شرح طريقة صلاة التراويح للأطفال
شرح طريقة صلاة التراويح للأطفال
تعريف صلاة التراويح والترغيب بأدائها
التراويح: هي الصلوات التي تُصلّى في ليالي رمضان، وسُميّت الصلاة بالتراويح بسبب جلوس المصلي بعد كل أربع ركعات للاستراحة، وتراويح -في اللغة- جمع ترويحة: أي ترويحة النفس وهي استراحتها، يقال: استروح أي وجد الراحة.
وصلاة التراويح سنة مؤكدة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقامها في بعض الليالي لا في كلها؛ حتى لا تفرض على المسلمين، وهذا من رحمته -صلى الله عليه وسلم- بأمته، كما واظب عليها الخلفاء الراشدون -رضوان الله عليهم-، وكذلك جميع المسلمين من زمن عمر بن الخطاب إلى يومنا هذا، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ).
وأما عن فضل صلاة التراويح التي هي قيام رمضان -كما قال أهل العلم-، فقد روى البخاري وغيره عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)،ويقدم أبو هريرة -رضي الله عنه- على هذا الحديث عند مسلم بقوله: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ).
كيفية أداء صلاة التراويح
تُصلّى التراويح كل ركعتين منفصلتين ثم يسلم بعد كل ركعتين، وذلك للحديث الذي يرويه مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ).
وأما عن عدد ركعاتها، فقد تعدّدت أقوال العلماء فيها، فالجمهور على أنّها عشرون ركعة، عدا الوتر بثلاث ركعات، فيكون المجموع ثلاثًا وعشرين ركعة، وللإمام مالك -رحمه الله تعالى- فيها روايتان، فإحداها أنها إحدى عشرة ركعة بما فيها ثلاث ركعات الوتر، وروي عنه أنه ستاً وثلاثين ركعة، يضاف إليها ثلاث ركعات للوتر.
صلاة التراويح جماعة
صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة التراويح في المسجد يومان أو ثلاثة أيام فصلى بصلاته ناس من صحابته، ثم إنه لما اجتمع الصحابة وكثروا في الصلاة خلفه -وكان ذلك في اليوم الثالث أو الرابع-، تركها -صلى الله عليه وسلم-؛ خشية أن تفرض على أمته -كما أسلفنا، وظل الأمر على ذلك حتى توفي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان الصحابة يصلون فُرَادَى كُلٌّ بمفرده، واستمر الأمر على ذلك إلى خلافة أبي بكر -رضي الله عنه-.
ولما تولّى عمر الخلافة ورأى الناس على هذه الحال، جمعهم على إمام واحد؛ وهو أبي بن كعب، فكانوا يصلونها جماعة، وذلك عندما رأى عمر صلاة الناس متفرقين في المسجد فقال: (إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ).