دور الأسرة في بناء شخصية الطفل
دور الأسرة في تنمية الطفل
يتعلم الطفل ويكتسب السلوكيات من البيئة المحيطة به أثناء نشأته، ويبدأ هذا التعلم مع العائلة في المنزل، يتأثر تعلم الطفل وتنشئته الاجتماعية بأكبر قدر من تأثير أسرته عليه، وفيما يأتي أبرز النقاط التي توضح دور الأسرة في تنمية الطفل:
القيم
تعني الفهم بين ما هو صواب وما هو خطأ، كمجتمع نحن لدينا أعراف وقيم، وهذه تعمل بالاقتران مع القيم والمعايير الشخصية، عندما تعامل الناس بأسلوب خاطئ، سيلاحظ الطفل ذلك بالتأكيد، لذا فإن وظيفة الأسرة هي تعليم الأطفال القيم التي سيستخدمونها لتوجيه حياتهم.
يتطلب هذا الكثير من العمل بالنسبة لك لأنه لا يتعين فقط تعليم هذه القيم للأطفال بشكل مباشر، ولكن الأطفال سوف ينظرون للأسرة كنموذج يحتذى به، سيلاحظون ما إذا كان الأب أو الأم يتصرفان بنفس الطريقة المتوقعة منه، حيث يراقبون السلوكيات ليقيسوا كيف يتصرفون بأنفسهم.
يجب مشاركة قيم الاحترام والتعاطف والإنصاف والمسؤولية مع الطفل، فمثلاً من الطرق الجيدة لتعليم قيم للطفل ومناقشة أهمية القيم الصحية وغير الصحية، حتى عندما يكون الطفل صغيراً.
حيث إن منحه بعض المسؤوليات، مثل تنظيف الطاولة أو المساعدة في إسعاد صديق أو شقيق عندما يمرض، سيبدأ في تعليمه أهمية هذه القيم، بالإضافة إلى ذلك فإن شرح أهمية القيم سيساعد الطفل على فهم العواقب.
المهارات
يبدأ الطفل في تعلم المهارات الحركية والمهارات اللغوية والمهارات العاطفية بمجرد ولادته، وعلى الأسرة مساعدته في بناء هذه المهارات، من خلال:
- المهارات الحركية
يقع على عاتق الأسرة إلى حد كبير مسؤولية تدريس هذه المهارات، سيتعلم الطفل كيفية الجلوس، والمشي، والجري، والتسلق، والإمساك بالملعقة وما إلى ذلك، هذه تبدو أمور طبيعية جداً بالنسبة للبالغين، لكنها مهارات يجب صقلها في سن مبكرة جداً، كما أنها تعزز استقلال الطفل وهو أمر ضروري لنموه.
- المهارات اللغوية
تعتبر عنصر أساسي آخر لدور الأسرة في تنمية الطفل، إذا لم تتحدث الأسرة للطفل وتعلمه لغتها، فلن يتعلم أبداً، ولن يكون قادراً على التعبير عن نفسه، ولن يكسر حاجز الخوف من المشاركة والتحدث مع الناس.
- المهارات العاطفية
تعتبر المهارات العاطفية مهمة طوال حياة الطفل بأكملها لأنها تعلمه متى يكون التعاطف مع الآخرين مهماً بالإضافة إلى تعليمه كيفية التعامل مع الأمور السيئة والجيدة التي تأتي في الحياة، إذ يجب بالبداية تعليمه الابتسامة والتلويح عندما يكون طفلاً، عندما يكبر قليلاً، يكون تعليمه المشاركة ومساعدة الآخرين أمراً مهماً للغاية.
التنشئة والتنمية الاجتماعية
الأسرة هي المجموعة الاجتماعية الأولى للطفل، هذا يعني أن الطفل من خلال مراقبة أفراد الأسرة يلاحظ أن العائلات السعيدة هي التي تعامل بعضها البعض بالحب والاحترام وهذا يساعد في إعطاء نظرة إيجابية للعائلة لدى الطفل وتعطيه مثالاً إيجابياً للتفاعل الاجتماعي .
إذا كانت العائلة تقضي وقتاً ممتعاً من خلال تناول وجبات الطعام معاً أو مشاهدة التلفاز معاً أو قضاء بعض الوقت في القيام بأشياء أخرى معاً، فقد يساعد ذلك في تعزيز التنمية الاجتماعية الصحية لدى الطفل.
يساعد التفاعل مع الطفل في التعرف على كيفية التفاعل مع الآخرين، قد يتعلم كيف يشعر بالراحة وتكوين الصداقات، وتكوين العلاقات والحفاظ عليها من عائلته، يتم وضع أسس المهارات الاجتماعية الجيدة في المنزل، والتي قد تساعد الطفل على اكتساب مهارات اجتماعية أفضل ومساعدته على التواصل الاجتماعي بشكل أفضل أثناء نموه.