سبل لقضاء حوائج الناس في رمضان
سبل لقضاء حوائج الناس في رمضان
التكفُل برعاية الأيتام
إن كفالة اليتيم لها منزلة عظيمة وثواب كبير؛ لما لها من أثر واضح في صلاح الفرد والمجتمع، وهي واحدة من صور قضاء حوائج الناس في رمضان وفي كل الأوقات؛ حيث أنها صورة مشرقة عن التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.
كما أن بها جبراً لضعف وانكسار اليتيم وتعويضاً له عن فقده لأسرته وعوناً له لينشأ بشكل سليم ويكون فرداً نافعاً في المجتمع وقوياً لا يحتاج لأحد، ويكون قادراً على تكوين أسرة مسلمة متماسكة.
وقد ورد الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على كفالة اليتيم وتبين مدى أهميته بالمجتمع الإسلامي، وبيان بعضها فيما يأتي:
- عن سهل بن سعد الساعديّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى).
- قوله تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ).
- قوله تعالى-: (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا).
صلة الأرحام
إن صلة الرحم وقضاء حاجة الأقارب واحدة من أهم العبادات التي على المسلم القيام بها في كل الأوقات وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان شهر العبادات الذي يُضاعف به الأجر والثواب ويحرص الناس على كل ما يقربهم من الله -تعالى- بهذا الشهر الفضيل.
وهنالك الكثير من طرق قضاء حوائج الأرحام فمنها ما قد يكون بالمال فالأقارب أولى بالصدقات من الغريب، أو بتقديم الخدمة بمختلف أشكالها، وبالزيارة والسلام والسؤال عن أحوالهم لتقديم يد العون لهم بأوقات الضيق وكذلك مشاركتهم بأفراحهم وأحزانهم.
والأرحام هم الأقارب سواء كان من جهة الأب أو الأم؛ فالآباء والأمَّهات والأجداد والجدات، والأولاد وأولادهم وأولاد البنات، وكذلك الأخوات والإخوة وأولادهم أرحام، والأعمام والعمَّات والأخوال والخالات وأولادهم أرحام، وقد ورد الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على صلة الرحم وتبين مدى أهميته بالمجتمع الإسلامي ، وبيان بعضها فيما يأتي :
- قوله -تعالى-: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾.
- قال الله -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ).
- قوله -تعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وتقطعوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ).
الصدقات
إن الصدقة من أعظم العبادات؛ لما فيها من العطاء والبذل ومخالفة النفس التي تحب المال حباً كبيراً، وهي واحدة من أهم سبل قضاء حوائج الناس في رمضان وفي كل أيام السنة، فهي تطفئ غضب الله -سبحانه وتعالى- وتمحو الخطيئة وإن العبد إنّما يصل إلى حقيقة البر بالصدقة.
وقد زكى الله -تعالى- في كتابه الكريم الصدقات المخفية عن الصدقات المُعلنة؛ لما فيها من سترٍ وحفظٍ لكرامة الأسر المتعففة، ولكي لا يكون في ذلك رياء من المتصدق فيضيع أجره وحفاظاً على إخلاص النية لوجه الله -تعالى-.
وقد ورد الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الصدقة، وتبين مدى أهميتها بالمجتمع الإسلامي وثوابها العظيم، وبيان بعضها فيما يأتي :
- قول الله -تعالى-: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ).
- قول الله -تعالى-: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم).
- قول الله -تعالى-: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ)، وذكر منهم: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ).