شخصيات رواية عرس الزين
شخصيات رواية عرس الزين
إن رواية عرس الزين اختزلت في طياتها أنواع من الشخصيات الرئيسة والفرعية، التي حرّكت الأحداث، ودوّرت عجلة السرد، وهي شخصية الزين، ومحجوب، وعلوية بنت محجوب، ونعمة، وهي تدور حول شخصية الزين الشاب خفيف العقل الذي يريد الزواج، ويطمح له لكن في النهاية يتزوج من نعمة الفتاة الجميلة صاحبة العقل الرزين، والشخصيات على النحو الآتي:
شخصية الزين
الزين من الشخصيات الرئيسية في الرواية، شخصية غريبة نوعًا ما فهي مصابة بالحمق، فقد كان الزين دائم الضحك، حتى قيل إنه عندما ولد كان يضحك، بالإضافة إلى أنّ خلقته دميمة، إذ كان يمتلك سنين فقط في فمه، وكان نحيلا غائر العين، وكان عقله بسيطًا، إذ كان يبقى عند الماء يملأ الدلاء للنساء ويقرصهن ويمازحهن.
وقد أحب الزين غير قليل من البنات منهن علوية ابنة محجوب، وأراد الزواج منها، لكن والدها اشترط عليه أن يزرع ويحصد، ويبيع قمحه وتمره ويجمع مالا حتى يستطيع أن يتزوجها، فبدأ الزين يتخلى عن جنونه وعبثيته، وراح يعمل في الأرض حتى يجمع المال للزواج، وقد سبق حب الزين لعلوية حبين، هما حبه لعزة بنت العمدة، وحبه لليلى إحدى بنات البدو
وقد كان الزين يصيح معلنًا حبه وهيامه بالفتاة التي تسلبه بجمالها، إلا أنهما يتزوجان بسرعة بعد إشهاره للحب، فأصبحت النساء يقدمن بناتهن أمام الزين حتى يحبهن، ويشهر بهن وما أن يعلن عن حبه لفتاة يتهافت الناس عليها علمًا منهم أنها شديدة الجمال.
فأصبح للزين مكانة مهمة عند الأمهات، فكن يأتين به، ويطعمنه ويعرضن الفتيات أمامه، وسعيدة الحظ من يحبها، فيخرج ويتغنى بجالها، فتضمن زوجًا خلال مدة قصيرة، حتى صار الزين في نظرهن وليًا من أولياء الله، وكان يُعد مبروكًا ودرويشًا.
شخصية نعيمة
هي شخصية ذات وقار وأدب وعقل رزين كانت دائمة المراقبة للزين، وهو يلهو ويعبث، لكنها كلما صادفته كانت تنهره وتوجهه لأن يكون أكثر صرامة ورزانة، وكان الزين أمامها خانعًا يسمع كلامها، وينفذه دون تردد.
وقد كانت شخصية قوية، إذ كان لها هيبة بين الناس، فقد دخلت الكتاب ودها مع الصبيان، وتعلم القراءة والكتابة وحفظت القرآن، وقد أقبل الكثير من السكان يخطبونها من متعلمين وأصحاب نفوذ، لكنها كانت ترفضهم جميعًا، فقد كانت مغرمة بالزين.
وقد بدأ هذا الحب بعد أن أصيب الزين في رأسه، فتم إسعافه إلى المستشفى، وبقي فيها لأسبوعين، وعندما عاد كان له أسنان جديدة، وكان وسيمًا وثيابه نظيفة، وقد بلغ بها الحد أن ذهبت إلى الزين بنفسها، وطلبت منه أن يتزوجها.
شخصية سيف الدين
تعد شخصية سيف الدين من الشخصيات النامية في السرد ، فقد كان في بداية الرواية شخصية مكروهة من المجتمع، فقد كان ماجنًا وفاسقًا ومسرفًا للأموال، وتسبب في تشريد موسى الأعرج خادم والده، وفي النهاية ضرب الزين على رأسه بفأس كادت تقتله في رقصه في عرس أخته، إلا أنّ الزين نجا من هذه الحادثة.
لكن عندما رآه الزين بعد عودته من المستشفى هاجمه وخنقه بيديه، حتى ظهر رجل اسمه الحنين صديق الزين وأحد أولياء الله خلص سيف بعد أن تم خنقه، وغاب عن الوعي، لكن ما إن أفاق سيف الدين من غيبوبته إلا وقد تغير تمام التغير، فقد صار شخصًا تقيًا ملتزمًا، فكأنه ولد من جديد.
شخصية الولي الحنين
تعد شخصية الحنين من الشخصيات الثانوية الثابتة، فهو كان وليًا من أولياء الله الصالحين، دائم العبادة والصلاة، يبقى في البلد ستة أشهر، ثم يغادرها إلى الصحراء ينفرد فيها في العبادة والتضرع، وقد كان له مكانة سامية في المجتمع، حتى إنه كان ينظر له أنه صاحب كرامات.
وقد كان الحنين صديقًا مقربًا للزين، فكان الزين بين يديه هادئًا بسيطًا، وكان الحنين لا يقبل الطعام والشراب من أحد إلا من الزين، فكان يذهب إلى بيته يأكل ويشرب معه، فكانا شديدا الترابط، ويذكر الزين أن الحنين إنسان مبروك وطاهر.
وقد لفت الحنين انتباه القرية كلها بعد أن استطاع السيطرة على الزين عندما حاول قتل سيف الدين ثأرًا لنفسه، إذ انقلب حال سيف الدين إلى شيخ جليل بعد أن كان فاسقًا، ومن ثم دب الخير في القرية، فزرعوا القطن ونجحت زراعته، وربحت القرية مالاً كثيرًا، فسمي ذلك العام عام الحنين تبركًا به.