حوار بين حيوانين
حوار بين الأسد والضفدع
قيل على لسان الحكماء منذ قديم الزمان حكمةً قَلّ من يعرفها، وهي: "سأصبر عليك صبر الأسد على حمل الضفدع"، حيث يُحكى في قديم الزمان أنّه كان هناك أسد كَبَر، وهَرمَ، ولم يعد يقدر على الصيد، فمشى متحاملًا على نفسه من شدة تعبه، حتى انتهى بغدير ماء كثير الضفادع، كان يأتيه في الزمان القديم، فيتصيد من ضفادعه، إذ دار حوار بين الأسد ملك الغابة وأحد الضفادع كما يأتي:
الضفدع: ما شأنك حزينًا يا ملك الغابة؟
الأسد: وكيف لا أكون حزينًا، وإنّما كان خير عيشي ممّا كنت أصيد من هذه الضفادع، فابتليت بلعنة حُرّمت علي الضفادع بسببها.
حوار بين الضفدع وملك الضفادع
انطلق الضفدع إلى ملك الضفادع، فأخبره بما سمع من الأسد، ووصف له حال الأسد وحزنه، وأنّه كبرَ وهرم، وأصبح غير قادر على إعالة نفسه، فدار الحوار الآتي:
الضفدع: يا ملك الضفادع، رأيت الأسد حزينًا ومستلقيًا على الأرض، والغريب أنّه محروم من أكل الضفادع، بسبب لعنة أصابته.
ملك الضفادع: وأين هو الآن؟
الضفدع: إنّه بجانب المستنقع، يجلس بحزن شديد، وقد بدا عليه اليأس والهرم، فهو لم يعد كسابق عهده قويًا تهابه الحيوانات.
حوار بين الأسد وملك الضفادع
شعر ملك الضفادع بفضول شديد لمعرفة السبب وراء حزن ملك الغابة الأسد، ووصوله لحالة الضعف هذه، فذهب إليه، ودار حوار بينهما على النحو الآتي:
ملك الضفادع: ما بكَ يا ملك الغابة؟
الأسد: إنّي لا أستطيع أن آخذ من هذه الضفادع شيئًا إلّا ما يتصدق به الملك علي.
ملك الضفادع: وما قصة تلك اللعنة التي أصابتك؟
الأسد: سعيت في أثر ضفدع لآخذه، حتى وصل إلى بيت ناسك، فدخل البيت ودخلت في أثره، وفي البيت ابن الناسك الصغير، فأصبت إصبع الغلام وظننته الضفدع فقتلته بأنيابي، فخرجت هاربًا، فتبعني الناسك، ودعا عليََّ ولعنني، وقال: كما قتلت هذا الغلام الصغير ظلمًا، أدعو عليك أن تُذل، وتُخزى، وتكون مركبًا لملك الضفادع، وتُحرَم أكلها إلّا ما يتصدق عليك ملكها.
الأسد يحمل ملك الضفادع
بعد أن سمع ملك الضفادع قصة الأسد واللعنة التي أصابته، دار حوار بينهما على النحو الآتي:
أكمل الأسد حديثه: أتيت إليك لتركبني، مُقرًا بذلك وراضيًا به، لعل هذه اللعنة تزول عني.
رغب ملك الضفادع في ركوب الأسد كثيرًا، وظنّ أن ذلك شرفٌ له ورفعة، وقال: ستحملني على ظهرك وتمشي، ولعمري سأُعطيك رزقًا تعيش به ويُقيمك، فأمر له بضفضعين كل يوم يُؤخذان، فيُقدمان إليه.
ركب ملك الضفادع على الأسد أيامًا، ثم قال الأسد: علمت أنّي محرومٌ ملعون، ولا أقدر على الصيد إلّا ما تصدقت به علي من الضفادع.
وفي النهاية، صبر الأسد على حمل الضفدع الذي كان يُؤمّن له طعامه يوميًا، وصارت هذه تُقال عن الصبر.