سورة الزلزلة للأطفال
تفسير الآيات المتعلقة بأهوال يوم القيامة
تبدأ آيات سورة الزلزلة بوصف أهوال و أحداث يوم القيامة بأدق تفاصيله، وفيما يأتي تفسير للآيات التي تحدثت عن ذلك:
- (إذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا)
يعني أن الأرض تهتز وتتحرك حركة قوية شديدة لا مثيل لها، تؤدي إلى تكسير كل ما فوقها وتدمره تدميراً؛ تحضيراً ليوم القيامة.
- (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا)
تعددت الأقوال في تفسير هذه الآية، فقال النسفي: إنّ الموتى والكنوز بمثابة أثقال داخل الأرض؛ وبسبب أهوال القيامة تُخرج الأرض تلك الأثقال من كنوز وموتى من باطنها، أمّا ابن كثير فقال: إنّ الأرض تُخرج أثقالها بإخراج موتاها؛ بسبب أهوال يوم القيامة والاستعداد للعرض على الله كي يبدأ الحساب وت وزيع صحف الأعمال.
تفسير الآية المتعلقة بحال المؤمن والكافر يوم القيامة
إنّ الآية الثالثة من سورة الزلزلة تصف حال المؤمن والكافر بعد النفخة الثانية، يقول -سبحانه- فيها: (وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا)، وتصف هذه الآية دهشة الإنسان من الحركة الشديدة التي حدثت للأرض من النفخة الثانية في الصور، والانبهار ببعث الموتى للحياة مجدداً بعد النفخة الأولى.
ويختلف في تلك اللحظة حال الكافر عن المؤمن؛ فيتعجب و يندهش بسبب عدم إيمانه المسبق بالبعث، أما المؤمن: فيعلم أنّه الحق من ربه لأنه كان يؤمن بيوم القيامة والبعث والحساب.
تفسير الآيات المتعلقة بشهادة الأرض على عمل الإنسان
تصف الآيتين الرابعة و الخامسة من سورة الزلزلة حال الأرض يوم القيامة وكيف تشهد على الإنسان، ونذكر فيما يأتي تفسير هذه الآيات الكريمة:
- (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)
تعني أن الأرض سوف تشهد على الإنسان بكل عمل قام به على ظهرها كان خيراً أم شراً، وهذا حدث سوف يتعجب منه الناس يوم القيامة و سوف يتسائلون عن عن كيفية حديث الأرض ونطقها وشهادتها على أعمال الخلق على ظهرها.
- (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا)
إنّ سبب شهادة الأرض على الناس وحي الله -سبحانه- إليها، فيأذن لها بالتحدث ويأمرها بالشهادة على أفعال الناس؛ كي يقيم عليهم الحُجة يوم القيامة، وهذا تأكيد للإنسان بأن الله -سبحانه- على كل شيء قدير.
تفسير الآية المتعلقة ببعث الناس لحسابهم
هذه الآية الكريمة من سورة الزلزلة تتحدث عن أحوال الناس يوم القيامة وكيف تُعرض عليهم أعمالهم، يقول -سبحانه-: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ)، فالناس يوم القيامة عندما يتم بعثهم فيتفرقون إلى فريقين؛ أصحاب اليمين وهم أصحاب الجنة والفريق الثاني أصحاب الشمال، وهم أصحاب النار، وقيل إنّ التفرق يحصل بين الناس بعد الحساب والعرض على الله -سبحانه- يوم القيامة، وبعد معرفة منزلتهم في جنة أو نار.
وقال بعض العلماء إنّ خروج الناس من قبورهم يوم القيامة يكون بأحوالهم المختلفة، فأهل الجنة وجوههم بيضاء سعداء مُستبشرين ومُطمئنين لخير ما قدموا من أعمال صالحة في حياتهم الدنيا، أما أهل النار فتكون وجوههم سوداء خائفين نادمين على سوء ما قدموا في حياتهم الدنيا وعدم إعدادهم لمثل هذا اليوم.
تفسير الآيات المتعلقة بجزاء الطاعة وعقوبة المعصية
الآية السابعة و الثامنة من سورة الزلزلة تتناول الحديث عن جزاء المؤمن والكافر يوم القيامة وفيما يأتي تفسير لهذه الآيات الكريمة:
- (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)
وهذ ا يعني أن العمل الصالح والخير الذي يقدمه الإنسان في حياته ولو كان بمقدار ذرة لا تُرى في العين المجردة سيجدها في كتابه، وسيتم الجزاء عليها وأخذ أجرها يوم القيامة، وفي هذه الآية دعوة لكل إنسان إلى العمل الصالح والسعي لإرضاء الله لأنه -سبحانه- يوم القيامة سيوفّي الناس أجورهم كاملةً لن ينقص منها ذرة كانت خيراً أم شراً.
- (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
وتعني من يعمل عملاً مؤذياً للنفس أو للناس مهما كان صغيراً غير ظاهر، فسوف يُكتب في صحيفة الإنسان و يُحاسب عليه يوم القيامة عليه بسوء الجزاء و العاقبة، والذرّ يعني: النملة الصغيرة، أو الهباء الذي لا يُرى إلا في شُعاع الشمس الساطع، وعليه تُنذر الآية الإنسان بالابتعاد عن السيئات مهما كان حجمها لأن الإنسان سيُحاسب و سيرى أعماله معروضة عليه في صحيفته يوم القيامة أمام الخلق مهما كانت تلك الأعمال صغيرة أم كبيرة.