المستوى الدلالي في التحليل الأسلوبي
المستوى الدلالي في التحليل الأسلوبي
إن التحليل الأسلوبي للنص الأدبي في اللغة العربية يتم من خلال دراسة أربعة مستويات للنص، أحد هذه المستويات هو المستوى الدلالي الذي يهتم بدراسة دلالة المفردات والكلمات المفتاحية، والعتبات والصيغ اللغوية والاستفهامية، و المعجم اللغوي المستخدم في النصّ، والرموز والتذكير والتأنيث والمفرود والجمع والتعريف والتنكير، ويرجع السبب في دراسة هذا كله إلى الوصول إلى سمات أسلوب النص.
طريقة التحليل الدلالي للنص
إن الهدف من التحليل الدلالي بيان التغيرات التي تحدث في النظام اللغوي ببطء وتعقيد، وهذا يجب أن يتم بوعي علمي دقيق ومتخصص لا يستطيع العامة القيام به، فيجب التمكن من أدوات رصد التغيير الدلالي، فاللغة ليست مستقلة عن المحيط الاجتماعي؛ لذا فهي متغيرة حسب طبيعة المحيط ومتطلبات المجتمع، وهذا شيء طبيعي.
تتغير الدلالة من خلال المجاز الذي تنتقل من خلاله دلالة الكلمة إلى دلالة أخرى، وقد لا تقصد الدلالة الأساسية للكلمة، وإنما تقصد دلالة أخرى تدرك من خلال السياق، أو قيمة تعبيرية أو أسلوبية، فتظهر الكلمة ذات مفهوم أساسي جديد، وتتطور دلالتها ببطء وخفية حتى يتغير المعنى ليحلّ محلّه مفهوم آخر؛ لأنه هو الأنسب للمعنى من الدلالة الأساسية.
وتنقل دلالة الكلمة من الحسية إلى التجريدية تدريجيًا، وهذه من خلال تطور العقل الإنساني ورقيّه، كما أن اللغة تقوم بتعديل بعض الألفاظ لدلالتها المكروهة التي يرفضها ذوق الإنسان وهو ما يعرف ب"اللامساس" وذلك حسب ثقافة المجتمع ونمط تفكيره وحسّه التربوي، فتتغير الدلالة لدلالة أخرى مقبولة لدى الذوق الإنساني، فيؤدي اللامساس في النهاية للتحايل أو التلطف في التعبير، وهو إبدال الكلمة الحادة بكلمة أقل حدة.
أما تخصيص الدلالة، فيعني تحويل دلالة الكلمة من معنى كلّي إلى معنى جزئيّ، ما يعني تضييق مجال استخدامها، وتعميم الدلالة فيعني العكس، إذ تصبح عدد استخدامات الكلمة كثيرة ومجال استعمالها أوسع، أما رقي الدلالة وانحطاطها أو ما يسمى بنقل المعنى، فتتغير الكلمة في سلم الاستخدام الاجتماعي بين الرقي والانحطاط، أو الصعود إلى القمة والهبوط إلى القاع في فترة زمنية قصيرة، ومثال عليه: كناية طول اليد التي كانت كناية عن الكرم والسخاء فهي قسمة عليا، لكنها أصبحت وصفًا للسارق "فلان طويل اليد".
أنواع دلالة الألفاظ
يبحث التحليل الدلالي في العلاقة بين الدال (اللفظ) والمدلول (المعنى) من أجل الربط بينهما، وتقسم دلالة اللفظ في اللغة إلى:
- الدلالة الوظيفية: وتشمل الدلالة الصوتية، فتغيير صوت اللفظ يؤدي لتغيير المعنى تغييرًا مباشرًا أو غير مباشر، والدلالة الصرفية، أي معنى ودلالة الصيغ المختلفة مثل صيغة اسم الفاعل واسم المفعول وغيرها، والدلالة النحوية التي ترتبط بموقع الكلمة في الجملة وما يترتب على تغييره من تغيير في المعنى، ودلالة المفردات التي تدرس نشأة اللفظ وأصوله وتطوره ومعنايه الحقيقية والمجازي.
- الدلالة المعجمية/ اللغوية: تبحث في معنى الكلمة العام دون تعقيد أو ضبط، ما يميزه التعدد والتنوع.
- الدلالة السياقية الاجتماعية: دلالة المفردة في السياق الذي وضعت فيه دون تعدد أو تنوع، فهو معنى واحد واضح محدد يدرس الكلمة ضمن سياقها والظروف المحيطة بها.