سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم
تسمية يوم التروية
يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة، يذهب الحاج في هذا اليوم إلى منى للمبيت فيها، وقد سمي يوم التروية بهذا الاسم لأنّ:
- قيل إنّ سبب تسميته بهذا الاسم، لأن حجاج بيت الله كانوا يرتوون من الماء فيه، ويسقون إبلهم.
- قيل لأنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام رأى في منامه ذبح ابنه في تلك الليلة.
- يسمى يوم التروية أيضاَ بيوم النقلة؛ وذلك لانتقال الحجاج في هذا اليوم إلى منى.
أعمال الحاج في يوم التروية
يسنّ للحاجّ يوم التّروية أن يقوم بالأعمال الآتية:
الإحرام في يوم التروية
يحرم الحاج بالحج ظهراً أو ضحى، إذا كان متمتعاً، ويستحب له أيضاً التطيب والاغتسال، وارتداء ملابس الإحرام البيضاء، ثم ينوي الحج ويقول: ( لبيك حجاً)، ثم (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ).
ودليل ذلك ما رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- في وصف حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-: (...فَلَمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إلى مِنًى، فأهَلُّوا بالحَجِّ).
الذهاب إلى منى
يتوجه الحاج إلى منى ويصلي فيها الظهر والمغرب والعصر والعشاء، حيث تجعل الصلاة الرباعية ركعتين، والصلاة تكون في وقتها من غير جمع، ثم يؤدي الحاج فيها صلاة الفجر لليوم التاسع من ذي الحجة.
ودليل ذلك فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجته، فقد روى جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- فقال: (...فَلَمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إلى مِنًى، فأهَلُّوا بالحَجِّ، وَرَكِبَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فَصَلَّى بهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ)
أعمال أخرى يسن للحاج فعلها في يوم التروية
يسن للحاج في يوم التروية مجموعة من الأمور وهي:
- أن يحافظ الحاج على صلاة الجماعة وراء الإمام، وألا يفوّت تكبيرة الإحرام.
- ألا يفوت الحاج صلاة الوتر سواء قبل النوم، أو بعد العشاء، أو آخر الليل.
- أن يبيت الحاج بمنى في هذا اليوم، ويكون ذلك من وقت غروب الشمس يوم الثامن من ذي الحجة حتى طلوع فجر يوم عرفة.
- يسير الحاج إلى عرفة، وذلك عند طلوع الشمس في يوم التاسع من ذي الحجة.
فضل يوم التروية
إنّ يوم التروية أحد أعظم الأيام العشر من ذي الحجة التي قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)،ويعتبر يوم التروية من أعظم أيام الحج، حيث إنّه يعتبر أول أيام الحج، كما أنه يحتوي على أحكام أساسية تتعلق بالحج، أولها قصد منى اقتداءً بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
كما ويستعدّ فيه الحجاج ليوم عرفة العظيم؛ الذي هو ركن الحج الأعظم، والذي فيه مغفرة للذنوب والمعاصي، وتطهير لقلب المؤمن، وعتق من النار، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).