تعريف تعديل السلوك
نشأة مصطلح تعديل السلوك
تعديل السلوك هو مصطلح تقليديّ يدلّ على أسلوب تربويّ أو تعليميّ يعمل على تقنيات خاصّة تهدف إلى تغيير السلوك، والتي أثبتت من خلال التجارب أنّها تساعد على زيادة أو تقليل وتيرة السلوكيّات، وتهدف إلى الكشف عن ردّة الفعل، ويهتم هذا المصطلح بالحاضر بالدرجة الأولى، دون الحاجة للماضي، واستخدام أساليب موضوعيّة أثناء العلاج، ويحرص على الدقة أثناء القياس، والعلاج.
يعود أوّل استخدام لتعديل السلوك كمصطلح إلى إدوارد ثورندايك في عام 1911م، وذلك في مقالته التي كتبها عن القوانين المؤقّتة من متلازمة السلوك، واستخدمت مرّةً أخرى من خلال البحوث في وقت مبكر من عامي 1940م، و 1950م، وقد تمّ استخدام هذا المصطلح أيضاً من قبل مجموعة أبحاث تعود لجوزيف وولب في التقليد التجريبيّ لعلم النفس السريريّ، واستخدامه للإشارة إلى التقنيات النفسيّة والعلاجيّة المستمدة من البحوث التجريبيّة، ويمكن تقييم السلوك الوظيفيّ من خلال تحليل السلوك التطبيقيّ.
أساليب تعديل السلوك
يوجد العديد من الأساليب التي تساعد على تعديل السلوك، ومنها ما يأتي:
- التعزيز: هو الإجراء الذي يتمّ فيه زيادة احتماليات الاستجابة للسلوك، والذي يزيد من فرص تعديله، ويوجد أشكال متنوّعة من التعزيز؛ فالتعزيز الإيجابيّ وهو إجراء يُساهم في زيادة نسب حدوث سلوك معين في المستقبل القريب أو البعيد نتيجة ملاحظة الفرد لسلوك أمامه في الوقت الراهن، ويوجد التعزيز السلبيّ والذي يقوم على أساس ترسيخ السلوك كعادة في الفرد، ويجب التفريق بينه وبين العقاب، حيث إنّ الأخير يساهم في انحراف السلوك.
- التشكيل: هو الإجراء الذي يتمّ فيه وضع السلوك في أجزاء متعددة وفرعيّة، وذلك من أجل تقويّة هذه السلوكيات وتعزيزها، ويستخدم هذا الأسلوب لتثبيت السلوكيات الجيدة عند الأطفال الذين يصعب عليهم فهم العمليّة كاملةً مرةً واحدة.
- التسلسل: هو الإجراء الذي يتمّ فيه تجزئة السلوك العام إلى مكوّنات حلقيّة، ويتم في الحلقة الأخير تعزيز هذا السلوك.
- النمذجة: يوجد العديد من الأصناف لهذا الأسلوب كالحيّة، والمصوّرة، وغير المقصودة، والمقصودة، والفرديّة، والجماعيّة، ويمكن زيادة فاعليّة الأسلوب من خلال الملاحظة.
العقاب
خلال السنوات الأخيرة كان العقاب هو السائد في تعديل السلوك ، على الرغم من وجود العديد من الانتقادات التي لم تميل إلى هذا الأسلوب لأنّها لا تجدي نفعاً، وتؤدّي إلى تفاقم السلوك بالاتجاه السلبيّ؛ حيث إنّ العقاب يولد العنف، والعدوان، والهجوم العسكيّ المضاد، ويؤدّي إلى ظهور حالات انفعاليّة سلبيّة كالبكاء، والصراخ، والخوف من كل شيء، وضعف العلاقات الاجتماعيّة، وعادةً ما ينتج عنه نتائج سلوكيّة معدلة لفترة قصيرة من الزمن، ويمكن أن يمتلك هذا الأسلوب بعض الإيجابيّات القليلة كالتمييز بين الصحيح والخاطئ، ويُساهم في تقليل السلوكيات الخاطئة كلما شعر الفرد بالخطر من وجود العقاب.