شرح الفرق بين النبي والرسول للأطفال
شرح الفرق بين النبي والرسول للأطفال
تعريف النبي لغة واصطلاحاً
يعود أصل النبي في اللغة إلى النبأ، وهو الخبر، ومنه قول الله -تعالى-: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) ، ويعود سبب تسمية النبي بهذا الاسم كونه يعدّ مخبراً لما وكّله الله به، وقالت العرب أنَّ البنوة اسم يُطلق على المكان المرتفع من الأرض، ووجه ارتباط ذلك بالنبي الذي أوحى له الله هو علوّ مكانته وارتفاع قدره عن غيره من بني آدم.
أمّا النبي في الاصطلاح الشرعي فهو: إنسان، ذكر، حرّ، ميّزه الله عن غيره من الخلق فاختاره واصطفاه من بينهم، ووكّله ليكون مبلغاً الوحي من الله -تعالى- للخلق.
تعريف الرسول لغة واصطلاحاً
يعود أصل الرسول في اللغة إلى الإرسال، وهو قيام شخص بتوكيل آخر في مهمة وإرساله بها، ومنه قول الله -تعالى-: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) ، وإنما سُمّي الرسل رسلاً لكون الله حمّلهم أمانة التبليغ للناس وأرسلهم إليهم بها.
فقال -تعالى-: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى) ، وقد فسّر الآية ابن عباس -رضي الله عنه- فقال؛ أي رسلاً يتبع بعضهم بعضاً، فالله -سبحانه وتعالى- حمّلهم أمانة التبلبيغ وكلّفهم بها.
ويُعرّف الرسول في الاصطلاح الشرعي بأنه: إنسان، حرّ، ذكر، أوحى الله -تعالى- إليه بشرع، وكلّفه بحمله وتبليغه لقوم يخالفونه في الشريعة، ويعدّ سيدنا نوح -عليه السلام- أوّل رسول على الأرض، أمّا من كانوا قبله فقد كانوا أنبياء، مثل سيدنا آدم وسيدنا إدريس -عليهما السلام-.
الفرق بين النبي والرسول
ذكر العلماء مجموعة من الفوارق التي يختلف بها النبي عن الرسول، وقد ذكر بعضهم أنّه لا فرق بين النبي والرسول، فكلّ منهما يمثّل الآخر، وهذا القول غير صائب، بدليل ما ورد من قول الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ، وقد تعددت هذه الاختلافات على النحو الآتي:
- أخبر الله النبي بما يريد أن يبلغه لمن هم من الموافقين لرسالة النبي، فهم مؤمنين وجاءت رسالة النبي لهم ليخبرهم عمّا أمرهم الله بها ونهاهم عنه، أمّا الرسول فقد كلّفه الله بتبليغ شرع الله، فقد أرسله الله للمؤمنين والكافرين من أجل تبليغهم دعوة الله.
- ليس من الضروري أنّ ما يقوم الرسول بتبليغه أن يكون شرعاً جديداً، فقد يكون مكمّلاً لشريعة من قبله، ومنه قول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا) .
- قال بعض العلماء؛ الرسول يأتيه الوحي عن طريق جبريل -عليه السّلام-، أمّا النبي فيكون الوحي له عن طريق الإلهام، أو الرؤيا الصادقة في المنام.
- تعتبر النبوّة عامّة أكثر من الرسالة، وقد وصف الله بعض رسله بالنبوة، مثل قوله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ موسى إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا) ، وعليه فإنّ كل رسول نبي، وليس كل نبي رسول.