تربية البنات في سن السادسة
تربية البنات في سن السادسة
هناك بعض القواعد التربوية التي يجب اتباعها في تربية البنت في سنّ السادسة والذي يُطلق عليه سنّ بداية المدرسة، فهو سنّ مليء باللهو والمرح ويتطلّب اتباع استراتيجيات تربوية لمعالجة مشاكل السلوك لدى الطفلة وتعليمها دروس قيّمة في حياتها، ومن هذه الاستراتيجيات ما يأتي:
- الثناء على السلوك الحسن: تُحبّ البنت في هذا السنّ تقدير جهودها وسماع المديح والثناء عليها من قِبل الآخرين، ممّا يُشجّعها، ويزيد ثقتها بنفسها، ويدفعها للاستمرار في المحاولة والعمل، وبذل قصارى جهدها.
- استخدام الألفاظ المُهذّبة: يُعلّم الوالدان بنتهما الكلام منذ صغرها؛ لذا عليهما الحرص على استخدام الألفاظ المهذبة أثناء الحديث معها، إلّا أنّهما قد يُلاحظان بعض المصطلحات غير المقبولة ومجهولة المصدر تصدر من البنت في هذا العمر، ونظراً لعدم الفائدة من مواجهة مثل هذا الأمر بالصراخ والانخراط بنقاشات حادة، يجب التحدّث مع البنت بسلاسة واستخدام مصطلحات مناسبة لتفهم خطأها ولا تُكرّره.
- منحها مهلة للتفكير: يُعتبر أسلوب منح البنت مهلة للتفكير وسيلةً فعّالةً لمواجهة عنادها ورفضها لتعليمات الوالدين، إذ إنّ البنت في سن السادسة تستجيب لمثل هذا العقاب بفعالية لما له من أثر في تهدئتها.
- وضع الحدود والقواعد: في عمر السادسة يجب على الطفلة أن تكون على دراية تامّة بالقواعد والحدود التي يجب عليها الالتزام بها واتّباعها، وعلى الوالدين تذكيرها باستمرار بتلك القواعد والحدود والتأكيد على أهمية الالتزام بها.
- إبداء مشاعر الحب والعطف: يجب إعلام البنت أنّ تصرّفات والديها معها نابعة عن الاهتمام بها وحبّها، وذلك من خلال الحديث معها حول ذلك والحرص على تقبيلها ومعانقتها من وقت إلى آخر، ومن المهم أن يفهم الآباء أنّ المشاكل التي يواجهونها مع بناتهم هي مشاكل طبيعية ناجمة كون البنات في هذا العمر فضوليين بطبعهم ولا يقصدون سوء التصرّف.
- تكليف البنت بأداء بعض الأعمال المنزلية: يُعزّز تكليف البنت بأعمال ومهام يومية حس المسؤولية لديها، مع ضرورة أخذ الوالدين بعين الاعتبار أنّ المغزى من ذلك تعليمها تحمّل المسؤولية وليس تخفيف عبء المهام اليومية عن الوالدين، فعلى الوالدين تتبّع سلوك بنتهم، وتصحيح أخطائها، وتوجيهها، وتشجيعها، كما من المهم مشاركتها في أداء أعمال المنزل حيث إنّ المشاركة في العمل تُعزّز مفهوم العمل الجماعي لديها وتُشجّعها على الاستمرار بأداء مهامها.
- تجربة عواقب الأفعال: يندفع العديد من الآباء لحماية أطفالهم من عواقب أفعالهم، في حين أنّه من الضروري ترك البنت لتتعلّم من أخطائها، وتتحمّل العواقب والأضرار الناتجة عن أفعالها، فمثلاً عند إخفاقها في الإمساك بقطعة البسكويت بعد تعليمها ذلك مراراً وتكراراً من المهم أن تشعر البنت بالجوع للحظات وعدم إسراع الوالدين في إطعامها إيّاها؛ حتّى تتعلّم مدى أهمية الأمر وعواقبه.
- فرض العقوبات المناسبة: يُعتبر العقاب أحد الوسائل التي تغرس الانضباط في الطفل منذ الصغر، ولكن يجب أن يتناسب العقاب مع حجم التصرّف الخاطئ، كما يجب توضيح سبب العقاب ، فعلى سبيل المثال عندما يقضي الطفل وقتاً طويلاً على ألعاب الفيديو، فإنّ العقاب الأمثل له هو تحديد الوقت الذي يقضيه على الألعاب بصرامة، بدلاً من حرمانه من وجبة خفيفة حيث إنّ هذا العقاب لا يُترجم الرسالة التأديبية المناسبة لهذا الفعل.
- صياغة الإرشادات بطريقة تحفيزية: يستطيع الآباء جعل البنت تستجيب لتوجيهاتهم من خلال إعادة صياغتها بطريقة لطيفة وتحفيزية تُمكّن البنت من فهمها والتفاعل معها، فبدلاً من إخبارها أنّها لا تستطيع اللعب في الخارج لأنّها لم تنهِ واجباته المنزلية، يُمكن إخبارها بوجوب إكمال واجباتها المدرسية أولاً حتّى تتمكّن بعد ذلك من الاستمتاع بلعب كرة القدم في الخارج.
- منح البنت خيارات متعددة: تُضعف تهديدات الآباء التي يوجّهونها لابنتهم من احترامها لذاتها، وتُثير خوفها، وتُعزّز ميلها للتمرّد على والديها، حيث تعتبر البنت هذه التهديدات محاولةً لسيطرة أبويها على جميع تصرفاتها وعدم ثقتهما فيها؛ لذا يُنصح بالتخلّي عن الصرامة والتهديد ومنح البنت خيارات لتستجيب لإحداها، فعلى سبيل المثال بدلاً من قول: "إذا لم توقفِ تشغيل موسيقاكِ، فسوف أوقف تشغيلها"، يُمكن القول: "هذا يؤذي أذنيّ، هل تُفضّلين الاستماع لشيء آخر أم الذهاب للاستماع في غرفتك؟" فهذا النوع من المشاركة في صنع القرار يُمكّن البنت من التفكير ويُعزز حسّ تحمّل المسؤولية لديها.
مشكلات سلوكية تواجه البنات في سنّ السادسة
تُحاول البنت في سنّ السادسة تحدّي الأوامر التي تتلقّاها لتختبر ردّة فعل والديها على ذلك، إذ يواجه الآباء عدّة المشكلات مع بناتهم منذ الصغر، وتكثر هذه المشكلات كلّما أصبحت البنت أكبر سناً، ومن هذه المشكلات ما يأتي:
- الرد بفظاظة على الآباء: عندما يُحاول الآباء تأنيب البنت وتأديبها فقد ترد عليهما بتعليقٍ فظّ أو تُشير إلى أخطائهما بطريقة تخلو من الاحترام.
- الكذب: تُثرثر البنت بطريقة مرحة وبشكل مفرط، وقد تكذب بشكلٍ مُتقن لإخفاء أخطاء ارتكبتها.
- التباطؤ: قد تستغرق البنت ساعةً كاملةً في عمل مهمّة معينة يُمكنها القيام بها في بضع دقائق فقط؛ و يرجع ذلك إلى أنّها ببساطة تلعب أثناء قيامها بتلك المهمّة فيتشتّت تركيزها عمّا يجب القيام به.
نصائح لتربية البنات في سنّ السادسة
هناك عدّة نصائح لتربية البنات في سنّ السادسة منها ما يأتي:
- تعزيز احترام البنت لذاتها وثقتها بنفسها من خلال تعريفها على نقاط قوتها وصفاتها الإيجابية، حيث يُساعدها ذلك لاحقاً بسبب انخفاض تقدير الذات لدى معظم البنات في هذا السنّ ومقارنتهنّ أنفسهنّ مع الآخرين.
- تعليم البنت فكرة عدم الاستسلام، ويتمّ تحقيق ذلك من خلال رؤيتها لقيام والديها بكلّ ما هو جديد، وارتكابهم الأخطاء، ومحاولتهم تصحيح وتحسين كلّ أمر خاطئ ارتكبوه.
- منح البنت فرص للاستكشاف والتعلّم، بإتاحة المجال لها لاستكشاف كلّ ما هو في داخل المنزل، مثل: الأكواب، والعدسات المُكبّرة، والأشياء المخزّنة في الجرار، وكذلك خارج المنزل، مثل: استكشاف الحديقة أو محمية طبيعية.
- تخصيص بعض الوقت للعب، حيث لا يزال اللعب مهمّاً جداً في هذا العمر، إذ يُنصح بتمكين البنت من اختيار كيفية قضاء وقت اللعب باختيار اللعبة التي تُفضّلها.
- القراءة مع البنت، سواء قرأ الوالدان أم البنت، حيث تُعتبر القراءة مهمّةً جداً لتطوير مهاراتها اللغوية.
- تحديد الفترة الزمنية المسموح بها باللعب على ألعاب الفيديو، واستخدام الحاسوب، ومشاهدة التلفاز؛ للتأكّد من عدم تأثيرهم على ممارسة الألعاب الجسدية، والنوم الكافي، وقضاء أوقاتٍ مع الأسرة.
- التحدّث مع البنت عن المدرسة والأصدقاء والأمور التي تتطلّع إليها في المستقبل.
- التحدّث مع البنت حول احترام الآخرين، وتشجيعها على مساعدة المحتاجين.
- مقابلة المدرّسين والتعرّف على أهدافهم التعليمية وكيفية التعاون مع المدرسة لمساعدة البنت على تحسين أدائها.
البنات في سن السادسة
تحتاح البنات في السن السادسة إلى الكثير من الحكمة والتفهم في التعامل معهن، و تتميّز المرحلة العمرية للبنت التي تبلغ من العمر ستّ سنوات بالعديد من التناقضات، إذ تُعتبر مرحلةً انتقاليةً مهمةً في حياة البنت من رياض الأطفال إلى عالم أوسع يتمثّ بالمدرسة، وتُكوّن علاقات اجتماعية أوسع وصداقات جديدة ليُصبح لديها عالمها الخاص بعيداً عن المنزل، وفي ظلّ هذا كلّه تتعرّض للشعور بانعدام الأمان، وهناك تطوّرات تظهر خلال مراحل محدّدة يُمكن للوالدين تتبّعها بمراقبة طفلتهما للتأكّد من نموّها بالسرعة الطبيعية، ومن هذه التطوّرا ما يأتي:
- التطوّر الحركي:
- تكون حركة البنت متهوّرةً إلى حدّ ما وغير منتظمة.
- تستطيع تعلّم ركوب الدراجة.
- تتحرّك بسلاسة مع الموسيقا والإيقاع.
- تطوّر اللغة والتفكير:
- تُنمّي مهارات التفكير لديها.
- تُفكّر تفكيراً مجرّداً.
- تتعلّم من خلال اللغة والمنطق بدلاً من الملاحظة والخبرة.
- تواجه صعوبةً في الاختيار لأنّها ترغب بالحصول على كلّ ما هو متاح.
- التطوّر الاجتماعي والعاطفي:
- تميل إلى تكوين شخصية مستقلة.
- تحتاج إلى مشاعر المودة والحب من قِبل الآباء والمعلمين.
- تكون غير قادرة على تكوين صداقات مستقرّة.
- تسعى جاهدةً للفوز وقد تكسر بعض القواعد في سبيل تحقيقه.
- تُدرك مشاعر الآخرين المختلفة.
- تتأذّى من النقد واللوم والعقاب.
- تتصف بالتطلّب وعدم قدرتها على التكيّف.