دعاء للحبيب
الحب والأحبة
يتعدّد استخدام هذا الوصف حسب مشاعر المحبّة؛ فقد يكون الحبيب أباً، أو ابناً، أو زوجاً ، أو صاحباً، ومحلّ الحبّ في القلب، وهذا يعني أنّ مدى الحبّ أوسع من أن ينحصر بين رجلٍ وأنثى كما كانت العرب في الجاهلية تعتقد، وفي حال الإيمان تنطلق مشاعر المحبّة من أساس الحبّ في الله تعالى، فقد يكون منشؤها صفات أودعها الله -سبحانه- في المحبوب؛ مثل: الجمال، والكرم، والشّهامة، و الشجاعة ، وغيرها، ولا شكّ أنّ كلّ المصطلحات التي يُعبَّر بها عن حال الاشتياق، والحنين، والوَلَه، والتعلّق، وغيرها منبثقة من أصلٍ واحدٍ هو الحبّ، وقد يتعلّق قلب الإنسان بأشياء أخرى كحبّ الإنسان لملذّات الدنيا، وما فيها من شهوات ومُغرَيات.
أدعية للحبيب
الدُّعاء للحبيب يُخبِر عن حقيقة مشاعر القلوب وصدقها، وقد حثّ الإسلام على الدعاء لمن نحبّ بظهر الغيب، وقد بيّن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فضل دعاء المسلم لأحبابه، فقال: (دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ)، والقرآن الكريم خير ملجأ لمن أراد أن يدعو بالخير لأحبابه، ويُحسن بالمُحبّين أن يتتبّعوا الأدعية الواردة في الآيات الكريمة ويدعوا بها لأحبابهم.
ومن أهمّ الأدعية الدُّعاء للوالدين بقول الله تعالى: (رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، ودعاء الأب والأم لذريّتهم بقول الله تعالى: (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)، ودعاء المسلم لذريّته بالتزام الصلاة، قال الله تعالى: (رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ*رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ)، ومن ذلك دعاء الزّوجين لبعضهما، قال الله عزّ وجلّ: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)، وهذا من فيض الأدعية الواردة في القرآن الكريم.
وقد دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه -رضي الله عنهم- بالخير والبركة والهداية في مواقف كثيرة، ومن ذلك:
- دعاء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لأنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: (اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ).
- دعاء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لذرّية جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم، حيث قال: (اللَّهُمَّ اخلُف جعفرًا في أَهلِهِ وبارِك لعبدِ اللَّهِ في صفقتِهِ).
- دعاء الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لأبي هريرة -رضي الله عنه- وأمّه بمحبة الناس لهم ومحبّتهم للناس، حيث قال: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ، فَما خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بي وَلَا يَرَانِي إلَّا أَحَبَّنِي).
- دعاء الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بالفهم والعلم، وما أصبح ابن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة إلّا ببركة دعاء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- له، حيث قال: (اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ).
ويحسنُ بالمسلم أن يدعو لزوجته ؛ فلم ينسَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- زوجته عائشة رضي الله عنها، فدعا لها بالمغفرة وفرحت بذلك فرحاً شديداً، فقد قال: (اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تَقَدَّمَ من ذَنبِهِا و ما تَأَخَّرَ ، و ما أَسَرَّتْ و ما أَعْلَنَتْ)، ودعوة المسلم لأخيه المسلم منهج نبويّ مبارك ومسلك حميد، فيجدر بالمُحبّين أن يتّخذوه سبيلاً في تفقّد حاجاتهم والإسرار لهم بالدعاء، فرحمة الله -عزّ وجلّ- تشمل الدّاعي والمَدعُوّ له.
أدعية متنوعة للأحبة
- اللهم إني استودعتك قلبا أحبه استودعتك إياه في نهاره وليله في نومه وصحوته استودعته الله من كل شيء يضره.
- اللهم يا حي يا قيوم، رب موسى وهارون ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، أكرمه بكرمك الواسع في حياته وفي كل خطوة يخطوها، وارزقه الحكمة والمعرفة والعلم وثبات الذهن والعقل والحلم.
- اللهم لا تحني له ظهرا ولا تعظم عليه أمرا، يارب أسعد قلبه، وأطل عمره، وأبعد عنه كل أذى.
- اللهم إني أسألك توفيقا يلازم خطاه وتيسيرا لما يخاف تعسيره يا رب اجعل له من التوفيق والراحة نصيب.