رسول الله فيهم، لكنّه -صلى الله عليه وسلم- عفا عنهم، مُظهرًا بذلك رحمته بهم، وسماحة الإسلام الذي يدعو إلى العفو والصفح، ومكارم الأخلاق.