طرق معالجة تسرب النفط
تعريف النفط
النفط (بالإنجليزيّة: Crude oil): هو خليط ومزيج مُعقَّد من جزيئات عضويّة تُسمّى الهيدروكربونات، والتي تتكوّن بشكل أساسيّ من عنصرَي الكربون (ويُرمَز له بالرمز: C)، والهيدروجين (ويُرمَز له بالرمز: H)، وتَنتُج الجزيئات العضويّة المُكوِّنة للنفط من الحياة البحريّة الميِّتة، وبقايا الكائنات الحيّة التي عاشت ودُفِنت منذ ملايين السنين، ومع مرور الوقت، تعرَّضت هذه البقايا إلى عوامل الضغط ، والحرارة التي تختلف من عُمق إلى آخر؛ لتتحوَّل إلى موادّ أخرى، مثل: النفط، والبترول.
ويُؤثّر نوع البقايا العضويّة، والرواسب، والعوامل البيئيّة المحيطة بالمنطقة في تحديد مُكوِّنات النفط الخامّ، فقد يحتوي على كميّة كبيرة من الغاز الطبيعيّ، ويمكن أن يحدث تسرُّب للمياه الجوفيّة إلى البئر النفطيّ؛ ممّا يؤدّي إلى اختلاطها بالنفط الخام، والغاز، ويؤدِّي إلى تغيير في مُكوِّناته الأساسيّة، وفي الحقيقة، لا يمكن استخدام النفط مباشرة بعد استخراجه ودون معالجته؛ لذا يتمّ فَصْل كلّ عنصر ومُكوِّن من مُكوِّنات النفط على حِدَة، حيث ترسل الشركة المسؤولة عن عمليّة الاستخراج النفط الخام النقيّ؛ لحِفظه، وتخزينه عند مستويات ضغط تُعادل ضَغْط الغلاف الجوّي، ويتمّ نَقْل النفط من مواقع الإنتاج إلى المحطّات المسؤولة عن التصفية والمُعالَجة، من خلال خطوط الأنابيب، وشاحنات نَقْل المحروقات، وعربات السِّكَك الحديديّة، أمّا عمليّة نَقْل المُنتَجات النفطيّة إلى الخارج والدُّول المُحيطة، فتتمّ بواسطة سُفُن ناقلة.
طُرُق مُعالَجة تسرُّب النفط
يؤدِّي التسرُّب النفطيّ إلى حدوث تلوُّث بيئيّ في المياه البحريّة، والبيئة المحيطة بها؛ لذا ظهرت الحاجة إلى البحث عن طرق مُتقَنة، من شأنها المعالجة والتقليل من خطر هذه المُلوِّثات، ونذكر في ما يأتي أهمّ هذه الطُّرُق:
- استخدام الميكروبات والبكتيريا: تعيش العديد من الكائنات الحيّة الدقيقة والمجهريّة، والتي تمثّل معظمها البكتيريا في البيئات المائيّة المختلفة، وعند حدوث تسرُّب نفطيّ في بُقعة ما، قد تتعرّض بعض أنواع البكتيريا والكائنات الحيّة المجهريّة إلى خلل في النموّ، بينما البعض الآخر لا يتأثر بهذا الترُّسب، أمّا النوع الثالث من البكتيريا فهو الذي يتكاثر وينمو بشكل أسرع في بيئة التسرُّب النفطيّ، ويُساهم هذا النوع من البكتيريا بشكل كبير في التقليل من تأثير التسرُّب النفطيّ من خلال ما يُعرَف بالعلاج الحيويّ، فهي قادرة على استهلاك أو تحويل المُلوِّثات البيئيّة إلى مُنتَجات ثانويّة غير ضارّة، حيث تستهلك بعض الموادّ العاديّة، مثل: السكّريات، والدهون، والبروتينات، بالإضافة إلى المُذيبات العضويّة، والمُبيدات الحشريّة، والمعادن ، ومُركَّبات البترول النفطيّة، كما تحتوي هذه البكتيريا على جينات تَصنع البروتينات، التي يُمكِن من خلالها تقطيع الهيدروكربونات الطويلة المُكوِّنة للموادّ النفطيّة إلى قِطَع صغيرة، وتحويلها إلى عناصر مفيدة، مثل: ثاني أكسيد الكربون ، والماء، وعلى الرغم من أهميّة البكتيريا في مُعالَجة التسرُّب النفطيّ، إلا أنّها غير فعّالة على المدى القصير، فقد تأخذ وقتاً طويلاً (من أسابيع إلى أشهر)؛ للتخلُّص من الآثار النفطيّة، كما أنّ هذه البكتيريا قد تعاني من نَقْص المُغذِّيات الرئيسيّة التي تساهم في نموِّها، مثل: النيتروجين، والفوسفور، والأكسجين؛ لذلك تقوم الجهات المُختَصّة بإضافة موادّ مُغذِّية إضافيّة إلى البيئة المائيّة؛ لتحسين المُعالَجة الحيويّة، وهو ما يُعرَف بعمليّة (التحفيز الحيويّ).
- استخدام الأذرع العائمة: لقد ازدادت التسرُّبات النفطيّة في العقود الأخيرة من القرن العشرين بشكل كبير؛ لذا ظهرت الحاجة إلى البحث عن تقنيات حديثة، من شأنها التقليل من تأثير هذه التسرُّبات، والمساعدة على استمرار النشاط الاقتصاديّ دون ضرر، واستعادة الحياة الطبيعيّة للبيئة البحريّة؛ حيث تمّ ابتكار ما يُعرَف بالأذرع العائمة التي يتمّ وَضْعها عند مكان التسرُّب النفطيّ، أو عند مداخل القنوات، والموانئ، وتكمن أهمِّية هذه التقنية في الحدِّ من انتشار البُقعة النفطيّة فوق سطح البحر، ومَنْع تسرُّبها إلى الأحواض، والقنوات المائيّة المُجاوِرة.
- طريقة القَشْط باستخدام أَذرُع الرافعة: تُعَدّ هذه الطريقة من أكثر الطُّرُق فعاليّة في المياه الهادئة؛ حيث تفصلُ الموادَّ النفطيّة والزيت عن الماء، وتضعُ هذه الموادَّ في خزّانات تجميع خاصّة؛ لتتمّ إعادة مُعالَجتها.
- استخدام المواد الماصّة المختلفة: والتي تساعد على امتصاص النفط من الماء ، ومن الأمثلة على هذه الموادّ: القَشّ، والرماد البُركانيّ، ونشارة البلاستيك المُشتقّة من البلاستيك؛ وتتمّ هذه الطريقة من خلال نَشْر إحدى هذه الموادّ في مكان التسرُّب النفطيّ؛ ليتمّ تسريع تشتُّتِها الطبيعيّ في البحر.
- الطُّرُق اليدويّة: في بعض الأحيان يصلُ التسرُّب النفطيّ إلى الشواطئ الرمليّة، والشواطئ الصخريّة المُغلَقة، ويَصعُب مُعالَجة هذا التسرُّب بالطُّرُق والتقنيات السابقة؛ لذا تتمّ الاستعانة بعدد من العُمّال الذين يستخدمون أدوات يدويّة، أو معدَّات ثقيلة؛ للتخلُّص من المُلوِّثات النفطيّة، وإبعادها عن الشاطئ.
تسرُّب النفط وأسبابه
تسرُّب النفط (بالإنجليزيّة: Oil spill): هو حدوث انسكابات لكمّيّات من النفط في البيئات المائيّة، وتُمثِّل هذه الظاهرة واحدة من أكبر المشكلات التي تُواجه بيئة البحار، والمحيطات ؛ بسبب زيادة عمليّات استخراج النفط، وإنتاجه، واستخدام الناقلات العملاقة، وتحدث سنويّاً آلاف الحالات من التسرُّب النفطيّ الناتج عن عمليّات النَّقْل والإنتاج، بالإضافة إلى حالات التسرُّب الطبيعيّ في قاع المحيط. ويتسرَّب النفط إلى البيئات المحيطة بأشكال مختلفة، نذكر فيما يلي أهمّها:
- حوادث ناقلات النفط التي تحصل بسبب الحِمل الزائد؛ ممّا يُؤدِّي إلى حدوث خلل في نظام الناقلة، مثل الانفجار والاحتراق؛ بسبب السَّير إلى منطقة المياه الضَّحلة.
- حوادث منصّات وآبار النفط البحريّة الناتجة عن تفريغ وتحميل النفط في المنصات الخاصّة، وتسرُّب النفط إلى الأماكن المحيطة بصورة مباشرة، أو غير مباشرة.
- التسرُّب النفطيّ الحاصل عند تنظيف ناقلات النفط في أعماق البحر، أو بالقُرب من الشاطئ.
- تسرُّب النفط؛ بسبب حدوث خلل في أنابيب النَّقل البريّة، أو البحريّة.
- حدوث تسرُّب نفطيّ من منصّات ومحطّات تكرير النفط ، ومحطّات التزوُّد بالوقود.