شرح سبب نزول سورة المسد للأطفال
شرح سبب نزول سورة المسد للأطفال
نزلت سورة المسد في رجلٍ كان من زُعماء قريش؛ وهو أبو لهب ، وبالرغم من صلة قرابته لرسول الله إلا أنّه كان يمارس أعظم أشكال العداوة والبغضاء لرسول الله وللمسلمين عامةً، فقد ثبت الحديث الذي يروي سبب نزولها في صحيح مسلم أنه: (لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)،ورَهْطَكَ منهمُ المُخْلَصِينَ، خَرَجَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى صَعِدَ الصَّفا، فَهَتَفَ: يا صَباحاهْ، فقالوا: مَن هذا الذي يَهْتِفُ؟ قالوا: مُحَمَّدٌ).
(فاجْتَمَعُوا إلَيْهِ، فقالَ: يا بَنِي فُلانٍ، يا بَنِي فُلانٍ، يا بَنِي فُلانٍ، يا بَنِي عبدِ مَنافٍ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ، فاجْتَمَعُوا إلَيْهِ، فقالَ: أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بسَفْحِ هذا الجَبَلِ، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: ما جَرَّبْنا عَلَيْكَ كَذِبًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ، قالَ: فقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ أما جَمَعْتَنا إلَّا لِهذا، ثُمَّ قامَ فَنَزَلَتْ هذِه السُّورَةُ: (تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍ وقدْ تَبَّ)).
التعريف بسورة المسد
هي سورة المسد، وتُسمّى أيضاً بعدة أسماء منها: سورة (تبّت)، وسورة (اللّهب)، وسورة (أبي لهب)، وقد نزلت في أوائل ما نزل من القرآن الكريم؛ فهي سورة مكيّة ، وقد نزلت بعد سورة الفاتحة، وترتيبها في النّزول هي السادسة، وعدد آياتها خمس آيات.
مناسبة السورة لما قبلها
نزلت سورة المسد بعد سورة الفاتحة، وسورة الفاتحة نزلت بين ابتداء نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين الهجرة إلى الحبشة ، فتكون سورة المسد قد نزلت بنفس الفترة أيضاً، وترتيبها في سور القرآن جاء بعد سورة النصر؛ وذلك ليبيّن الله أنّ جزاء المُحسن في الدنيا هو النّصر والفتح عليه من الله في الدنيا والآخرة، أما المُسيء فجزاؤه كما بيّنه الله في سورة المسد؛ فعاقبته هي الخسارة في الدنيا وفي الآخرة.
الشرح العام لسورة المسد
ابتدأت السورة بكلمةٍ شديدة تدل على الوعيد، وهي كلمة (تَبَّت)؛ ومعناها الخسران والهلاك، وذلك جزاءً لأبي لهب لما قاله في حقّ رسول الله، فأتت العقوبة موافقة للكلمة التي قالها، وأبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب، أحد أعمام رسول الله، وبعد هذا التباب لن يغني عنه كل ما يكسبه من مال ونقود وسلاح وطعام وغيره أمام ما استحقه في الآخرة من العقاب.
وإنه سيصلى وسيُشوى في نار جهنم، وسيشعر بإحراق هذه النّار له، ثم أتى بعد بيان عقوبته بيان عقوبة زوجته، وهي أم جميل، واسمها أروى بنت حرب ؛ وذلك لأنها كانت تشاركه في إيذاء النبي، وتقدّم له المعونة ليتمكّن من هذا الإيذاء، فشملها العذاب، فقد كانت تحمل الشوك والحطب والأذى وتضعه في طريق النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل، فبيّنت الآيات الخزي الذي سيلحق بها وبزوجها جزاء ما اقترفوه.