حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من التلاوة
حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من التلاوة
بيان حكم قول (صدق الله العظيم) وما يتعلّق بها من أمورٍ ومسائل فيما يأتي:
- يجوز قول: (صدق الله العظيم) تصديقاً وتأكيداً للأخبار الواردة في القرآن الكريم ولأقوال الله -تعالى-، واستدلالاً بما ورد عن بريدة بن الحصيب الأسلميّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (خطبَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فأقبلَ الحسنُ، والحسينُ رضيَ اللَّهُ عنْهما، عليْهما قَميصانِ أحمرانِ يعثُرانِ ويقومانِ، فنزلَ فأخذَهما، فصعِدَ بِهما المنبرَ، ثمَّ قالَ: صدقَ اللَّهُ: أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ، رأيتُ هذينِ فلم أصبِرْ، ثمَّ أخذَ في الخطبةِ)، إلّا أنّه لا تجوز المداومة على قول: (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من تلاوة القرآن الكريم، فذلك من البِدع المُحدثة ، كما أنّ ذلك القول من الأذكار المطلقة التي لا يجوز تقييدها بزمانٍ أو حالٍ محدّدٍ، ولم يرد دليلٌ شرعي في ذلك، ولم يرد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أو الصحابة -رضي الله عنهم- أنّهم كانوا يختموا تلاوة القرآن الكريم بقول: (صدق الله العظيم)، قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ).
- ثبت في الشَّرع مشروعية قول: (حسبك) لقارئ القرآن عند إرادة إيقافه عن القراءة، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (قالَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ، وعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قالَ: نَعَمْ فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّساءِ حتَّى أتَيْتُ إلى هذِه الآيَةِ: {فَكيفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ، وجِئْنا بكَ علَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قالَ: حَسْبُكَ الآنَ فالْتَفَتُّ إلَيْهِ، فإذا عَيْناهُ تَذْرِفانِ).
حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من التلاوة في الصلاة
يجوز قول: (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من التلاوة في الصلاة، ولا تبطل الصلاة بقولها، مع تجنّب المداومة عليها؛ خوفاً من الوقوع في شُبهة البدعة، والمسلم مأمورٌ باجتناب مواضع الشبهات ، قال زكريّا الأنصاري الشافعي في أسنى المطالب: "سئل ابن العراقي عن مصلٍ قال بعد قراءة إمامه: صدق الله العظيم هل يجوز ذلك؟ ولا تبطل صلاته؟ فأجاب: بأن ذلك جائزٌ ولا تبطل به الصلاة لأنّه ذكرٌ ليس فيه خطاب آدمي".
حكم قول (بسم الله الرحمن الرحيم) قبل البدء بتلاوة القرآن
تُندب البسملة قبل البدء بقراءة سور القرآن الكريم بقول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وإن تكرّرت السورة فتكرّر البسملة، كما للقارئ أن يأتي بالاستعاذة مع البسملة في أوّل كلّ سورةٍ استحباباً، أمّا إن أراد القارئ أن يبدأ من وسط السورة فيأتي بالاستعاذة استحباباً، قال الله -تعالى-: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ)، باستثناء سورة التوبة فإنّه ليس فيها إلّا الاستعاذة في أوّلها وللقارئ أن يبسمل إن بدأ القراءة من وسط السورة.