سكرات الموت وشدته
سكرات الموت وشدته
تعني السكرة: الشدة الذاهبة بالعقل، وهي حالة تعرض بين المرء وعقله، والغشي الناشئ عن الألم؛ قال: وهو المراد هنا، يعني: سكرات الموت، الغشي الناشئ عن الألم؛ لأن سحب الروح؛ نزول الموت فيه شدة، ووطئة وألم، وهذه تجعل الواحد في سكرة، تذهب بعقله.
وإن الموت حق على كل عباد الله وجميع خلقه، وله شدّة لا يعرف قسوتها إلا من وقعت عليه، والمسلم والكافر سيلقى سكرات الموت ولكن بأحوالٍ مختلفة، والميت " لا يعدو أحد القسمين: إما مستريح، وإما مستراح منه، وكل منهما يجوز أن يُشَدَّد عليه عند الموت وأن يخفف.
فلقد مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجنازة فقال: (مُسْتَرِيحٌ ومُسْتَرَاحٌ منه. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما المُسْتَرِيحُ والمُسْتَرَاحُ منه؟ قالَ: العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ، والعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ منه العِبَادُ والبِلَادُ، والشَّجَرُ والدَّوَابُّ).
الأدلة على سكرات الموت
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم سكرات الموت وشدائده في أكثر من آية منها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ).
- قال -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ).
- قال -تعالى-: (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ* فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ* تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
- قال -تعالى-: (كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ* وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ).
علامات سكرات الموت
لسكرات الموت علامات بها يعرف الإنسان أنّه مقبل على الموت أو أنّه مات بالفعل فتجب بذلك له أحكام الميّت، وهي:
- حشرجة الصدر، وضيق النفس، والغرغرة؛ أي وصول الروح إلى الحلق.
- استرخاء أقدام المحتضر، واعوجاج أنفه وامتداد جلد جبهته.
- انفصال الزنديْن وانقطاع النفس.
- حدّة البصر، وسواد العينين، وذلك يكون للبالغين.
- انفصال الفك وبرودة البدن.
- انفراج الشفتين مع عدم انطباقهما.
على من تخفف سكرات الموت؟
يخفف الله -سبحانه وتعالى- سكرات الموت عن الشهيد عند نزع روحه، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما يجدُ الشَّهيدُ من مسِّ القتلِ إلَّا كما يجدُ أحدُكُم من مَسِّ القرصةِ).
أمور يشرع فعلها للمحتضر
يسنّ لمن حضر عند من ظهرت عليه علامات الوفاة مراعاة الأمور الآتية:
- تلقين المحتضر وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ).
- ذكر الله -عز وجل-، والإكثار من الدعاء له.
- تحسين ظن المحتضر بالله -تعالى-؛ وأنه مقبل على ربه.
- قراءة القرآن، كان السلف يقرأون سورة الفاتحة وسورة يس وسورة البقرة.
- توجيه المحتضر للقبلة.
- بلّ ريق المحتضر بالماء؛ ليسهل عليه نطق الشهادة.
دعاء يخفف من سكرات الموت
فيما يأتي أدعية مشروعة للتخفيف من سكرات الموت:
- (اللَّهمَّ اغفِرْ لي وارحَمْني وألحِقْني بالرَّفيقِ الأعلى).
- (اللهمَّ أَعِنِّي على غمراتِ الموتِ أو سكَراتِ الموتِ).
- (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ).
- (فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).