خطوات لتسهيل الولادة وفتح الرحم
خطوات لتسهيل الولادة وفتح الرحم
كثيرًا ما تشعر العديد من السيدات الحوامل بالقلق حول كيفيّة إتمام الولادة الطبيعية بسهولة ويسر، ويرى بعضهنّ أنّ الولادة أو المرور بتجربة المخاض أمرٌ صعب؛ إلّا أنّه في الواقع توجد بعض التقنيات أو التدابير التي ثبت أنها تساهم في جعل المخاض أسهل وأكثر راحةً وأقل إجهادًا، ولكن يجدر بالذكر ضرورة استشارة الطبيب قبل تجربة أي من هذه التقنيات أو التدابير؛ إذ يمكن أن يشكّل بعضها خطرًا على صحة المرأة أو الجنين أو قد ترتبط بآثار جانبية غير مرغوبة، وفيما يأتي بيان أبرز الخطوات والتدابير التي من شأنها تسهيل الولادة وفتح الرحم:
الحفاظ على اللياقة البدنية والصحة العامة
للحفاظ على اللياقة البدنية والصحة العامة خلال فترة الحمل دورٌ في تسهيل الولادة وتسريعها وزيادة القدرة على التحمل؛ إذ كلّما كانت القدرة على التحمل أكبر كلّما قلّت احتمالية الحاجة إلى التدخل الطبي لإتمام الولادة، ومن التمارين الرياضية التي ينصح بممارستها: المشي أو السباحة، مع التأكيد على ضرورة الحصول على المشورة الطبية قبل أداء أي من هذه التمارين.
الاستحمام بالماء الدافئ
تشعر السيدات الحوامل بالتوتر عند بدء المخاض، وهذا من شأنه أن يتسبب بالمزيد من الشعور بالألم، ويشار إلى إمكانية تخفيف الشعور بالألم والتوتر من خلال الحصول على حمام ماء دافئ يريح الجسم، كما سيكون من الجيد لو كان بالإمكان الاستحمام بحوض يحتوي على نفاثات من الماء؛ إذ يمكن أن تساعد حركة الماء على التخفيف من الألم المرافق لانقباضات المخاض.
شرب كمية كافية من الماء
يجدر على المرأة الحامل الحفاظ على رطوبة الجسم وذلك بشرب كميات كافية من الماء خلال فترة المخاض وأثناء الحمل بشكل عام؛ إذ يمنح الماء الحامل المزيد من القدرة على التحمل والدفع، كما أن شرب الماء عند بدء انقباضات المخاض يساهم في تقليل احتمالية الحاجة إلى المحاليل الوريدية داخل المستشفى، ويشار إلى أن تطبيق الكمادات الباردة التي تحتوي على الثلج يساعد على تهدئة المرأة أثناء المخاض ويوفر لها المزيد من الاسترخاء.
ممارسة رياضة المشي
تساعد التمارين الرياضية المعتدلة بما في ذلك المشي على تحسين الشعور العام ومنح الراحة وتقليل التوتر خلال فترة الحمل وأثناء الولادة، ويُشار إلى أنّ ممارسة رياضة المشي بشكل منتظم خلال فترة الحمل يمكن أن يقلل من خطر حدوث المضاعفات المرتبطة بالحمل، مثل: سكري الحمل، ومرحلة ما قبل تسمم الحمل (Preeclampsia)، وانخفاض وزن الجنين عند الولادة، وانخفاض سكر الدم، والعملقة (Macrosomia)، وأنواع أخرى من الاعتلالات الخُلقية، وذلك وفق دراسة نشرت في مجلة الرياضة والعلوم الصحية (Journal of Sport and Health Science) عام 2019 م.
تشتيت الانتباه وتقليل التوتر
قد تستغرق الولادة وقتًا طويلًا وخاصة في حال الولادة لأول مرة؛ إذ قد تتراوح في بعض الأحيان بين 12-15 ساعة؛ مما قد يؤدي إلى إجهاد الأم وخاصةً في حال ممارسة الشهيق والزفير بشكلٍ منتظم ومحاولة زيادة الانقباضات خلال هذه الفترة؛ لذا يجدر عليها أداء أنشطة تساهم في تشتيت انتباهها وإراحة أعصابها، مثل: الاستحمام أو الاستماع إلى الموسيقى، والتي قد تساعد بدورها على تسريع الولادة وتسهيلها.
اتخاذ وضعية الانتصاب أثناء الولادة
يساهم اتخاذ وضعية الانتصاب على السرير أثناء الولادة في تفعيل دور الجاذبية الأرضية، وذلك عبر مساعدة الجنين على اتخاذ الوضعية الصحيحة أثناء الولادة، وبالتالي قد تكون هذه الوضعية مفيدة للأم والطفل أكثر من الاستلقاء والدفع، كما يمكن للمرأة تجربة وضعيات أخرى، مثل: الركوع والقرفصاء والوقوف وتحديد أكثر الوضعيات المناسبة لتسهيل الولادة لديها، ويُشار أيضًا إلى أنّ حركة الجسم أثناء المخاض تُساعد في تسهيل مرور رأس الطفل عبر قناة الولادة، وذلك من خلال مساهمتها في توسيع منطقة الحوض.
نصائح أخرى
إضافةً إلى ما سبق ذكرهُ من تدابير وإجراءات يمكن أن تساعد على تسهيل الولادة ينصح باتباع الإرشادات الآتية:
- تناول وجبة طعام خفيفة في المنزل خلال المراحل الأولى من المخاض، وذلك للمحافظة على مستوى الطاقة في الجسم خلال الولادة، ولكن في نفس الوقت يجدر تجنّب الأطعمة الدهنية أو صعبة الهضم؛ إذ من المحتمل أن يُسبب امتلاء المعدة بالطعام الشعور بالغثيان أو التقيؤ خلال المراحل الأخيرة من المخاض.
- الحصول على دورة تدريبية حول المخاض وفهم ما يحدث للجسم أثناء هذه الفترة؛ إذ قد يسهّل ذلك التعامل مع انقباضات الولادة، ويخفف من القلق المرافق للمخاض، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة أن تحرص السيدة على الحصول على كافّة المعلومات التي تهمها، وأن تقوم بطرح جميع الأسئلة التي تخطر ببالها، وذلك لتكوين صورة كاملة عن المخاض وحيثياته.
- محاولة الاسترخاء؛ إذ يقلل الاسترخاء من التوتر والشد العضلي الذي تعاني منه الكثير من السيدات خلال المراحل الأخيرة من الحمل، وانطلاقًا من حقيقية أنّ الإجهاد والتوتر قد يُصعّب من تمدد عنق الرحم، ويؤخر المخاض، ويحول دون مرور الطفل عبر قناة الولادة فإنه يشار إلى أن ممارسة تمارين التنفس أو تمارين التأمل قبل المخاض وأثناءه أو حتى الإضاءة الخافتة قد تساهم جميعها في استرخاء الجسم، والذي يساعد بدوره على تسهيل الولادة.
- الضحك والمزاح ومشاهدة الأفلام المضحكة؛ إذ يمكن أن يقلل ذلك من التوتر والخوف، كما يساعد على الحفاظ على الروح المعنوية قبل وأثناء المخاض، وعلى الرغم من أنّها فترة مؤقتة من الراحة اللحظية إلّا أنّها قد تساعد في استرخاء الجسم وتمدده.
- الجلوس على كرة مطاطية كبيرة ومنفوخة؛ إذ يمكن أن يساعد الجلوس عليها والتأرجح ذهابًا وإيّابًا أو التحرّك في دوائر في الحفاظ على ارتخاء عضلات الحوض وتمددها بهدف إتمام عملية المخاض.
- وجود شريك وداعم معنوي إيجابي؛ كالزوج أثناء مرحلة الولادة؛ إذ يساهم ذلك في تسهيل الولادة والحصول على أفضل النتائج.
- تجربة الولادة في الماء؛ إذ يشار إلى أنها قد تُخفف من التوتر والشد العضلي، وتساعد على تهدئة الحامل خلال المخاض، وتساعد على تمدد عضلات عنق الرحم، مما يؤدي بدوره إلى تسهيل الولادة، وهذا ما يفسّر وجود أحواض مائية للولادة في المستشفيات الكبيرة، كما قد تساعد هذه الطريقة الجنين على الانتقال والتأقلم مع العالم الخارجي.
إجراءات لتخفيف ألم الولادة دوائيًا
قد يتم اتخاذ بعض الإجراءات خلال فترة المخاض في المستشفى والتي من ضمنها إعطاء الحامل بعض الأدوية لتخفيف آلام المخاض وتسهيل الولادة، وعلى الرغم من أنّ هذه الأدوية قد تنطوي على احتمالية حدوث بعض الآثار الجانبية؛ إلّا أنّها وبشكل عام تعدّ آمنة على الطفل والأم، وفيما يأتي بعض الطرق والأدوية المستخدمة لتخفيف ألم الولادة:
- الغاز: يتكون الغاز المُستخدم في تخفيف ألم المخاض من غازي الأكسجين وأكسيد النيتروز (Nitrous oxide)، وعادةً ما تُفضّله العديد من السيدات لأنّه سهل الاستخدام ويستطعن التحكم بكمية الغاز بأنفسهن، ويُشار إلى أنّ هذه الطريقة لا تزيل الشعور بالألم تمامًا بل تساعد على تقليل الألم وجعله أكثر احتمالًا.
- التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد: (Transcutaneous electrical nerve stimulation) واختصارًا TENS؛ ويتم خلال هذه الطريقة استخدام جهاز أو آلة ترسل نبضات صغيرة من التيار الكهربائي عبر الجلد بحيث يساعد ذلك على تخفيف الشعور بالألم أثناء المخاض.
- التخدير فوق الجافية: (Epidural anesthesia)؛ ويتمثل بإعطاء حقنة مخدرة للأعصاب الناقلة للشعور بالألم من قناة الولادة إلى الدماغ، ويُشار إلى أنّ تخدير فوق الجافية يوفّر تسكينًا كاملًا لألم المخاض لدى معظم السيدات.
- دواء بيثيدين: (Pethidine)؛ وهو أحد مسكنات الألم ذات التأثير القوي، ويشار إلى أنه يُخفف من شدة الألم لكنّه لا يزيله تمامًا، وعادةً ما تكون هذه التركيبة مُحضّرة على شكل حقن.
إجراءات طبية للمساعدة في عملية الولادة
قد يلجأ الكادر الطبي المُشرف على الولادة إلى اتخاذ بعض الإجراءات الطبية التي تُحرّض المخاض، وذلك بالاعتماد على الظروف التي يتم مواجهتها خلال الولادة، ومن أبرز هذه الإجراءات ما يأتي:
- توسيع عنق الرحم: توجد عدة طرق يمكن اللجوء إليها بهدف تليين عنق الرحم وتوسيعه لتهيئته للولادة، ومنها: استخدام البروستاغلاندين الاصطناعي (Synthetic prostaglandin)، وعادةً ما يتم استخدامه على شكل تحاميل مهبلية يتم وضعها داخل المهبل، وبعد استخدامه يتم مراقبة انقباضات الرحم ومعدل ضربات قلب الطفل، كما يمكن أيضًا أن يوصي الطبيب بإجراء قسطرة البالون والتي تتمثل بإدخال أنبوب صغير متصل ببالون قابل للنفخ في نهايته إلى عنق الرحم، ومن خلال ملء البالون بمحلول ملحي وتثبيته داخل عنق الرحم فإن ذلك يساعد على تليين عنق الرحم وتوسيعه.
- تمزيق الكيس الأمنيوسي: (Rupture the amniotic sac) أو ما يعرف بتفجير كيس الماء، ويتم ذلك من خلال إجراء ثقب صغير في الكيس الأمنيوسي باستخدام خطّاف بلاستيكي من قبل الطبيب، وعند ثقب الكيس قد تشعر السيدة بسائل دافئ يتدفق خارج الجسم، ومن ثم يفحص الطبيب السائل الأمنيوسي المتدفق للتحقق من وجود آثار من فضلات براز الطفل، ويجدر بالذكر أنه لتمزيق الكيس الأمنيوسي فإنه يُشترط أن يكون عنق الرحم متوسعًا بشكل جزئي ورقيقًا، وأن يكون موضع رأس الطفل عميقًا في الحوض، كما يُشار إلى أنّه قبل وبعد هذا الإجراء يتم مراقبة معدل ضربات قلب الطفل.
- إعطاء الأدوية الوريدية: قد يتم إعطاء الحامل داخل المستشفى الأوكسيتوسين الاصطناعي (Synthetic oxytocin) من خلال الوريد، ويُعرف الأوكسيتوسين بأنّه هرمون يتسبب بانقباض عضلات الرحم، ويشار إلى أن الأكسيتوسين يعدّ أكثر فعاليةً في تسريع المخاض الذي بدأ بالفعل من كونه مجرد عامل لتليين عنق الرحم، وخلال هذا الإجراء يتم مراقبة انقباضات الرحم ومعدل ضربات قلب الطفل.
أطعمة تُساعد في تسهيل الولادة وفتح الرحم
تلعب العديد من الأطعمة دورًا في تسهيل الولادة وفتح الرحم، ومنها ما يأتي:
- التمر: قد يساعد تناول التمر على تليين عنق الرحم وتحريض حدوث المخاض بشكلٍ تلقائي، ولتسهيل الولادة تُنصح الحامل بتناول التمر كامل النوى بدلًا من التمر المقطّع والمغطى بالسكر، وقد تم إثبات فوائد التمر للحامل في الأسابيع الأخيرة من الحمل في دراسة نشرت في مجلة القبالة والصحّة الإنجابيّة ( The Journal of Midwifery & Reproductive health) عام 2014 م.
- شاي أوراق التوت الأحمر: قد يُوصى مع اقتراب موعد الولادة بشرب شاي أوراق التوت الأحمر، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ شاي التوت الأحمر يمكن أن يساعد على تقوية عضلات الرحم استعدادًا للولادة، كما يساهم في الحفاظ على رطوبة الجسم، وذلك ما تم بيانه في الدراسة التي نشرت في المجلة الدولية لتعليم الولادة (International Journal of Childbirth Education) عام 2009 م.
- الأناناس: يُعتقد أن للأناناس دورٌ في تليين عنق الرحم وتحفيز المخاض، ويُعزى ذلك إلى احتواء الأناناس الطازج واللب على وجه الخصوص على أنزيم البروميلين (Bromelain) الذي يُعتقد أنه يساعد على تليين عنق الرحم وتحفيز المخاض، وتم الإشارة إلى دور المركبات التي يحتويها مستخلص الأناناس في تحفيز انقباضات الرحم في مجلة علم الأدوية الإثني (Journal of Ethnopharmacology) عام 2019 م، ولكن في هذا السياق يجدر بالذكر أن أنزيم البروميلين يعد غير نشط في معدة الإنسان ذات الوسط الحامضي، ويتم امتصاصه بشكل جزئي فقط في الجسم.
ملخص المقال
توجد العديد من الإجراءات والتدابير التي يمكن أن تساهم في تسهيل الولادة، مثل: شرب كميات كافية من الماء، وممارسة بعض أنواع التمارين الرياضية وذلك بعد استشارة الطبيب، والمحافظة على استرخاء الجسم وعدم الشعور بالتوتر أو القلق، كما يشار إلى وجود بعض أنواع الأطعمة التي قد تلعب دورًا في تسهيل الولادة وتحريض المخاض، مثل: التمر والأناناس، بالإضافة إلى شاي أوراق التوت الأحمر وذلك مع ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي منها، كما أن الطبيب قد يلجأ أثناء الولادة إلى بعض الطرق أو الأدوية بهدف تخفيف ألم المخاض لدى الحامل، مثل: دواء بيثيدين، وتخدير فوق الجافية، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى بعض الإجراءات بهدف تحريض المخاض، مثل: توسيع وتليين عنق الرحم، وتمزيق الكيس الأمنيوسي، وإعطاء دواء الأكسيتوسين.