زوجات عثمان بن عفان
عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي، وأمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين، وكان يُكنّى في الجاهليّة بأبي عمرو، وبعد أن تزوّج كُنّي بأبي عبد الله، ومن الجدير بالذكر أنّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه- تزوج من رقيّة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا توفّيت زوّجه النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- من أختها أمّ كلثوم رضي الله عنها؛ ولذلك لُقّب بذي النورين، وتزوّج نائلة بنت الفرافصة الكلبيّة، وتزوّج من رملة بنت شيبة بن ربيعة الأمويّة، وولدت له أمّ أبان، وعائشة، وأم عمرو، وتزوّج من أمّ البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، التي ولدت له عبد الملك، وتزوج من فاختة بنت غزوان أخت الأمير عتبة بن غزوان، وهي أمّ عبد الله الصغير، وتزوّج أم عمرو بنت جندب الأزدية، وولدت له عمراً وخالداً وأبّان وعمر ومريم.
زوجات عثمان بن عفان
رقية بنت رسول الله
هي رقيّة بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلّى الله عليه وسلّم، وكنيتها أمّ عبد الله أو ذات الهجرتين؛ لأنّها هاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة، وأمّها السيدة خديجة رضي الله عنها، وقد أسلمت -رضي الله عنها- وهي في السابعة من عمرها، وذلك عندما أسلمت أمّها خديجة بنت خويلد، وبايعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين بايعته النساء، وقد زوّج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ابنته رقيّة لعتبة بن أبي لهب، وهي في العاشرة من عمرها، ولكنّه فارقها قبل أن يدخل بها، وذلك بعد أن أمره أبوه أبو لهب وأمّه أمّ جميل بذلك بعد أن نزلت سورة تبّت يدا أبي لهب، وبعد صبرها أبدلها الله تعالى بفتى من أعطر وأجمل فتيان قريش ، وأكثرهم مالاً، وعزاً، وأكرمهم أخلاقاً، ومن السابقين إلى الإسلام ، والعشرة المبشرين بالجنّة ، إنّه عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان زواجها به بعد أن استشارها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وفهم منها الموافقة عليه، ثمّ انتقلت رقيّة -رضي الله عنها- إلى بيت عثمان، وهي تدرك أنّها ستشاركه صبره ودعوته إلى الله تعالى، فهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وأنجبت منه عبد الله الذي تكنّى باسمه، ويوم معركة بدر استأذن عثمان -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للبقاء مع زوجته بسبب مرضها، فأذن له، فبقي بجوارها إلى أن توفّيت -رحمها الله- وقد بلغت من العمر اثنتين وعشرين سنةً، ودفنت في البقيع.
أمّ كلثوم بنت رسول الله
هي أم كلثوم بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأمّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وقد أسلمت أمّ كلثوم يوم أسلمت أمّها، وبايعت رسول الله يوم بايعته النساء، زوّجها رسول الله لعتيبة بن أبي لهب، ولكنّه فارقها قبل أن يدخل بها، وذلك عندما نزلت سورة تبت يدا أبي لهبٍ، فقال له أبو لهب: (رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته)، فطلّقها، وعاشت مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة ، وهاجرت معه إلى المدينة المنوّرة ، وتزوّجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بعد وفاة أختها رقيّة في العام الثالث للهجرة، وقد روت أمّ عيّاش أنّها سمعت رسول الله يقول: (ما زوَّجْتُ عثمانَ أمَّ كلثومٍ إلَّا بوحيٍ من السَّماءِ)، وتوفّيت -رضي الله عنها- في العام التاسع للهجرة، وعند غسلها قالت أم عطية: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اغْسِلْنَها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثرَ من ذلك إن رأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسدرٍ، واجعلنَ في الآخرةِ كافورًا، أو شيئًا من كافورٍ، فإذا فرغتُنَّ فآذِنَّنِي، قالت: فلمَّا فرغنا آذَنَّاهُ، فأَلْقَى إلينا حِقْوَهُ، فقال: أَشْعِرْنَهَا إياهُ، وقالت: إنَّهُ قال: اغْسِلْنَها ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا، أو أكثرَ من ذلك إن رأيتُنَّ)، ثمّ دفنها النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، ونزل معه في القبر علي بن أبي طالب ، والفضل، وأسامة بن زيد رضي الله عنهم جميعاً.
نائلة بنت الفرافصة
هي نائلة بنت الفرافصة الكلبيّة، وتتميّز قبيلتها بني كلب بفصاحة اللسان، وعندما خطبها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حملها أهلها إليه، فلمّا اجتمع بها رفع القبعة عن رأسه وظهرت صلعته فقال لها: (يا بنت الفرافصة لا يهولنك ما ترين من صلعي فإن تحته ما تحبين)، فسكتت، فقال لها: (إما أن تقومي إلي، أو أقوم إليك)، فقالت: (أمّا ما ذكرت عن الصلع فإنّي من النساء أحبّ بعولتهنّ لهنّ السادة الصلع، وأمّا قولك إمّا أن تقومي إليّ وإمّا أن أقوم إليك، فوالله إنّ ما تجشمته من قطع الصحراء الواسعة، والسفر الطويل، لأبعد ممّا بيني وبينك، بل أقوم إليك)، ثمّ قامت وجلست إلى جواره، ثمّ مسح على رأسها ودعا لها بالبركة، فعاشت في بيت زوجها محبّةً ومطيعةً، وغمرها بكرمه وحبّه، وتجدر الإشارة إلى أنّها كانت حاضرةً يوم مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد حفظ التاريخ لنائلة موقفاً من أروع مواقف الحبّ والفداء، فعندما دخل قتلة عثمان إلى بيت عثمان -رضي الله عنه- ليقتلوه، دفعها حبّها له لأن تقف أمام سيوفهم؛ لتدافع عن زوجها، وتفديه بروحها، فحاولت أن تمسك السيف بيدها فقُطعت أصابعها، ووصل السيف إلى ذي النورين فقُتل.