سبب نزول سورة الإسراء
سبب نزول سورة الإسراء
لم يذكر العلماء المشتغلون بأسباب النزول كالواحدي سبباً لنزول سورة الإسراء كاملة، إلّا أنّه قد ذُكر سبب النزول لبعضٍ من آياتها، ومن هذه الآيات ما يأتي:
الآية الأولى
وهي قول الله -تعالى-: (وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ) ، حيث نزلت في عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما قام رجل من العرب بشتمه وسبّه، فنزلت هذه الآية تأمره -رضي الله عنه- بالعفو والصفح، وقد ذكر الكلبي أنّها نزلت في أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عامة حيث قاموا بالشكوى إليه ممّا يتعرضون إليه بسبب المشركين من إيذاء بالقول والفعل فنزلت هذه الآية.
الآية الثانية
وهي قول الله -تعالى-: (وَالشَّجَرَةَ المَلعونَةَ فِي القُرآنِ وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدُهُم إِلّا طُغيانًا كَبيرًا) ، فقد ذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه عندما ذكر الله -تعالى- شجرة الزقوم في القرآن الكريم بغية تخويف قريش، أخذ أبو جهل يقول للناس بأنّ شجرة الزقوم هي الثريد بالزبد ولنتزقمنه تزقماً، فنزلت هذه الآية.
الآية الثالثة
وهي قول الله -تعالى-: (وَإِن كادوا لَيَستَفِزّونَكَ مِنَ الأَرضِ لِيُخرِجوكَ مِنها) ، فقد ذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ اليهود حسدت مقام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، فجاءوا إليه يقولون بأنّ الأنبياء بُعثوا في الشام، فإن رحلت إليها صدقناك وآمنّا بك، فوقع ذلك في قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- طمعاً بإسلامهم فنزلت هذه الآية.
الآية الرابعة
وهي قول الله -تعالى-: (وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا) ، حيث ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مجيء نفر من اليهود يسألون رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الروح فقال -رضي الله عنه-: (فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ وقَالَ بَعْضُهُمْ: لا تَسْأَلُوهُ، لا يَجِيءُ فيه بشيءٍ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَنَسْأَلَنَّهُ، فَقَامَ رَجُلٌ منهمْ، فَقَالَ يا أبَا القَاسِمِ ما الرُّوحُ؟ فَسَكَتَ، فَقُلتُ: إنَّه يُوحَى إلَيْهِ، فَقُمْتُ، فَلَمَّا انْجَلَى عنْه، قَالَ: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّي وما أُوتُوا مِنَ العِلْمِ إلَّا قَلِيلًا).