حكم مشاهدة المسلسلات
حكم مشاهدة المسلسلات
إن مشاهدة المسلسلات التي تعرض على القنوات التلفزيونية محرّمة إذا كانت تشتمل على التبرّج المحرم من قبل النساء، والميوعة، والتكسّر، والرقص، والغناء المحرم، كما إن تلك المسلسلات تعتبر سبباً لإشاعة الفاحشة بين الرجال والنساء بما تتضمنه من مشاهد تدعو إلى مصاحبة الأجنبيات، والحث على شرب الخمور، كما إنها تتضمّن مشاهد تُعلّم الناس العنف والجريمة، وأفكار تخلّ بالعقيدة الإسلامية، كما تكون تلك المسلسلات سبباً لهدم البيوت حينما تفتن بعض النساء بممثلي تلك المسلسلات، و يعزف الشباب المسلم عن الزواج الحلال وتراه يبحث عن المتعة الحرام حينما يتعلق قلبه بالممثلات الجميلات.
حكم مشاهدة المسلسلات الدينية
اختلف علماء الأمّة الإسلاميّة في حكم مشاهدة المسلسلات الدينية تبعاً لاختلافهم في حكم التمثيل، فمن العلماء من حرّم التمثيل مطلقاً باعتباره انتحالاً لشخصية الآخرين، بينما أباحه آخرون إذا تتضمن دعوة إلى الخير والفضيلة، ولا شك بأنّ المسلسلات الدينية التي تعرض على القنوات المختلفة لا تخلو من المآخذ الشرعية، فتتضمن في واقع العمل اختلاط بين الرجال والنساء، كما يشارك فيها ممثلون معروفون بالفسق وارتكاب المعاصي، وفي ذلك إساءة إلى السلف الصالح ، كما إن تلك المسلسلات الدينية تعطي صورة غير صحيحة عن السلف وكلامهم وهيئاتهم وملابسهم، وهي تتضمن التصوير الذي حرّمته الشريعة الإسلامية، وبالتالي يكون حكمها أقرب إلى التحريم، وقال أهل العلم أن تلك المسلسلات إذا خلت من المنكرات؛ كتمثيل من لا يحلّ تمثيله، أو الكذب وتزوير التاريخ، أو صور المتبرّجات من النساء، فلا بأس من مشاهدتها حينئذ لخلّوها من المنكرات، فحسب ما يتمّ عرضه في تلك المسلسلات؛ فإذا احتوت على ما يحرم سماعه أو مشاهدته فلا يجوز مشاهدتها.
الحكمة من غض البصر
تتجلى الحكمة من غض البصر في الإسلام أنها تسد باب الفتنة، فالعين كما هو معلوم مرآة لقلب الإنسان، فإن غض المسلم بصره عن النظرة الحرام، غض القلب شهوته واندفاعه، وإن أطلق المسلم بصره كيفما شاء انفلت القلب من زمامه، وانطبعت فيه صورة المحرمات فتشغله عن التفكير في العبادة والطاعة، وقد جاءت الشريعة الإسلاميّة للاستعلاء بالنفس الإنسانية، والنأي بها عن الرغبات في الاطلاع على الأجسام والصور العارية، وليبقى المجتمع المسلم مجتمعاً نقياً يترسّخ فيه مفهوم غض البصر كأدب نفسي يحول بين المسلم وسبل الغواية والفتنة.