سرطان الكبد الثانوي
سرطان الكبد الثانويّ
يُعدّ الكبد (بالإنجليزية: Liver) أكبر عضوٍ داخليّ في الإنسان، وله وظائف في غاية الأهمية، فهو العضو الذي يُخلّص الجسم من الفضلات والسموم، ويعمل على تصنيع العصارة الصفراء (بالإنجليزية: Bile) التي تساعد على هضم الدهون، ويقوم كذلك بتصنيع عدد كبير من البروتينات والإنزيمات المهمة للقيام بوظائف الجسم، وتخزين السكر على شكل جلايكوجين ليتسفيد منه الجسم كمصدر للطاقة عند الحاجة، ويمكن القول إنّ الكبد واحد من أكثر الأعضاء أهمية في الجسم، ولا يمكن للمرء العيش دونه. في الحقيقة قد يُصاب الكبد بالسرطان، وقد يكون السرطان أولياً أو ثانوياً، أمّا الأولي فهو الذي نشأ في الكبد وبدأ منه وغالباً ما يحدث نتيجة المعاناة من بعض الاضطرابات الصحية التي تُصيب الكبد مثل التشمع (بالإنجليزية: Cirrhosis) والتهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis). أمّا سرطان الكبد الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Liver Cancer) فهو السرطان الذي بدأ في عضو آخر ثم انتقل بعد انتشاره إلى الكبد، وغالباً ما يكون منشؤه سرطان الثدي، أو القولون ، أو الرئتين ، ويُطلق على سرطان الكبد الثانوي أيضاً المرحلة الرابعة للسرطان أو السرطان المتقدم (بالإنجليزية: stage IV or Advanced cancer).
أعراض الإصابة بسرطان الكبد الثانويّ
في الحقيقة غالباً لا تظهر أيّة أعراض أو علامات تدل على إصابة الشخص بسرطان الكبد الثانويّ في المراحل المبكرة للمرض، ولكن بتقدم المرض وتأثيره في الكبد بشكلٍ مباشر مُسبّباً انتفاخه، أو إغلاق مجرى الدم أو العصارة الصفراء الخاص به، فإنّ بعض الأعراض والعلامات تظهر على المصابين، نذكر منها ما يأتي:
- الشعور بالضغف العامّ والانزعاج.
- فقدان الشهية ونقصان الوزن.
- المعاناة من الحمّى .
- الإعياء العام.
- انتفاخ البطن.
- الحكّة .انتفاخ الساقين نتيجة تكوّن ما يُعرف بالوذمة (بالإنجليزية: Edema).
- المعاناة من اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، ويتمثل باصفرار الجلد وبياض العيون.
- الشعور بالألم في الكتف الأيمن.
- الشعور بالغثيان ، والتقيؤ.
- الارتباك (بالإنجليزية: Confusion).
- الإحساس بالألم في الجزء العلوي من الجهة اليمنى للبطن.
- تغير لون البول، ليصبح أغمق لوناً.
- التعرّق .
علاج سرطان الكبد الثانويّ
يعتمد علاج الإصابة بسرطان الكبد الثانوي على مجموعة من العوامل، منها طبيعة الأعراض التي يشكو منها المصاب، وصحة المصاب العامة، وفيما إن كان السرطان انتشر إلى أماكن أخرى، وعدد الأورام الموجودة في الكبد، وطبيعة العلاج الذي خضع له المصاب لعلاج الورم الأولي، وهناك عدد من الخيارات العلاجية التي يتم الاختيار فيما بينها بناءً على ما سلف ذكره. وفيما يأتي بيان بعض هذه العلاجات.
العلاج بالجراحة
غالباً ما يتمثل العلاج بالجراحة باستئصال الكبد ، وقد يتم هذا الاستصال دفعة واحدة أو على مرتين منفصلتين، وأمّا في الحالات التي يُستأصل فيها الكبد مرة واحدة، فغالباً ما يتم الأمر خلال عملية جراحية تُجرى على يد مختصين وتستمر في العادة من ثلاث إلى سبع ساعات، وبعدها يجب نقل المصاب إلى العناية الحثيثة لما يُقارب أربع وعشرين ساعة، وعادة ما يتطلب الأمر مبيت المصاب في المستشفى لما يُقارب أسبوعاً واحداً، وفي الغالب يستغرق المصاب ستة أسابيع حتى يعود إلى وضعه الطبيعيّ الذي كان عليه. وتجدر الإشارة إلى أنّ الجراحة لا تُجرى إلا في الحالات التي تكون فيها خياراً ملائماً، وهذا يعتمد على العوامل المذكورة أعلاه، وعلى سبيل المثال غالباً ما تُعالج سرطانات الكبد الثانوية المنتقلة من الأمعاء بالجراحة، وفي المقابل يجدر التنبيه إلى أنّ الجراحة لا تكون خياراً فعالاً في الحالات التي يكون فيها السرطان قد انتشر إلى أماكن أخرى من الجسم.
العلاج الكيماويّ
يمكن القول إنّ العلاج الكيماويّ (بالإنجليزية:: Chemotherapy) المُتّبع في علاج السرطانات المختلفة يقوم بشكلٍ رئيسيّ على مبدأ استعمال أدوية لها القدرة على قتل الخلايا السرطانية، وفي الحقيقة هناك خيارات علاجية أولى معتمدة في السيطرة على المرض، وفي حال فشلها أو عدم القدرة على استعمالها يمكن اللجوء للخيارات الأخرى البديلة.
العلاج بالإشعاع
يقوم مبدأ العلاج بالإشعاع (بالإنجليزية: Radiotherapy) على استعمال أشعةٍ تُشبه أشعة إكس (بالإنجليزية: X-Rays) المعروفة كذلك بالأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية، وبهذا يمكن السيطرة على الأعراض وكذلك الحد من نمو السرطان وانتشاره، وعلى الرغم من وجود علاج بالإشعاع بشكلٍ داخلي وخارجيّ، إلا أنّ العلاج الخارجي هو الشكل المعتمد في أغلب حالات علاج سرطان الكبد الثانويّ.
العلاج المُوجّه
لا يلجأ الطبيب للعلاج الموجّه إلا في الحالات التي يُناسب فيها هذا العلاج نوع السرطان الأوليّ، ومن أشكال هذا النوع من العلاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (بالإنجليزية: Monoclonal antibody)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأدوية تعمل بشكلٍ رئيسيّ على تغيير عمل الخلايا المستهدفة بالإضافة إلى مساعدة الجسم على السيطرة على السرطان ونموّه.
علاجات أخرى
إضافة إلى ما سبق، هناك بعض العلاجات التي يمكن استعمالها للسيطرة على سرطان الكبد الثانوي، نذكر منها حقن الشريان الكبديّ (بالإنجليزية: Hepatic artery infusion)، والذي يتم من خلاله حقن الكبد بالعلاج الكيماويّ عن طريق الشريان الذي يُغذي الكبد، وهذا بدوره يسمح بإيصال تركيز عالً من العلاج الكيماويّ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا العلاج لا يُناسب جميع الأشخاص المصابين بسرطان الكبد الثانويّ. ومن أنواع العلاجات الأخرى الممكنة العلاج بالتبريد (بالإنجليزية: Cryotherapy) الذي يقوم على مبدأ تجميد الخلايا السرطانية، والعلاج بالليزر (بالإنجليزية: Laser therapy) للقضاء على الخلايا السرطانية، وكذلك هناك ما يُعرف بالاستئصال بالتردد الراديويّ (بالإنجليزية: Radiofrequency ablation)، وغيرها.