حكم لبس الحجاب دون قناعة
حكم ارتداء الحجاب دون قناعة
فرض الله -عز وجل- كثيرًا من الأحكام التي تخص المرأة وتحفظ عليها عفتها، ومنها أنه فرض عليها لبس الحجاب الشرعي ، ولكن قد ترتديه الأنثى عن غير قناعة بحكمه الشرعي ومقاصدة؛ كأن تلبسه لإرضاء الزوج أو نيل شهرة أو لضابط مجتمعي ولعدم اختلال صورتها في المجتمع فقد قال أهل العلم بأن في هذه الحالة حرمت الأنثى من أجر ارتدائه؛ لأنها لم تقصد في الغاية مرضاة الله عز وجل.
ولكن لا شك أنها حمت نفسها من إثم التبرج، وأنها صانت نفسها من أن تكون وسيلة إغراء لاتباع الشهوات وفتنة الآخرين؛ كما عليها الاجتهاد في تصحيح نيتها ولا تلتفت لمن يوسوس لها بخلعه.
حكم إجبار المرأة على الحجاب
لمكانة الحجاب في الإسلام في تحقيق عفة الفتاة المسلمة على المرء أن يساعد أخته أو أمه أو زوجته على ارتداء الحجاب لكن بالأسلوب الحسن والطيب والوسيلة الممكنة لتحقيق ذلك، فقد قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)، فإن امتنعت الفتاة عن لبسه يمكن حملها على ذلك بوسائل ممكنة إذا لم يؤدي حملها عليه مفسدة أكبر من خلع الحجاب.
كما أن الأصل في تغيير المنكر التدرج في تغيره وهذا ما وضحه قوله-صلى الله عليه وسلم-:(مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ)، فتغيير المنكر فرض كفاية بما يستطيع عليه المسلم.
قصص تدل على تعظيم أمر الحجاب
تعددت القصص عن أمهات المؤمنين والصحابيات التي تتحدث عن تعظيم أمر الحجاب والالترام به وفيما يلي بعض منها:
- القصة الأولى
استأذن عمر بن الخطّاب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعنده نساء من قريش يكلّمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهنّ، فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدخل عمر ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنّك يا رسول الله، قال:(عجبت من هؤلاء اللّائي كنّ عندي، فلمّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب). قال عمر: فأنت يا رسول الله كنت أحقّ أن يهبن). ثمّ قال: أي عدوّات أنفسهنّ، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قلن: نعم، أنت أفظّ وأغلظ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:(والّذي نفسي بيده، ما لقيك الشّيطان قطّ سالكا فجّا إلّا سلك فجّا غير فجّك).
- القصة الثانية
كان عتبة بن أبي وقّاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقّاص أن يقبض إليه ابن وليدة زمعة. قال عتبة: إنّه ابني. فلمّا قدم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زمن الفتح أخذ سعد ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأقبل معه بعبد بن زمعة. فقال سعد: يا رسول الله هذا ابن أخي، عهد إليّ أنّه ابنه. فقال عبد بن زمعة: يا رسول الله هذا أخي، ابن وليدة زمعة، ولد على فراشه. فنظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى ابن وليدة زمعة فإذا هو أشبه النّاس به، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (هو لك يا عبد بن زمعة، من أجل أنّه ولد على فراش أبيه). قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:(احتجبي منه يا سودة بنت زمعة) . ممّا رأى من شبهه بعتبة. وكانت سودة زوج النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
نصائح للفتاة لارتداء الحجاب
يوجد جملة من النصائح يمكن اتباعها لإقناع الفتاة بالحجاب الشرعي، مما يرسخ فكرة الحجاب في قلبها ويجعلها تحتضر نية ارتدائه مرضاة لله عز وجل، كما سيتم ذكر بعض منها على النحو الآتي:
- يعد ارتداء الحجاب في التزام لأوامر الله تعالى.
- أن الحجاب فيع طهارة لقلب المؤمنة والمؤمن، فهو يحدها من اتباع الشهوات أو إغراء غيرها لذلك.
- في الحجاب هيبة ووقار للفتاة، كما يحميها من الإيذاء سواء بقصد أو بغير قصد.
- الحجاب سمة للحرائر أما التبرج فهو سمة للإماء.
- في الحجاب اقتداء بأمهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهن، كما أنه ميزة للمسلمة في مكان.
- إن ارتداء الفتاة للحجاب يعد دليلًا على التقوى والعفة، ومظهر من مظاهر تعظيم حرمات الله .