مفهوم الزنا الإلكتروني
مفهوم الزنا الإلكتروني
الزنا
يعتبر الزنا كبيرة من الكبائر وفاحشة شنيعة في شريعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وفي مختلف الشرائع السماوية، وهو العلاقة غير المشروعة بين الرجل والمرأة، وسبيل هذا الفعل سيء فهو فعل خطير العواقب يورث الخزي واختلاط الأنساب والعار والندم ويجعل من الإنسان كالبهائم، والإنسان السوي يتجنّب هذا الفعل ويترفع عنه.
مفهوم الزنا الإلكتروني
لم يتفق العلماء المعاصرين على تعريف محدد لما يُعرف بالزنا الإلكتروني غير أن هذا المفهوم يمكن إجماله بتعريفات مثل التراسل غير المشروع في الشريعة الإسلامية ما بين شخص وامرأة لا تحل له، وكذلك كل ما يتبع ذلك من أفعال غير شرعية متعلقة بالجنس، أو هو إشباع جنسي يتم للرجل والمرأة من خلال ممارسة التعري أمام الأجهزة الإلكترونية كالهاتف والحاسوب. [5]
ومن هذا المفهوم أيضاً هو مشاهدة المقاطع الإباحية والصور الجنسية التي تثير الغرائز، والمراسلات غير المشروعة التي تتم بين رجل وامرأة عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة هذه الأيام باستخدام شبكة الإنترنت، مع ما يَشيع في هذه الممارسات والأفعال من الكذب والدجل والخداع وتمويه وخلط الأوراق والمسميات والخيانة.
وهو فعل أولى بالحرمة لما يغلب عليه من الكذب والخيالات التي لا حقيقة لها والتي يسهل على مقترفي هذا الفعل الشنيع فعله من خلال أدوات التواصل التي أصبحت اليوم في يد الجميع وإن غاية ما يحصل من الذين يمارسون مثل هذه الأفعال هو إثارة الشهوات والملذات، ووقوع أصحابها في الفتنة والتعلّق الوهمي والكذب والوهم.
حكم الزنا الإلكتروني
هذا الفعل الذي يعرف بالزنا الإلكتروني هو معصية عظيمة تحرم شرعاً وهو يصدق عليه القول بأنه زنا وهو زنا مجازي، لأنه يدخل في قوله - صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ).
وسوف تشهد يوم القيامة على الإنسان جوارحه التي يستخدمها في هذه الأفعال المحرمة والتي تورث الندامة حيث يقول الله -تبارك وتعالى- في سورة الإسراء: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، وسيتم سؤال الإنسان عن أنعم الله التي أنعم الله بها عليه هل استعملها في طاعته -سبحانه وتعالى- أم في معصيته ونواهيه والأمور التي تغضبه وتورث عذابه.
والنظر للنساء الأجنبيات دون حاجة شرعية هو من أشكال زنا النظر والتلذذ بالحديث مع من يحرم الحديث تلذذا معه مثل النساء الأجنبيات عن الرجل هو من أشكال زنا اللسان والنطق الذي ذكره الحديث، وعلى ذلك يقاس لبقية الجوارح، فالزنا غير مختص فقط بالفرج إنما هناك زنا للجوارح وهو فعل شنيع يأثم عليه الإنسان. [6]