خلع الضرس الملتهب
هل يمكن خلع الضرس الملتهب؟
يعتقد العديد من الأشخاص أنّ أطباء الأسنان يمتنعون عادةً عن خلع الضرس الملتهب أو المُصاب بالعدوى، وأنّه يجب الانتظار إلى حين زوال العدوى، ولكنّ الحقيقة هي أنّ الطبيب قد لا يستطيع خلع الضرس في حال وجود تورّم يكون واضحًا على وجه المُصاب أو إذا كان التورم يسبب تمدّدًا قليلًا في أنسجة الفم؛ وذلك لتجنّب إعطاء المصاب حقنًا في منطقة الإصابة بالعدوى ولمنع احتمالية التسبّب بنشر العدوى بشكلٍ أكبر؛ إذ يشار إلى أن إصابة الضرس بالعدوى في معظم الحالات تعني تكوّن تجويف عميق، أو كسر، أو خللّ يؤدّي إلى تشكيل مسار يسمح للبكتيريا الموجودة في الفم بالوصول إلى لب السن (بالإنجليزية: Dental pulp) الذي يحتوي على عصب السن، ويستمرّ وجود العدوى في الضرس طالما أن البكتيريا قادرة على الوصول إلى عصب السن حتى إذا لم يشعر المُصاب بأي أعراض، مثل: الألم أو التورّم، وفي هذا السياق يجدر بالذكر أن البكتيريا التي تصل إلى عصب السن قد تتسبب بشكلٍ تدريجي بالقضاء على عصب السن، والذي ينجم عنه بالمحصلة إنتاج غازات ومُنتجات ثانوية أخرى قد تتسبّب أحيانًا بظهور الأعراض سابقة الذكر، بينما قد لا تؤدي في أحيان أخرى إلى المعاناة من أي أعراض.
ومن الجدير ذكره أنّ استخدام المضادات الحيوية لا يجدي نفعًا في القضاء على العدوى في هذه الحالات، وذلك لعدم قدرة المضادات الحيوية على منع البكتيريا من الوصول إلى تجويف اللب، وبالتالي يجب أن يتضمن العلاج إما اللجوء لسحب عصب السن أو ما يعرف بعلاج قناة الجذر (بالإنجليزية: Root canal treatment) وإما خلع الضرس المُصاب للتخلص من العدوى، وفيما يلي توضيحٌ لهاتين الطريقتين:
- علاج قناة الجذر: ويتم خلاله إزالة الأنسجة المُصابة بالعدوى وتنظيف المنطقة، ثمّ إغلاقها بإحكام لمنع دخول البكتيريا إليها، ويشار إلى أنّ جهاز المناعة يتولى بعد ذلك مسؤولية إزالة آثار العدوى المُتبقية.
- خلع الضرس: إذ يتم إزالة السن المُصاب من مكان تواجد البكتيريا في الفم، وفي هذه الحالة أيضًا يكون جهاز المناعة قادرًا على إزالة آثار العدوى المُتبقية.
طريقة خلع الضرس الملتهب
تجدر مُراجعة طبيب الأسنان أو أخصائي جراحة الأسنان لإجراء عملية خلع الضرس الملتهب، ويشار إلى أن الطبيب بداية سيحقن المُصاب بمُخدّر موضعي لتخدير منطقة الضرس المصاب، وقد يستخدم الطبيب في بعض الحالات مخدرًا عامًا لمنع الشعور بالألم في جميع أجزاء الجسم كما يضمن ذلك بقاء المُصاب نائمًا أثناء عملية خلع الضرس، وبمجرّد التأكد من بدء مفعول التخدير يستخدم الطبيب الملقط لتحريك الضرس المُصاب بلطف من عظم الفك، وبعد خلع الضرس وإزالته فإنه عادةً ما تتشكل خثرة دموية مكان الضرس، وقد تُستخدم بعض الغرز ذاتية الذوبان للمساعدة على إغلاق الجرح، وبهدف وقف النزيف أيضًا فإنه يتم وضع ضمادة من الشاش في التجويف المتكون ويُطلب من المُصاب العض أو الضغط عليها بأسنانه.
نصائح بعد خلع الضرس الملتهب
تستغرق عملية التعافي عادةً بضعة أيام بعد خلع الضرس الملتهب، ويشار إلى أن اتباع بعض النصائح والإرشادات قد يساعد على تسريع عملية الشفاء، وتقليل الانزعاج، وتقليل خطر الإصابة بالعدوى، وفيما يأتي بيان هذه النصائح:
- وضع كيس من الثلج على الخد بعد إنهاء العملية مُباشرة، مع الحرص على وضعه لمدة 10 دقائق في كل مرة؛ إذ يُساعد ذلك على تقليل التورم.
- أخذ الأدوية الموصوفة وفقًا لتعليمات الطبيب، بما في ذلك مسكنات الألم التي تُباع بدون وصفة طبية.
- استخدام الوسائد لدعم الرأس عند الاستلقاء.
- الامتناع عن التدخين؛ لما له من دور في زيادة فرصة الإصابة بالعدوى.
- تناول الأطعمة اللينة في اليوم التالي للعملية، مثل: اللبن، وصلصة التفاح.
- الاسترخاء وأخذ قسط كاف من الراحة لمدة 24 ساعة بعد العملية، مع ضرورة الحرص على عدم العودة فورًا لممارسة الأنشطة اليومية المُعتادة مُباشرة في اليوم التالي للعملية.
- عدم استخدام قشة الشرب أو الشلمونة أو غسل الفم خلال أول 24 ساعة من العملية مع الحرص على البصق برفق وعند الحاجة فقط.
- غسل الفم بعد 24 ساعة من العملية بمحلول يتكوّن من نصف ملعقة صغيرة من الملح مُذابة بما يُقارب 300 ملليلتر من الماء الدافئ.
- العودة إلى تناول الأطعمة المُعتادة ببطء خلال الأيام القليلة اللاحقة للعملية.
- تجنّب تنظيف الأسنان بالفرشاة أو خيط الأسنان بالقرب من مكان العملية، بالإضافة إلى تجنّب المضغ بالقرب من مكان العملية خلال الأيام القليلة الأولى بعد العملية.
- الحد من النّشاط البدني، وذلك بهدف تجنّب إزاحة الخثرة الدموية المُتكوّنة في التجويف مكان الضرس؛ إذ إنّ تحركها قد يؤدي إلى تكوّن تجويف جاف ومؤلم مكان العملية.
دواعي مراجعة طبيب الأسنان
تختلف المدة الزمنية التي يحتاجها الفرد للتعافي بعد إجراء عملية خلع الضرس، وذلك اعتمادًا على عدد من العوامل، مثل: عمر المُصاب وكونه مُدخّنا أم لا، وبشكلٍ عام فقد تصل هذه المدة بالوضع الطبيعي إلى 10 أيام، ولكن تجدر مراجعة الطبيب عند ظهور بعض الأعراض والعلامات، وفيما يأتي بيانها:
- زيادة الألم والتورّم سوءًا مع مرور الوقت.
- عدم تحسّن النزيف مع الوقت.
- خروج إفرازات ذات طعم أو رائحة كريهة من جرح العملية.
- الحمّى.
- الشعور بألم شديد ينتشر إلى الأذن.
- الغثيان أو التقيّؤ .
فيديو عن كيفية علاج الضرس الملتهب
تابع الفيديو التالي لمعرفة طرق التعامل مع التهاب الضرس: