سبب تسمية سورة الجاثية
سبب تسمية سورة الجاثية
سمّيت سورة الجاثية بهذا الإسم؛ لحديثها عن اجتماع الأمم يوم القيامة أمام الله -تعالى- لمحاكمتها وحسابها، وتكون كل أمّة حينئذ باركة على رُكبها من شدّة الخوف والهلع ممّا تُشاهده من أهوال وأحداث يوم القيامة ، حيث قال الله -تعالى-: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
وتجدر الإشارة إلى أنّ سورة الجاثية تسمى بسورة الشريعة؛ وذلك لحديثها عن نسخ شريعة الإسلام لسائر الشرائع السابقة حيث قال الله -تعالى-: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)،وتسمّى بسورة الدهر لحديثها عنه.
معنى كلمة الجاثية وموضع ورودها
قيل في معنى الجاثية خمسة معاني، نذكرها فيما يأتي:
- أوّلها: الجاثية أي المستوفزة، والمستوفز؛ هو الشخص الذي لا يستطيع أن يصيب الأرض إلّا بركبيته وأطراف أنامله لخوفٍ أصابه.
- ثانيها: الجاثية أي المجتمعة؛ هو المعنى الذي قال به ابن عباس.
- ثالثها: الجاثية أي المتميزة؛ وهو المعنى الذي قال به عكرمة.
- رابعها: الجاثية أي الجلوس على الركب وهو المعنى الذي قال به الحسن.
- خامسها: الجاثية أي الخاضعة والذليلة.
تعريف بسورة الجاثية
تعدّ سورة الجاثية من السور المُجمَع عليها بكونها مكيّة، وقد نزلت في أواخر حياة المسلمين في مكة، حيث كان ذلك بعد حادثة الإسراء والمعراج وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وتبلغ عدد آياتها في العدد الكوفي سبع وثلاثين، وفي العدد البصري ست وثلاثين.
موضوعات سورة الجاثية
هناك عدّة موضوعات تناولتها سورة الجاثية، منها ما يأتي:
- الثناء على القرآن الكريم، وحثّ الناس على التفكّر في خلق الله -تعالى- للسموات والأرض.
- الحديث عن النِّعم الكثيرة التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده .
- الردّ على الدهريّة؛ الذين لا يؤمنون بالله -تعالى- ولا بالبعث بعد الموت، بأسلوبَي الترغيب والترهيب.
- إنذار الكافرين ووعيدهم بالعذاب الشديد الذي ينتظرهم يوم القيامة؛ لكفرهم، وضلالهم، وعنادهم.