دور أرسطو في المسرح الكلاسيكي اليوناني
دور أرسطو في المسرح الكلاسيكي اليوناني
اعتبر أرسطو المولود في القرن الرابع من أهم الألسنة النقدية في الأدب المسرحي؛ حيث قام بتحليل مسرحيات عصره والقرن الخامس، وصنف الدراما إلى أنواع، كما وضع المبادئ العامة للتراجيديا.
كما انتقد أرسطو عروض عصره؛ بسبب إعطائهم اهتمامًا كبيرًا بالممثل على حساب العرض، وأنّ الشعراء كانت تنقصهم القوة في تصوير الشخصية، و الدراما التي يتم تقديمها بحاجة إلى التجديد وعدم تكرار الأفكار السابقة، حيث أنّ فكرة اعتماد الشخصية على الإله لأجل تخليصها من المشاكل كانت مبتذلة ومعتمدة من قِبل الكتّاب المسرحيين آنذاك وفي العقود السابقة له.
اعتقد أرسطو أنّ الإدارة الجيدة للحبكة مع الجوقة، وتضمين السخرية في بعض المواقف في المسرحية، وجمالية اللغة المستخدمة، ونبل الشخصيات كلها عوامل تبرز العرض المسرحي وتساهم في تفوقه، أمّا عن الكاتب المثالي فهو من يقدم الجمال مع الوضوح البنائي إضافة إلى الإلهام الديني، فبذلك تكتمل عنده العناصر الثلاث التي تجعل من العمل عظيمًا.
كما أنّه اعتقد بأهمية التطهير الذي قد يقدمه العرض المسرحي للجمهور، لذا فقد اعتنى بالتراجيديا، ووضع تصوراته حول الشخصية التي يجب أن يتضمنها المسرح التراجيدي ؛ بحيث تكون نصف خيّرة، ونصف شريرة، فتحمل من الخصائص الشخصية ما يعجب الجمهور ويحبه، ومن الصفات السلبية والعيوب ما يسبب بوقوعه في المشاكل، وسقوط هذا البطل إلى حتفه، ليثير بذلك مشاعر الرحمة اتجاهه.
الوحدات الثلاث عند أرسطو
وتُسمى أيضًا بالقواعد الأرسطية، وهي القواعد الثلاث لمسرح الدراما الكلاسيكي التي ابتكرها أرسطو؛ لتمثيل نظرية الدراما؛ وهي كالآتي:
وحدة الوقت
تُعبر هذه الوحدة عن الفترة الزمنية التي يقتصر عليها الحدث أو الفعل المسرحي، إنّها محصورة في يوم واحد؛ لأنّ الجمهور قد لا يصدق حدث المسرحية إذا كان ممتدًا على سنواتٍ عدة أو شهور، لذلك تم تقليص المدة إلى يوم واحد.
وحدة المكان
إنّ تغير المشاهد في الأعمال المسرحية أمر شائع، ولكن أرسطو اقترح في الدراما الكلاسيكية يجب أن يكون المكان واحدًا، بحيث يقتصر الممثل على أداة عرضه في منطقة واحدة، وإذا اضطر إلى تغييره فإنّ هذا التغيير لا يكون بعيدًا.
وحدة العمل
بمعنى أن يكون للمسرحية هدف ومبدأ واحد تسير الأحداث جميعها نحو تحقيقه، حيث تكون الحبكة واضحةً في بدايتها وتعقيدها ونهايتها، فلا يختلط الأمر على الجمهور في تحديد الحبكة وفهمها. وتعود أهمية وحدة العمل في تجميع أجزاء المسرحية في وحدة واحدة؛ فبدون هذا المبدأ ستكون الأحداث مبعثرة.