سوء الظن بالناس في القرآن
سوء الظن بالناس في القرآن
سوء الظنّ بالناس من الأمور المذمومة التي نهى القرآن الكريم عنها؛ ويقصد بها تخوين النّاس، وامتلاء القلب بالاتهام الباطل لمن هم ليسوا أهلًا لذلك، وسوء الظنّ أصل للإفساد والتكذيب و الشرك ؛ فقد كفر كثير من النّاس بسبب إساءتهم الظنّ بالرسل، ومن المواضع التي ذكر فيها سوء الظن بالنّاس وبالرّسل:
- قوله -تعالى-: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ).
- قوله -تعالى-: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ).
- قوله -تعالى-: (أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ).
- قوله -تعالى-: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ).
آيات تأمر بحسن الظن بالناس
أمر الله -سبحانه وتعالى- المسلمين بأن يحسنوا الظنّ ببعضهم البعض؛ ليجتنبوا العداوة والبغضاء التي قد يسببها الظنّ السيئ؛ حتى مع حديث العهد بالإسلام الذي أعلن إسلامه قبل لحظات، ومن الآيات التي تأمر ب حسن الظنّ بالناس ما يأتي:
- قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
أمر الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين في هذه الآية بأن يحسنوا ظنّهم بالنّاس ولا يتعجّلوا في الحكم عليهم من خلال قوله (فَتَبَيَّنُوا)؛ حيث إنّ عدم التثبّت من إسلام من قال أنّه مسلّم واعتباره كافرًا بالاستناد إلى سوء الظنّ؛ يرتّب عليه أحكام الكافر عند من لم يصدّقه، وهذا لا يرضي الله -تعالى-، لهذا جعل التثبّت من إسلام الكافر واجبًا.
- قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).
نهى الله -تعالى- في الآية الكريمة عن كثير من الظن السيئ بالنّاس؛ حيث إنّ بعض الظنّ إثم، لا سيّما إن لم يقترن الظن بدليل، أو كان يقود صاحبه للأقوال والأفعال المحرّمة.
آثار سوء الظن بالناس
سوء الظنّ بالنّاس من الكبائر ؛ وذلك أنّ المسلم عندما يسيء ظنّه بأخيه المسلم قد يدفعه ذلك إلى احتقاره، والابتعاد عن القيام بما له وعليه من الحقوق، أو الحديث عنه بالسّوء أمام النّاس، والخوض في عرضه، وكل هذه الأمور من المهلكات، ومن يقوم بها ويتعرّض لها إنّما يدلّ ذلك على خلل في خلقه؛ فالمسلم يلتمس لأخيه المسلم الأعذار، ولا يتعرّض لإساءة الظنّ به.
فضلًا عن ذلك، يعدّ سوء الظنّ بالناس منفذًا للأخلاق السيئة ؛ من البخل والجبن، والحسد والبغض، وتتبّع عورات النّاس، وبالتالي تنتشر المشكلات العائلية، وتسود الأحقاد، والعداوات، والفرقة بين أفراد المجتمع المسلّم، وهذا إن دلّ على شيء فيدلّ على خبث في البواطن وسوء في الأخلاق.