مدينة برلين
مدينة برلين
تعتبر برلين عاصمة ألمانيا وأكثر مدنها ازدحاماً، كما أنها الموطن السياسي للحكومة الفيدرالية في ألمانيا إضافةً إلى كونها المركز التعليمي للبلاد، وعلى الرغم من أن مشاريع إعادة الإعمار الكبرى ساعدت في جعل برلين مدينة جذابة وحديثة، إلا أن ظلال الحرب العالمية الثانية (1939–1945م) وجدار برلين ما زالا يلقيان بظلالهما على تاريخ المدينة الحديث، وتعد برلين مقر القوة الألمانية منذ القدم؛ حيث سيطر أدولف هتلر (1889-1945) على الحكم في عام 1933م من خلال التقدم عبر بوابة براندنبورغ والاستيلاء على البرلمان في مبنى الرايخستاغ، وبعد الحرب العالمية الثانية تحوّلت برلين إلى ساحة معركة للحرب الباردة، وقد تم فصلها إلى شرق متأثر بالاتحاد السوفيتي وغرب متأثر بالولايات المتحدة باستخدام جدار برلين في عام 1966م.
على الرغم من كل ما سبق كانت برلين على مدار الزمن منارةً للفكر والعلم خصوصاً مع ازدهار التنوير خلال القرن الثامن عشر وعشرينيات القرن العشرين، بالإضافة إلى مركزها الثقافي المهم.
تضاريس مدينة برلين
تقع برلين في الوادي الجليدي الواسع لنهر سبري، الذي يمر عبر وسط المدينة، ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 35م فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر قمة كروزبرج أعلى نقطة في المدينة وتقع في وسطها بارتفاع يبلغ 66م فوق مستوى سطح البحر، وتبعد برلين مسافة 180كم عن جنوب بحر البلطيق، و190كم شمال الحدود التشيكية الألمانية، و177كم إلى الشرق من الحدود الألمانية الداخلية السابقة، و89كم عن غرب بولندا، وتعد إلى حد بعيد أكبر مدينة في ألمانيا ، كما أن ثلث مساحتها مغطى بأشجار الصنوبر الرملية، وخشب البتولا، والبحيرات، والشواطئ،وتجدر الإشارة إلى أن برلين تتميز بعدد من البحيرات وأهمّها::
- بحيرة موغل زيه: تقع في أقصى شرق المدينة، وتمتد على مساحة 7.4 كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر بحيرات برلين، ولهذه البحيرة حواف رملية، وأخرى برية تتخلها بعض الممرات الشجرية.
- كرومي لانكه: قد تكون هذه البحيرة أكثر البحيرات جمالاَ في برلين، وتقع كرومي لانكه على حافة غابة غرونيفالد، كما أنها محاطة بأشجار الصفصاف الطويلة، وبفضل شكلها المنحني، يمكن لزوّارها التمتع بالشمس من زوايا عدة.
- بحيرة فان زيه: تشغل هذه البحيرة الضخمة الأكثر شهرة في برلين مساحةً هائلة من المياه وتحتل مكانًا رئيسيًا في الجزء الغربي الأقصى من المدينة، وتحيطها رمال بيضاء، ويمتد شاطئها على مساحة 355,000 متر مربع، ويتسع لنحو 30,000 شخص.
تجدر الإشارة هنا كذلك إلى أن توفلسبرغ أو ما يسمى بقمة الشيطان يعتبر أعلى تلال مدينة برلين ، وما يميّز هذا التل هو تاريخه المثير للاهتمام، إذ تم إنشاؤه من حطام مباني برلين المهجورة بعد الحرب العالمية الثانية، وهو أكثر ارتفاعاً من أعلى تل طبيعي فيها وهو تل كروزبرج في برلين، ويقدّر أنه تم إنشاؤه من أنقاض حوالي 400,000 مبنى.
المناخ في برلين
المناخ في برلين قاري معتدل يتميز بالشتاء البارد مع متوسط درجات حرارة تتراوح حول 0 درجة مئوية، وصيف دافئ إلى حد ما مع درجات حرارة تتراوح حول 24 درجة مئوية نهاراً.
أبرز المعالم السياحيّة في برلين
تعدّ برلين من أهمّ المدن السياحية العالمية؛ حيث توجد فيها مجموعة من المعالم والأماكن السياحية المهمة، ومنها ما يأتي:
- بوابة براندنبورغ: تعد بوابة كل من برلين وتاريخها، وقد تم بناء هذا القوس الكلاسيكي في عام 1791م للاحتفال باختيار المدينة كعاصمة لروسيا وعلى الرغم من أنها كانت تعرف في البداية باسم (Friedenstor) أي بوابة السلام، إلا أنها واجهت الكثير من أوقات الحروب.
- متحف برلين الجديد: تم إعادة افتتاحه في عام 2009م، ويضم هذا المبنى المذهل الآن المتحف المصري ومجموعة بابيروس، ومتحف ما قبل التاريخ، والتاريخ المبكر، والعديد من القطع الأثرية من مجموعة الآثار الكلاسيكية، ومن أشهر مقتنيات المتحف: تمثال الملكة المصرية نفرتيتي، الذي ترفض ألمانيا إعادته لمصر على الرغم من الطلبات المتكررة، بالإضافة إلى جمجمة النياندرتال الشهيرة.
- حقل تيمبلهوفر فيلد: اشتهر بتاريخه النازي وتاريخه خلال الحرب الباردة، وتنبع أهميته التاريخية من النقل الجوي الشهير في برلين عندما حاصر السوفييت برلين الغربية في عام 1948م، حيث أنزلت القوى الغربية الإمدادات فيه لسكان المدينة البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة في واحدة من أعظم الإنجازات في تاريخ الطيران، وفي الوقت الحالي تستقبل المساحات المفتوحة والأراضي العشبية التي تبلغ مساحتها 3.68 كيلومتر مربع المشاةَ، ولاعبي الطائرات الورقية، وراكبي الدراجات، والمتزلجين على حد سواء.
- فيلهارموني: تعد قاعة الحفلات الموسيقية الأكثر شهرة في برلين، وموطن أوركسترا برلين الفيلهارمونية ذات الشهرة العالمية، وهي الأكثر جمالاً وجرأة من الناحية المعمارية، وتمثّل تحفةً رائعة من الفن المعماري الحديث، وتقدم برلينير فيلهارموني حوالي 100 عرض في المدينة خلال الموسم الممتد من شهر آب إلى حزيران، بالإضافة إلى 20 إلى 30 حفلة موسيقية حول العالم.
- الحديقة النباتية: تضم هذه الحديقة التي تعود للقرن العشرين اليومَ 18,000 نوع من النباتات و 16 بيتاً بلاستيكياً، ومتحفًا.
- كاتدرائية برلين: لا تمثل هذه الكاتدرائية ذات التصميم البديع مكانًا للعبادة فحسب، بل معلماً تاريخياً أيضاً، وقد تم بناؤها في عام 1905م، وتضررت بشدة أثناء الحرب العالمية الثانية وأعيد بناؤها في السبعينات، وفي الوقت الحاضر، أصبحت الكاتدرائية من مقاصد السياحة بفضل الأعمال الفنية البديعة داخلها، ابتداءً بالقبة الضخمة، والرخام المزين، والزخرفة الذهبية، ويمكن لمحبي الارتفاعات الصعود إلى القبة والتمتع بأجمل المناظر البانورامية لمدينة برلين.
- ساحة جندارمنماركت: تعد واحدة من أروع الساحات في برلين، وقد تم تأسيسها خلال القرن الثاني عشر، وتضم قاعة حفلات موسيقية تقع بين الكنيستين الألمانية والفرنسية اللتين تحيطان بالميدان، اللتين تم بناؤهما على الطراز الباروكي مع برج وقبة مثيرة للإعجاب، وتقع الكنيسة الفرنسية "Französischer Dom" على الجانب الشمالي للميدان، وقد تم تصميمها من قبل مجتمع البروتستانت الفرنسيين الذين انتقلوا إلى المدينة في بداية القرن الثامن عشر، لتكون بذلك أول كنيسة يتم بناؤها في الساحة.
- في عام 1708م أقامت جماعة اللوثرية الألمانية معبدًا على الجانب الجنوبي من الساحة، لإنشاء الكنيسة الألمانية (Deutscher Dom) التي تتشابه مع الكنيسة الفرنسية من حيث الشكل، وبعد ما يقارب من ثمانين عامًا وفي عام 1785م تحديداً تمت إضافة برج وقبة مماثلين للكنيسة الفرنسية إلى الكنيسة الألمانية.