ملخص حول الحرب الباردة
الحرب البادرة
تعد الحرب الباردة صراعاً امتد في القرن العشرين بين الولايات المتحدة الأمريكية ، والاتحاد السوفياتي، وحلفائهم حول القضايا السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والتي وُصفت في كثير من الأحيان بأنّها صراع بين الرأسمالية، والشيوعية، ويُطلق على هذه الحرب اسم الحرب الباردة لأنّها لم تشهد أي اشتباكات عسكرية مباشرة بين الزعيمين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، على الرغم من تبادل الطلقات النارية في الهواء أثناء الحرب الكورية.
تعبر الحرب الباردة عن فترة من التوتر الاقتصادي، والسياسي، والعسكري، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بين عامي 1945 إلى 1991م، وذلك بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عند نشوء تعقيدات تركز على تحول السلطة الدولية؛ حيث أراد الاتحاد السوفيتي الحصول على أراضٍ إضافية، وفي المقابل حاولت الولايات المتحدة الحد من المكاسب التي يريدها السوفييتيون، وأسفرت معركة الأيديولوجيات هذه عن زيادة الأمن القومي، والتوتر الدبلوماسي، والحروب التفويضية بين الدولتين القويتين.
بداية الحرب الباردة
تركت الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة وروسيا كقوى عسكرية مهيمنة في العالم، وتمتلك كل دولة منهما شكلين مختلفين من الحكم والاقتصاد؛ حيث تعد الولايات المتحدة دولة ديمقراطية رأسمالية، بينما تعد الأخرى دولة حكم شيوعية ديكتاتورية.
بعد استسلام ألمانيا النازية في شهر أيار من عام 1945م قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ التحالف المضطرب أثناء الحرب بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى من جهة والاتحاد السوفياتي من جهة أخرى بالانحلال، وبحلول عام 1948م، قام السوفيتيون بتثبيت حكومات يسارية في بلدان أوروبا الشرقية التي تم تحريرها من قبل الجيش الأحمر، لذلك خشي الأمريكيون والبريطانيون من السيطرة السوفياتية الدائمة على أوروبا الشرقية، وتهديد الأحزاب الشيوعية السوفييتية، القادمة إلى السلطة في ديمقراطيات أوروبا الغربية، ومن جهة أخرى، صمم السوفييتيون على الحفاظ على سيطرتهم على أوروبا الشرقية من أجل الحماية ضد أي تهديد جديد محتمل من ألمانيا، وكان في نيتهم أيضاً نشر الشيوعية في جميع أنحاء العالم، لأسباب إيدولوجية إلى حد كبير.
الأحداث الأولى الحرب الباردة
تعززت الحرب الباردة بين عامي 1947م-1948م عندما أصبحت دول أوروبا الغربية تحت تأثير الولايات المتحدة بفعل المساعدات الأمريكية المقدمة إليها في إطار خطة مارشال، كما قام السوفييتيون بإقامة أنظمة شيوعية علنية في أوروبا الشرقية، وبلغت الحرب الباردة ذروتها في الفترة بين عامي 1948-1953م، وأثناء هذه الفترة حاصر السوفييتيون بلا جدوى القطاعات الغربية التي تسيطر عليها برلين الغربية، كما شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون منظمة حلف شمال الأطلسي ( الناتو )، لمقاومة الوجود السوفيتي في أوروبا وذلك في عام 1949م، وفجر السوفييتيون أول رأس حربي ذري عام 1949م، الأمر الذي أدى إلى إنهاء الاحتكار الأمريكي للقنبلة الذرية.
وصل الشيوعيون الصينيون إلى السلطة في الصين القارية عام 1949م، وغزت حكومة كوريا الشمالية الشيوعية المدعومة من السوفييتيين كوريا الجنوبية المدعومة من قبل الولايات المتحدة في عام 1950م، الأمر الذي أدى إلى حرب كورية غير حاسمة استمرت حتى عام 1953م، وهدأت الحرب الباردة في الفترة ما بين عامي 1953م إلى 1957م، وذلك بسبب وفاة الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين في عام 1953م، وفي عام 1955م تم تشكيل منظمة عسكرية موحدة بين الدول السوفياتية، وهي ميثاق وارسو ، كما تم قبول ألمانيا الغربية في الناتو في العام ذاته.
الحرب الباردة في الستينيات والسبعينيات
في الفترة الممتدة بين عامي 1958م-1962م شهدت الحرب الباردة مرحلة مكثفة أخرى، وبدأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، وبدأ السوفييتيون سراً بتركيب صواريخ كوبا في عام 1962م، التي يمكن استخدامها لشن هجمات نووية على المدن الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى إثارة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962م، وهي مواجهة جلبت القوتين العظيمتين إلى حافة الحرب قبل التوصل إلى اتفاق لسحب الصواريخ، وشهدت سبعينات القرن الماضي أحداثاً أقل حدة للحرب الباردة كما يتضح من محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (سالت) التي أدت إلى اتفاقيتي سالت 1، وسالت 2 لعامي 1972م و 1979م على التوالي.
نهاية الحرب الباردة
في أوائل الثمانينيات واصل القوتان العظيمتان تعزيزهما الهائل للأسلحة، والتنافس على النفوذ في العالم الثالث، وبدأت الحرب الباردة بالتفكك في أواخر الثمانينيات أثناء إدارة الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف الذي قكك الجوانب الشمولية للنظام السوفياتي، وبذل جهوداً لإضفاء الطابع الديمقراطي على النظام السياسي السوفييتي.
بعد انهيار الأنظمة الشيوعية في بلدان الكتلة السوفييتية في أوروبا الشرقية في الفترة الممتة بين عامي 1989-1909م، ووصول الحكومة الديمقراطية إلى الحكم في ألمانيا الشرقية، وبولندا، والمجر، وتشيكوسلوفاكيا، توحدت ألمانيا الغربية مع الشرقية، تحت رعاية الناتو، وأدت الإصلاحات الداخلية لغورباتشوف إلى إضعاف حزبه الشيوعي، وسمحت للسلطة بالانتقال إلى روسيا والجمهوريات الأخرى المكوّنة للاتحاد السوفيتي، وفي أواخر عام 1991م انهار الاتحاد السوفياتي، ونشأت 15 دولة مستقلة منها دولة روسيا، وبذلك انتهت الحرب الباردة.