خروج يوسف من السجن
خروج يوسف من السجن
عندما كان يوسف -عليه السلام- في السجن، كان يدعو السجناء للإيمان، ويُرشدهم إلى الطريق الصحيح، وقد أنعم الله -تعالى- عليه بالحكمة وعلّمه تفسير الرؤى، فكان يُفسِّرُ الرؤى لزملائه في السّجن، حتى أتى اليوم الذي رأى فيه ملكُ مِصر رؤيا أثارت فضوله، وأخذَ يبحثُ عمّن يعرف تفسيرها، فوصلَ إليه خبر يوسف في السجن، فأرسل إليه وروى له ما رأى.
ففسّر يوسف -عليه السلام- له رؤياه، فأشار إلى أنّ قحطاً ومجاعة ستُصيبُ البلاد، فأراد الملك مكافأته وإخراجه من السّجن، فرفضَ يوسف -عليه السلام- أن يخرج إلا وقد ظهرت براءته، فأرسل يبحث في التهمة التي وجّهتها له امرأة العزيز، وقام بالتحقيق معها من جديد حتى اعترفت ببراءته -عليه السّلام-، فخرج -عليه السلام- من السّجن.
سبب دخول يوسف السجن
كان يوسف -عليه السلام- يعيش في قصر عزيز مصر، وكان فائق الجمال، فأحبّته امرأةُ العزيز وأُعجِبَت به، وفي يومٍ من الأيام قامت بإعداد نفسها وأغلقت أبواب القصر وقامت بدعوته لمواقعتها، ولكنّه رفض ذلك، وقال أعوذ بالله أن أقوم بهذا الفعل وأن أخون سيدي في أهله.
انتشر الخبر على ألسنةِ نساء المدينة أنَّ امرأة العزيز تُراود غلامها، فقامت بدعوتهنّ إلى الطعام ووضعت بين أيديهنّ سكاكين، وقامت بأمر يوسف بالدخول عليهنّ، فلمّا رأَوْا جماله قطّعوا أيديهنّ، فقالت امرأة العزيز: هذا الذي تحدّثتم عنّي بشأنه ولمتنّني فيه، لقد قمتُ بمراودته وإغرائه لكنّه رفض، وإن لم يستجِب لذلك فسوف أضعهُ في السّجن، ففضّلَ يوسف -عليه السلام- السّجن على ما طَلَبَتهُ منه.
دعوة يوسف عليه السلام في السجن
بينما يوسف -عليه السلام- في السّجن في غرفةٍ مظلمة وأبوابٍ مُغلقة، استغلّ هذه المحنة وقام يدعو من معه في السّجن إلى دين الله، وعبادة الله -تعالى- وحده، وتركِ عبادة الأوثان، وأصبحَ يُفسّر لهم أحلامهم و رؤاهم، حتى كانت تتحقّق كما يفسّرها لهم فتزداد ثقتهم به.
الأحداث التي تبعت خروج يوسف من السجن
توالت الأحداث بعد خروج نبي الله يوسف -عليه السلام- من السجن، نوجز تلك الأحداث فيما يأتي:
- أصبح يوسف -عليه السلام- عزيز مصر وأميناً على خزائن البلاد.
- مجيء إخوة يوسف ليكيل لهم ويتبادلون البضائع بالزّاد والطعام، فلم يقبل يوسف بالكَيل لهم حتى يأتوه بأخيهم من أبيهم.
- إقناع إخوة يوسف أباهم حتى يأتوا بأخيهم بعد أن حلفوا له بأن يردّوه ولا يفعلوا به كما فعلوا في يوسف.
- ذهاب إخوة يوسف إليه وإيفاء الكيل لهم، و وضع يوسف آنية من الفضّة في متاعِ أخيه، وكان قد أسرّ له بأنه أخوه.
- اتهام إخوة يوسف بسرقة الآنية، وإنكارهم لذلك، وقولهم أننا لم نأتِ للسرقة.
- تفتيش متاعهم و العثور على الآنية في رحلِ أخيهم، وجزاء السارق عندهم أن يؤخذ هو بدلاً لما سرقه.
- عودة الإخوة إلى أبيهم وحزنه على ما أصاب أبناءه، وتأمّله وحسن ظنّه بالله أن يعيدهم إليه.
- عودة إخوة يوسف إليه ببضاعةٍ بخسةٍ حتى يوفي لهم الكيل ويتصدّق عليهم فقد نال منهم الجوع والفقر.
- سؤاله لهم عن فعلهم بيوسف وأخيه، فعندها عرفوه، وقاموا بالاعتراف بخطئهم والاستغفار لله من سوء ما صنعوه به.
- طلبه منهم أن يذهبوا ويأتوا بأبيهم وجميع أهلهم، فأعطاهم قميصه ليلقوه على وجهه حتى يرجع بصره، حيث كان قد فقد بصره من شدة حزنه على يوسف وأخيه.
- ذهابهم للإتيان بأهلهم واستقبال يوسف لأبويه ورفعهما على العرش والترحيب بهما، وقيامه بشكر الله -تعالى- على ما أنعم عليه من النعم، من خروجه السجن ومجيء أهله وملاقاة إخوته.
خلاصة المقال: خرج يوسف -عليه السلام- من السّجن عندما طلب ملك مصر تأويل رؤياه، فتذكّر رجلٌ من حاشية الملك يوسف فأرسل إليه ليأتي، وقد زالت عنه التهمة باعتراف زوجة الملك بخطئها، حيث اتّهمته زوراً فيما سبق ودخل السجن على إثر ذلك، وبعد خروجه من السجن أصبح أميناً على خزائن البلاد وعزيز مصر، واجتمع بعد عدة أحداث مع أهله جميعا.