سبب نزول سورة الشعراء
سورة الشعراء
- تعدّ سورة الشعراء إحدى السور المكية ، ويبلغ عدد آياتها مئتين وسبع وعشرين وفق العدد الكوفي، ومئتين وست وعشرين وفق العدد البصري، وهي السورة السادسة والعشرون وفق الرسم القرآني، والسورة الأولى من مجموعة سور الطاسينات، والسورة السابعة والأربعون وفق ترتيب نزول السور حيث نزلت بعد سورة الواقعة وقبل سورة النمل.
- ويعود سبب تسمية سورة الشعراء بهذا الاسم لتفرّدها عن باقي سور القرآن الكريم بذكر كلمة الشعراء؛ حيث أنّها قد خُتمت بالحديث عن الشعراء والمقارنة بين المؤمنين والضالين منهم، فقال الله -تعالى-: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) ، ومن أسماء سورة الشعراء: سورة الظلّة وذلك لقول الله -تعالى- فيها: (فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) ، وسورة الجامعة وقد يعود سبب تسميتها ووصفها بذلك لكونها أول سورة قد اشتملت على ذكر الرسل أصحاب الشرائع إلى ذكر الرسالة المحمدية.
سبب نزول سورة الشعراء
يعود سبب نزول سورة الشعراء إلى الردّ على أذى المشركين للرسول عليه الصلاة والسلام؛ إذ عمدوا إلى الزعم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شاعرٌ والقرآن الذي جاء به ما هو إلّا كلاماً من شعره، فأنزل الله -تعالى- قوله: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) ، وقد ذكر ابن جرير والحاكم عن أبي حسن البراد أنّه لما نزل قول الله -تعالى- المشار إليه آنفاً جاء عبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، و كعب بن مالك -رضي الله عنهم- إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقالوا له بأنّهم شعراء وقد هلكوا بنزول هذه الآية، فأنزل الله -تعالى- قوله: (إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) . مستثنياً بذلك الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
مقاصد سورة الشعراء
هناك العديد من المقاصد التي اشتملت عليها سورة الشعراء ومنها ما يأتي:
- الإشارة إلى مكانة القرآن الكريم ومنزلته العظيمة، وتنزيهه عن كونه شعراً ومن أقوال الشياطين.
- تسلية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والتخفيف عنه ممّا يتعرض له من أذى قومه وإعراضهم عن دعوته.
- تهديد المشركين أن ينالهم غضب من الله -تعالى- لإعراضهم عن دعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وضرب المثل لهم بالأمم السابقة وما حلّ بها من عذاب بسبب إعراضهم عن رسلهم وتكذيبهم لهم.
- تثبيت المؤمنين وطمأنة قلوبهم لِما يلقونه من عذاب وأذى من المشركين، ودعوتهم للصبر كما صبر مَن قبلهم من المؤمنين.
- الحديث عن المناظرة التي كانت بين نبي الله موسى -عليه السلام- وفرعون الطاغية، وبيان موقف السحرة الذين عمدوا في بادئ الأمر إلى المكر والخداع ثمّ انقادوا لموسى -عليه السلام- وآمنوا بدعوته في نهاية الأمر.