أسباب الشخصية الحساسة وكيفية التخلص منها
أسباب الشخصية الحساسة
قد تنتج الشخصية الحساسة عن العديد من العوامل والأسباب المُختلفة، وأبرزها ما يأتي:
العوامل الجينية والوراثية
تحدث الاستجابة الحسيّة الداخلية القوية والعميقة للجهاز العصبي المركزي تجاه المؤثرات والمُنبهات الجسدية أو العاطفية أو الاجتماعية وهو أمر داخلي يكون في طبيعة المرء وفي جيناته الوراثية المُكتسبة، بمعنى آخر أن تكون الحساسية العالية سمة فطرية خلقت مع الشخص ولا يُمكنه اسئصالها وإنما التكيف والتعامل معها.
العوامل البيئية المُختلفة
أحيانًا تكون الحساسية نتاجًا لظروف بيئية صعبة تعرض لها المرء وجعلته حساسًا أكثر، خاصةً الأطفال؛ حيث تلعب البيئة التي نشأ الطفل وترعرع فيها والتجارب التي مر بها خلال مرحلة الطفولة دورًا كبيرًا في صقل شخصيته واكتسابها الصفات المختلفة ومن بينها الحساسية التي تصبح جزءًا من شخصيته بمرور الوقت، ويُمكن أن يزدهر هؤلاء الأطفال الحساسون ويُصبحون فعّالين أكثر عندما تُحيط بهم بيئة مثالية وداعمة.
كيفية التعامل مع الشخصية الحساسة أو التخلص منها
هُنالك العديد من الطرق والوسائل التي قد لا تُخلص المرء من الشخصية الحساسة بشكل نهائي لكنها تُساعده على التعامل معها وإدارتها والتكيف أمام الآخرين بشكل أفضل، وأبرزها ما يأتي:
التخلص من المؤثرات التي تزيد من حساسية المرء
يُقصد بذلك تقليل المحفزات الشديدة في البيئة المحيطة بالمرء والتي تُشعره بالانزعاج والحساسية، ومنها الآتية:
- التقليل من عدد المهام التي على المرء أداؤها و تنظيم الوقت في حال تعدد المهام وشعوره بالضغط الشديد.
- تجنب الإرهاق الشديد، والاستجابة للمشاعر الداخلية التي تُنذر الشخص الحساس بأنه قلق ومُتعب، بالتالي عليه البحث عن حلول تشعره بالراحة بشكل فوري؛ حتى لا تتراكم مشاعره ويصعب عليه السيطرة على نفسه فيصبح أكثر حساسية.
- الحد من التوتر بمختلف الطرق التي تناسب شخصية المرء الحساسة، كممارسة الرياضة بانتظام على سبيل المثال أو الاستعانة بالأصدقاء المقربين، والنوم جيدًا، أو اللجوء للاستشاري النفسي في الحالات المستعصية.
التعامل مع المشاعر والأفكار الداخلية بشكل صحيح
حتى لا تتراكم الأفكار الداخلية والمشاعر المزدحمة في عقل الشخص الحساس وتسيطر على عقله بشكل كلي لا بد من ترتيبها والتعامل معها بشكل صحيح، وذلك بالطرق الآتية:
- الكتابة على الورق، أو الرسم والتلوين والاستفادة من قدرات الشخص الحساس وإبداعاته لتفريغ الأفكار السلبية.
- التأمل و أحلام اليقظة التي يَعترف من خلالها الشخص الحساس بحقيقة مشاعره وأفكاره التي تزعجه وتؤلمه وتساعده على التخلص منها.
- مصارحة النفس وفهمها والتعرف على مشاعرها ومشاكلها ومواجهتها ثم الاعتراف والتيقن بأن المشاعر المزعجة التي تسبب للمرء الألم والأذى النفسي بغض النظر عن ماهيتها سواء كانت حزنًا، أو قلقًا، أو إرهاقًا هي وضع مؤقت ومشاعر متقلبة ستزول قريبًا في حال التعامل معها بشكل صحيح.
التعاطف مع الذات ودعمها وطمأنتها
لا يجب على الشخص الحساس أن يجلد نفسه وينتقدها بسبب طبيعتها الحساسة التي تُصعب عليه التكيف أو التصرف كما يتمنى، ولكن بدلًا من انتقاد الذات يجب تقبّلها أولًا ومساعدتها على التغيير، والشعور بالامتنان لها على قوة تحملها والتعاطف معها لتصبح أقوى وأفضل، بالإضافة إلى دعمها والاستفادة من طبيعتها العاطفية في الوصول لعلاقات اجتماعية مثالية تعزز من ثقة المرء بنفسه، وتؤكد على قيمته الذاتية كفرد مميز في المجتمع المحيط به، بالإضافة إلى تقدير الذات والاعتراف بميزاتها الإيجابية وعدم الخجل من الأخطاء أو الصفات الخارجية على سبيل المثال في حال كانت بشرة المرء حساسة فهي ليست مشكلة مُخجلة ويُمكن التعامل معها.
الصراحة في العلاقات خاصةً العاطفية منها
يجب على الشخص الحساس أن يكون صريحًا أمام شريكه وأصدقائه والأشخاص المقربين منه حول طبيعته وشخصيته الحساسة ولا يخجل منها؛ حتى يُتيح لهم فرصة فهم سلوكه وتصرفاته والتعامل معها بشكل صحيح وعدم التسبب بإيذائه وإزعاجه دون قصد، بالإضافة إلى دوره المهم في إبراز الجوانب الإيجابية لشخصيته، ومنها التعاطف الشديد مع الغير، والتفكير العميق الذي يجعله يرى الأشياء من منظور مختلف ويُقدر الصفات الإيجابية للآخرين ويعترف بالفنون والمواهب والموسيقى والمهارات لديهم.
علامات الشخصية الحساسة
يتمتع الأشخاص الحساسون بامتلاك مجموعة من السمات المميزة التي تتراوح بين الإيجابية والسلبية، وأبرزها الآتية:
- البكاء الشديد بسرعة ولفترات طويلة من أسباب قد لا تكون قوية ومؤثرة.
- التحلي بعواطف جياشة تجعل لمرء سريع التعاطف مع الغير.
- الشعور بالآخرين وإدراك حقيقة مشاعرهم بسرعة والاهتمام باحتياجاتهم.
- محاولة إرضاء الآخرين والرغبة إحسان التصرف بقصد إسعادهم، إضافة للاهتمام الشديد والتحلي باللُطف والعمل لتحقيق المنفعة للغير.
- الشعور بالامتنان الكبير للميزات والنعم التي يمتلكها الشخص الحساس.
- التمتع بعاطفة جمالية قوية، والتي تجعل المرء يتأثر بعمق في أي شيء يراه جميلًا سواء كان طبيعةً، أو فنًا، أو حتى روح بشرية نقية، أو غيرها كصورة أو إعلان تجاري مميز.
- عدم تفضيل مشاهدة الأفلام العنيفة أو البرامج التليفزيونية أو الأخبار الحزينة التي تستثير الشخص الحساس عاطفيًا وتزعجه وتُسبب له الحزن الشديد.
- الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية ووجود روابط وثيقة مع الآخرين تدفع الشخص للعناية بهم بشكل كبير.
- الاستجابة الحسية السريعة التي تسبب الإرهاق للمرء في حال تعرضه لمحفزات حسية مختلفة، كالحشود الكبيرة، أو الضوضاء المزعجة والملابس غير المريحة أو الأضواء القوية المزعجة.
- التأثر الشديد باعتقادات الآخرين وصعوبة تقبل النقد ، والخوف من الرفض بشكل مبالغ به والشعور بالتعب عند مواجهة الغير.
- وضع معايير عالية في العلاقات مع الغير والشعور بالإرهاق في حال عدم وفائهم لها.
- الشعور بالإهانة بسرعة وإن لم يكن المقصود بالأمر هو الإهانة، مما قد يدفع الشخص الحساس للرد بشكل هجومي قوي على أمور سطحية غير مهمة.
- عدم القدرة على التخلص من المشاعر السلبية أو التكيف مع التغيير كروتين جديد أو بيئة جديدة بسرعة.
- التعب والإرهاق الشديد في حال الوقوع تحت ضغط الوقت، أي خلال الامتحانات أو المواعيد الهامة أو غيرها، وغالبًا ما يحتاج الشخص الحساس للجلوس في غرفة هادئة وأخذ استراحة وفترة نقاهة بين الحين والآخر حتى وإن لم يكن جدوله مزدحمًا جدًا.
- التمتع بحياة داخلية غنية ومعقدة تصاحبها مجموعة من بالأفكار العميقة والمشاعر المزدحمة والعواطف الجياشة.
- الشعور بالخجل الشديد، أو القلق، أو الاكتئاب بسبب المؤثرات التي سبق ذكرها من قبل.