زيادة دقات القلب عند الحامل
زيادة دقات القلب عند الحامل
تعاني المرأة الحامل من زيادة دقات القلب أو تسارع ضربات القلب أثناء فترة الحمل، ويبدأ ذلك عادةً خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل، وفي الحقيقة قد تكون الزيادة في معدل دقات القلب بحيث تصل إلى 100 نبضة في الدقيقة أو حتى أكثر من ذلك أمرًا طبيعيًا؛ إذ قد لا تكون ناجمة عن عوامل وأسباب مرضية لدى الحوامل، فوفقًا لما نشر في مجلة الاتجاهات في البحث (بالإنجليزية: Trends in research journal) عام 2018 م فإنه عادةً ما يزداد متوسط دقات القلب عند الحامل بمعدل 10-20 نبضة في الدقيقة، وقد تصل نسبة هذه الزيادة إلى ما يقارب 25% عن المعدل الطبيعي، كما قد ينجم عنها معاناة الحامل من نوبات عرضية من خفقان القلب (بالإنجليزيّة: Heart palpitations).
أسباب زيادة دقات القلب عند الحامل
غالبًا ما تُعد الزيادة في معدل دقات القلب أو ما ينجم عنها من حدوث خفقانٍ في القلب أمرًا طبيعيًا خلال فترة الحمل كما أشرنا سابقًا؛ إذ يوجد العديد من الأسباب والعوامل غير المرضية التي قد تؤدي إلى زيادة معدل دقات القلب عند الحامل، ومنها ما يأتي:
- التغييرات الهرمونية.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- زيادة حجم الدم بسبب ضخ القلب للمزيد من الدم خلال فترة الحمل.
- زيادة الوزن .
- الجفاف.
- الإكثار من شرب السوائل المحتوية على الكافيين .
- الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
- رد الفعل التحسسي تجاه بعض الأصناف الغذائية أو تجاه أنواع معينة من الأدوية.
وبالرغم من الأسباب التي ذكرت سابقًا؛ إلّا أن هناك بعض العوامل والأسباب المرضية والتي تعد أكثر خطورة وقد تؤدي إلى زيادة معدل دقات القلب عند الحامل، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
- اضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Heart arrhythmia) أو ما يعرف باضطراب ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary hypertension).
- مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease).
- مرحلة ما قبل تسمم الحمل أو مُقدمات الارتعاج (بالإنجليزية: Preeclampsia).
- مشاكل في الغدة الدرقية.
- فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، والذي يتمثل بانخفاض نسبة كريات الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي.
أعراض زيادة دقات القلب عند الحامل
قد تسبب زيادة معدل دقات القلب مجموعة مختلفة من الأعراض، ويشار إلى أن الحامل قد تعاني من عرضٍ واحدٍ فقط أو مجموعة من الأعراض، وفيما يأتي بيانها:
- الدّوار .
- الشعور بعدم الارتياح.
- الشعور بأن القلب يخفق أو يدق.
- التعرق.
- الشعور بتخبطٍ أو رفرفةٍ في الصدر.
- تسارع ضربات القلب أو الشعور كأن القلب قد تخطى إحدى النبضات.
تشخيص زيادة دقات القلب عند الحامل
يستفسر الطبيب بداية عن التاريخ الصحي للحامل، ويشار إلى ضرورة إعلام الطبيب في حال معاناة المرأة سابقًا من الخفقان أو زيادة معدل دقات القلب أو وجود أي مشاكل قلبية أخرى، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض أو مشاكل القلب، كما قد يلجأ الطبيب لإجراء بعض الفحوصات أيضًا، والتي قد تشمل ما يأتي:
- تخطيط كهربائيّة القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiography ) واختصارًا ECG، ويمكن من خلال هذا الفحص قياس النشاط الكهربائي للقلب.
- ارتداء جهاز هولتر: (بالإنجليزية: Holter monitor)، وهو جهاز محمول يراقب و يرصد إيقاع أو نظم القلب لمدة تتراوح بين 24-48 ساعة.
- فحوصات الدم: قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات الدم للكشف عن بعض المشاكل الصحية الكامنة؛ كاضطراب الكهارل (بالإنجليزية: Electrolytes imbalance) أو اضطراب وظائف الغدة الدرقية.
- فحوصات إضافية: قد يوصي الطبيب ببعض الفحوصات الإضافية والتي تعد أكثر تحديدًا ودقة، وذلك بناءً على نتائج الفحوصات التي ذكرت سابقًا.
علاج زيادة دقات القلب عند الحامل
يتم اللجوء للأدوية لعلاج زيادة دقات القلب عند الحامل في الحالات الطارئة فقط وتحت إشراف الطبيب؛ إذ لا يعد الخيار الدوائي دائمًا أفضل الطرق لعلاج هذه الحالة، ويشار إلى وجود بعض الطرق والإرشادات التي بدورها قد تساعد على بقاء معدل دقات القلب ضمن المستويات الطبيعية، وفيما يأتي بيانها:
- ممارسة التمارين الرياضية: تحتاج معظم الحوامل إلى ممارسة التمارين الهوائية لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا، كما تُنصح الحامل أيضًا بممارسة بعض أنواع التمارين الأخرى؛ كالسباحة، والمشي، وتمارين التمدد أو اليوغا التي قد تُساعد على التقليل من الشعور بالألم، كما أنها قد تعزز من وظيفة العضلات، ويشار أيضًا إلى أن ممارسة التمارين المتوسطة تعد آمنة خلال فترة الحمل عادةً، ولكن تجدر استشارة الطبيب قبل محاولة ممارسة تمارين رياضية جديدة أو قاسية على الحامل.
- اتباع نظام غذائي صحي: تحتاج معظم النساء الحوامل يوميًا إلى ما يقارب 2200-2900 سعرة حرارية ويختلف ذلك بناءً على العمر، وحجم الجسم، ومستوى النشاط، بالإضافة إلى عوامل أخرى، ويُشار إلى أن الخضراوات، والفواكه، والبروتينات، والأطعمة الاخرى ذات القيمة الغذائية قد تُساهم في حماية القلب، وتُنصح الحامل باستشارة مقدم الرعاية الصحية لمعرفة الوسيلة الأفضل للحصول على التغذية المناسبة خلال فترة الحمل.
- السيطرة على القلق: يعد القلق من العوامل التي قد تُسبب تسارع دقات القلب؛ لذا تُنصح الحامل التي تعاني من القلق بممارسة تمارين التنفس العميق والبطيء، واستشارة طبيبها وأخصائي الصحة النفسية للمساعدة على تخطي هذه المرحلة.
- الحصول على الرعاية المناسبة قبل الولادة: تُعد مراقبة سلامة القلب من الأمور التي تشملها الرعاية الدورية والمنتظمة قبل الولادة؛ إذ قد يقلل ذلك من خطر ظهور مشاكل قلبية غير معالجة، وبالتالي يعد من الضروري مراجعة الطبيب مرة واحدة على الأقل للتحقق من سلامة القلب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ومن ثم تحديد مواعيد منتظمة بحسب ما يوصي به الطبيب.
أما العلاج الدوائي والذي كما أشرنا سابقًا يتم اللجوء إليه في الحالات الطارئة فقط فيشمل: الأدوية المضادة لاضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Anti-arrhythmic drugs)، أو حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Channel Blockers)، أو حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، ويشار إلى أن الطبيب قد يوصي في بعض الحالات بالخضوع إلى إجراء يعرف بتقويم نظم القلب (بالإنجليزية: Cardioversion)، وذلك عند المعاناة من اضطراب النظم القلبي الشديد، ويتمثل هذا الإجراء بتوصيل تيار كهربائي موقوتٍ للقلب لاستعادة إيقاع أو نظم القلب.
دواعي مراجعة الطبيب
تُعد مراجعة الطبيب بشكلٍ منتظم أمرًا ضررويًا خلال فترة الحمل؛ إذ ينبغي أخذ قراءات معدل دقات القلب وضغط الدم لدى الحامل بشكلٍ منتظم، وعند حدوث أي تغيرات في معدل دقات القلب فإنه ينبغي استشارة الطبيب، كما يجب طلب الرعاية الطبية الفورية عند ظهور أي من الأعراض الآتية:
- الشعور بألم أو ضغط في منطقة الصدر.
- المعاناة من الصداع الحاد، أو الشعور بألم في المعدة، أو حدوث تورم مفاجىء في إحدى أو كلتا الساقين أو القدمين.
- صعوبة في التنفس .
- ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ مفاجىء.
فيديو خفقان القلب للحامل
شاهد هذا الفيديو لتعرف أسباب خفقان القلب للحامل :