شرح سبب نزول سورة المدثر للأطفال
سبب نزول سورة المدثر
سورة مكية ، نزلت في أوائل البعثة الإسلامية، وقد نزلت بعد سورة المزمل، ويبلغ عدد آياتها ست وخمسون آية،ورد في سبب نزول السورة الكريمة بأن الوليد بن المغيرة قد صنع طعاماً ودعي إليه كفار قريش.
وأصبح يسألهم عن رأيهم في محمد -صلى الله عليه وسلم- فجماعة ذهبوا إلى أنه ساحر، ونفى الآخرون ذلك، وقال فريق بأنه كاهن، وفرق آخر نفى ذلك، وقد وصل ما حدث في بيت المغيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- فأحزنه ذلك، وقام بالتدثر بالغطاء، فنزلت السورة الكريمة تأمره بالذهاب للدعوة إلى الإسلام.
موضوعات سورة المدثر
فيما يأتي بيان لبعض المواضيع التي اشتملت عليها سورة المدثر:
- توجيهات وأوامر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
دعوة النبي إلى أن يبدأ بالدعوة الإسلام، وتوجيه بأن يلجأ إلى الله الكبير وحده، والطلب منه بأن يتطهر في البدن والثوب والقلب؛ وذلك حتى يكون على أتم التأهيل لتلقي الوحي ، وللدعوة إلى الله، إشارات إليه بأن يتواضع في جهده، فينسب كل ما قام به من جهد إلى الله -تعالى- وذلك من خلال شكره.
وقد وجهت الآيات الكريمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الصبر والتحمل عندما يلاقي أذى من قومه، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر).
- قصة الوليد بن المغيرة
بدأت الآيات الكريمة بسرد ما حدث مع الوليد بن المغيرة؛ بالحديث عن العذاب الذي سيلاقيه هو ومن معه من الكفار، حين يأتي النفخ في الصور الذي ينهي الحياة الدنيا ويبدأ به أحداث اليوم الآخر، وبعدها تناولت الآيات الكريمة قصة الوليد، التي وصفته بالوحيد، فقيل بأنه كان وحيد قومه لكثرة ما عنده من النعم، فله المال الكثير، والتجارة الناجحة، والبنون الذين يحضرون جميع محافل قريش.
وقد قابل الوليد بن المغيرة نعم الله -تعالى- بالكفر والطغيان، وبينت الآيات الكريمة بأن الله -تعالى- سيمنع عنه كل ما أنعمه عليه ويضيّق عليه الحال، جزاءً على كفره بالقرآن الكريم الذي قال عنه اتهاماً باطلًا، وافتراءً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويوم القيامة فهو داخل إلى عذاب سقر ؛ الذي لا يبقي في الإنسان شيء إلا ويحرقه.
قال -تعالى-: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ* فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ* عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ* ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا* وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَّمْدُودًا* وَبَنِينَ شُهُودًا* وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا* ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ* كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا* سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا* إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ* فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ نَظَرَ* ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ* ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ* فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ* إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ* سَأُصْلِيهِ سَقَرَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ).