حكم الإيمان بالرسل
حكم الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان، آمن به الرسل والمؤمنون من قبل، وبيّن الله -تعالى- أنهم في إيمانهم بالرسل يصدقون بهم جميعاً لا يفرقون بينهم لقوله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا).
وبين الله -تعالى- حكم من كفر بالايمان برسله ،فأطلق الكفر على من كذب بالرسل أو فرق بينهم فصدق ببعض وكفر ببعض فقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا).
والإيمان بالرسل يعني تصديق الناس برسالتهم وإقرارهم بنبوتهم، وأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله، وقد بلغوا رسالات ربهم، وبينوا للناس ما لا يسع أحدًا جهله.
مضامين الإيمان بالرسل
أعداد الرسل وتعدادهم
- اقتضت حكمة الله أن يرسل لكل قوم نذير، لذلك كان عدد الرسل والأنبياء عدد كبير، وهناك رسل وأنبياء ذُكروا في القرآن، وأنبياء لم يقصص الله قصصهم.
- ذكر القرآن الكريم خمسة وعشرين نبياً ورسولاً وهم آدم، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، وموسى، وهارون، ويونس، وداود، وسليمان، وإلياس، والْيَسَع، وزكريا، ويحيى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين، وخاتم النبين والمرسلين محمد -صلى الله وعليه وسلم-.
وصاف الرسل
هناك صفات يجب ان نؤمن ان كل الانبياء يتصفون بها وهي:
- الصدق: إن أول ما يجب أن يتصف به النبي هو الصدق إذ يستحيل على الله أن يبعث كذابا فيستحيل على الرسول أن يكذب، لقوله -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا)، وأعظم مثال يضرب صدقه وأمانته هو خاتم النبين محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يلقب بالصادق الأمين.
- الأمانة: فهذا الخلق لا يمكن الا أن يكون ملازماً للصدق فالصادق يجب أن يكون أميناً والأمين يجب أن يكون صادقاً، والأمانة صفة تشتمل على الكثير من الفضائل ككتمان الأسرار والحفاظ على حقوق العباد وتبليغ الرسالة كما كلفه الله -تعالى- والالتزام التام بكل ما يدعو الناس إليه.
- الفطنة: أي أن يكون الرسول فطناً ذكياً يُدرك ما يدور حوله من الأمور إدراكاً سريعاً ويتصرف فيه على حسب ما يقتضي العقل الحكيم وهي لازمة للرسول حتى تكون لديه القدرة على إقناع من يدعوهم.
- العصمة: وهي الحصانة التي تحاط بها الأنبياء حتى يبقوا بمأمن من الانزلاق إلى الخطيئة، وحتى لا تمس الشرور والأثام نفوسهم، وحتى يظلوا منذ بعثتهم إلى الأمم وحتى وفاتهم مبرئين من أي نقص وعيب.
أثر الإيمان بالرسل
أهمية الايمان بالرسل يترتب عليه آثار حميده على الإنسان منها:
- العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، فهو الذي أرسل إليهم هذه الرسل لهدايتهم وإرشادهم وليتبعوا طريق الحق الذي ينجيهم من الهلاك ويأخذهم الى دار النعيم المقيم.
- شكر الله تعالى على نعمة الرسل المنذرين الذين أرسلوا إلينا من رحمة الله في خلقه .
- محبة الرسل، وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم حملوا هذه الرسالة العظيمة، وأدوا الأمانه وصبروا على الأذى في سبيل إيصال الرسالة.
خلاصة المقال: الإيمان بالرسل هو ركن من أركان الإسلام و يعني تصديق الناس برسالات الرسل وإقرارهم بنبوتهم، وأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله، وعددهم في القرآن خمسة وعشرين نبياً ورسولا، ويتصفون بالصدق والأمانة والفطنة والعصمة.