كيفية علاج تقوس الظهر
نظرة عامة حول كيفية علاج تقوس الظهر
في الحقيقة تختلف طرق علاج تقوس الظهر أو تقوس العمود الفقري (بالإنجليزية: Spine Curvature) اعتمادًا على النوع، ويجدر التنويه أن تقوس العمود الفقري يقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، نذكرها في ما يأتي:
- الحُداب: (بالإنجليزية: Kyphosis)، والذي يتميز بحدوث استدارة غير طبيعية في أعلى الظهر تزيد عن 50 درجة.
- الجنف: (بالإنجليزية: Scoliosis) يكون الانحناء في العمود الفقري جانبياً، بحيث يظهر على شكل حرف (C) أو (S) بالإنجليزية.
- القعس: (بالإنجليزية: Lordosis) أو ما يُعرف بالظهر السرجي أو الأجوف، إذ ينحني الجزء السفلي من العمود الفقري إلى الداخل بشكلٍ ظاهر وواضح.
ويمكن بيان علاج كل منها بشيءٍ من التفصيل كما يلي:
علاج الحداب
لا يُسبّب الحداب في معظم الأحيان أيّ مشاكل تحتاج إلى معالجة، وخاصّة أنّ بعض أنواع الحداب تكون غير ملحوظة، ومن النادر أن يكون الانحناء شديدًا بما يكفي للتسبّب بالألم أو التأثير في عملية التنفس، ويُلجأ لعلاج الحداب عادةً في الحالات التي يزداد فيها الانحناء سوءاً أو يُسبّب الألم أو المظهر غير المريح للمُصاب، ولتحديد العلاج المناسب للمصاب فإنّ الطبيب يقوم بإجراء الفحوصات البدنية والصور الإشعاعية لتحديد نوع وشدّة الحداب لدى الشخص المُصاب بالحالة، وبشكلٍ عامّ، يعتمد نوع العلاج الذي يحتاجه المُصاب على العديد من العوامل؛ والتي من بينها العمر، ونوع الحداب، وتأثيره في المُصاب، والسيطرة الطبية للمريض، ودرجة التحدّب، وفي بعض الحالات الشديدة قد يحتاج المصاب إلى الجراحة لتصحيح التحدب غير الطبيعي في العمود الفقري، وقد ينصح الطبيب المُصاب بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين "د"، والإقلاع عن التدخين وشرب الكحول في سبيل المحافظة على صحّة عظام العمود الفقري.
العلاجات غير الجراحية
يعد العلاج غير الجراحي من أفضل العلاجات للأشخاص الذين يُعانون من الحداب الوضعي (بالإنجليزية: Postural kyphosis)، أو حداب شورمان (بالإنجليزية: Scheuermann's kyphosis) بمقدار تحدّب أقلّ من 75 درجة، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بحالة الحداب الوضعي أو حداب شورمان تتطور عادةً خلال سنوات المراهقة، ويحدث تغيّر في شكل الفقرات الطبيعية من الشكل المستطيل الى شكل يشبه الوتد؛ ممّا يؤدي إلى اندفاع عظام وفقرات العمود الفقري بشكلٍ غير طبيعي إلى الأمام، وتتضمّن خيارات العلاج غير الجراحي ما يأتي:
- المراقبة المستمرة: (بالإنجليزية: Observation)، ويُنصح بذلك للمرضى الذين يُعانون من الحداب البسيط حيثُ لا يحتاج المريض إلى علاج خاصّ بالحداب، وإنما يُكتفى بمراقبة المريض الذي يُعاني من الحداب أثناء النمو خوفاً من تفاقم التحدّب لديه مع مرور الوقت، ويُشار إلى أنّ التحدّب يختفي لدى العديد من المراهقين بعد توقف النمو ، وتتضمّن المُراقبة إجراء الفحوصات الروتينية للتأكد من عدم حدوث مشاكل نتيجة التحدب.
- العلاج الطبيعي والتأهيل: يُنصح بالعلاج الطبيعي للمرضى الذين يُعانون من حالاتٍ بسيطةٍ من الحداب أو التحدب الوضعي المرن، وفي الغالب يتضمن العلاج الطبيعي برنامجاً من التمارين المنزلية اليومية التي تُركّز على تقوية وتمديد العضلات الباسطة في الظهر والبطن لتخفيف الألم المُرتبط بالتحدب ومشاكل المظهر العام للظهر؛ بما يُمكّن من دعم العمود الفقري بشكلٍ أفضل، وسنتحدث عن هذه التمارين بشكلٍ مفصّل في الفقرات اللاحقة.
- دعامة الظهر: (بالإنجليزية: Bracing)، إذ يُنصح المراهقين المُصابين بالحداب البسيط والمعتدل بارتداء دعامة الظهر أثناء نمو العظام لمنع تفاقم حالة تحدّب الظهر، كما قد يُوصى بارتداء دعامة الظهر للمرضى الذين يعانون من حداب شورمان ولم يتوقف لديهم النمو، مع الحرص على الالتزام بارتدائها حتّى اكتمال النمو وتوقف تطوّر العمود الفقري، والذي يتمّ عادةً عند بلوغ عمر 14 أو 15 عاماً، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يُنصح بارتداء دعامة الظهر للمرضى البالغين الذين يُعانون من الحداب لأنّ العمود الفقري قد توقف عن النمو ، وبالتالي لا فائدة حقيقية من استخدامه في هذه الحالة، وقد يُسبّب ارتداء دعامة الظهر تقييداً لحركة المريض وحريته في البداية، إلّا أنّ العديد من المرضى يعتادون عليها بعد فترةٍ من ارتدائها وخاصّة أنّ معظم دعامات الظهر الحديثة قد صُمّمت لتكون مريحةً بما يُمكّن المريض من المشاركة في مجموعةٍ واسعةٍ من الأنشطة البدنية، ويجدر القول أنّ تحديد نوع دعامة الظهر المناسب وعدد الساعات التي يجب ارتداؤها في اليوم تعتمد على شدّة انحناء الظهر وتحدّبه، ويختلف عدد ساعات ارتداء دعامة الظهر، فقد يُوصى بارتدائها طوال الليل أو لمدةٍ تتراوح بين 18-20 ساعة في بعض الحالات، كما يقوم الطبيب بتعديل دعامة الظهر بشكلٍ منتظم مع تحسّن انحناء الظهر.
- العلاجات الدوائية: يُوصي الطبيب بأخذ العديد من أنواع العلاجات، والتي نذكر منها ما يأتي:
- مُسكنات الألم، ومنها الأنواع التي لا تستلزم وصفة طبية؛ مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو نابروكسين الصوديوم (بالإنجليزية: Naproxen sodium)، وإذا كانت هذه المسكنات غير كافية فقد يلجأ الطبيب إلى وصف الادوية والمسكّنات الأقوى التي تحتاج إلى وصفة طبية لصرفها.
- أدوية علاج هشاشة العظام ، تحديدًا الأدوية المقوية للعظام (بالإنجليزية: Bone-strengthening medications)، والتي تُساهم في الحدّ من حدوث كسور أخرى في العمود الفقري ؛ وبالتالي الوقاية من تفاقم حالة الحداب.
العلاجات الجراحية
يُنصح بالعلاج الجراحي في الحالات التالية:
- المرضى المصابين بالحداب الخلقي (بالإنجليزية: Congenital kyphosis)، يحدث هذا النوع عندما يتشكّل العمود الفقري لدى الجنين في الرحم بصورةٍ غير طبيعية، وممّا يميز هذا النوع من الحداب أنّه يزداد سوءاً مع نمو الطفل، أو الحالات الشديدة من الحداب الوضعي.
- حالات حداب شورمان الذين تزيد لديهم درجة التحدب عن 75 درجة.
- المرضى الذين يعانون من الألم الشديد الذي لا يستجيب للعلاجات غير الجراحية.
- المرضى الذين يُعانون من الحداب الشديد الذي يضغط على الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب.
- حالات الحداب التي تؤثر في وظائف الجسم المهمة؛ مثل التنفس والجهاز العصبي.
قد يختلف الإجراء الجراحي المُتبع من شخصٍ لآخر اعتماداً على العديد من العوامل، إلّا أنّ الأهداف المرجوّة من الجراحة تتمحور حول تقليل درجة التحدب، ومنع تطور درجة التحدب وتفاقمها، والمحافظة على التحسن في درجة التحدب مع مرور الوقت، وتخفيف آلام الظهر الشديدة إذا كانت موجودة، وتُعرف العملية الجراحية التي يتمّ من خلالها تصحيح الحداب بدمج الفقرات (بالإنجليزية: Spinal fusion)؛ وتعدّ الإجراء الأكثر شيوعاً لتقليل درجة الانحناء في العمود الفقري الناتج عن الحداب، وتتمّ هذه الجراحة بهدف تقويم الانحناء في العمود الفقري من خلال إجراء شق في الظهر وإدخال قطع أو رقعات من العظام بين الفقرات وربطها معًا باستخدام قضبان معدنية ومسامير وخطافات إلى حين التئام فقرات العمود الفقري وتموضعها بموقِعها الصحيح، وعادةً ما تستلزم الحالة الحاجة إلى ارتداء مشد الظهر لمدةٍ تصِل إلى 9 أشهر لدعم العمود الفقري أثناء مرحلة التعافي، وفي الحقيقة، يتطلب الأمر منح الجسم المزيد من الوقت قبل ممارسة الرياضية إذ يستطيع المريض ممارسة الرياضة بعد عام تقريباً من الخضوع لهذه الجراحة، في حين يستطيع العديد من المرضى العودة إلى ممارسة حياتهم اليومية سواء في المدرسة أو الجامعة أو العمل بعد 4 إلى 6 أسابيع من إجراء الجراحة.
علاج الجنف
يعاني معظم الأطفال المصابين بالجنف من انحناءاتٍ خفيفة لا تحتاج إلى العلاج بدعامة الظهر أو الجراحة، ولكن تتطلّب حالاتهم الخضوع لفحوصاتٍ منتظمة بهدف الكشف عن حدوث أيّ تغيّرات في تقوس العمود الفقري أثناء النمو، ويتم البدء بالعلاج في حال الحاجة إليه بالاعتماد على مجموعة من العوامل، نذكر أبرزها فيما يأتي:
- الجنس: إذ تُعد الإناث أكثر عرضةً لتطور الجنف مُقارنةً بالذكور.
- شدة الانحناء: من المحتمل أن تزيد الانحناءات الأكبر سوءاً مع تقدم العمر.
- نمط الانحناء: تميل الانحناءات المزدوجة، التي تكون على شكل حرف S إلى التفاقم بدرجةٍ أكبر من المنحنيات ذات الشكل المُشابه لحرف C.
- موقع الانحناء: تزداد الانحناءات الموجودة في الجزء الأوسط من العمود الفقري سوءاً بشكلٍ أكبر مقارنةً بالانحناءات الموجودة في الأجزاء العلوية أو السفلية من العمود الفقري.
- البلوغ: تقل احتمالية تطور الانحناء مع البلوغ وتوقف نمو عظام الطفل.
العلاجات غير الجراحية
تُعدّ دعامة العمود الفقري من العلاجات غير الجراحية الشائعة والفعالة لحالات الأطفال المصابين بالجنف ذو الشدة الخفيفة أو المتوسطة؛خاصّة تلك التي تتراوح فيها درجة الانحناء بين 25 و45 درجة ممّن تبقى لهم ما لا يقل عن عامين قبل توقف النمو، ومن الجدير بالذكر أنّها لا تُستخدم لتصحيح الخلل بشكلٍ دائم، ولكنّها فعّالة في إيقاف أو إبطاء تقدم الانحناء والحاجة للجراحة، وتعتبر الدعامة البلاستيكية أكثر الأنواع شيوعاً، والتي يتم ارتداؤها نهاراً وليلاً تحت الملابس بحيث لا تكون ظاهرة، وتتميز هذه الدعامة بكونها لا تحد من قدرة الطفل على ممارسة أنشطته اليومية؛ ولكنّها تجعل من ممارسة بعضها أمرًا يستوجب الانتباه وتوخي الحذر، كما يمكن خلعها بسهولة في حال الحاجة لذلك، وعادةً ما يتوقف دورها في علاج الجنف عند توقف نمو العظام، والذي يُستدل عليه بأحد التالية:
- مُضي حوالي عامين على بدء الحيض لدى الفتيات.
- بدء علامات البلوغ بالظهور عند الفتيان؛ وأهمها نمو الشعر بما يستلزم الحلاقة اليومية.
- توقف النمو الطولي للطفل.
العلاجات الجراحية
عادةً ما ينصح الأطباء بعلاج الحالات الشديدة من الجنف باستخدام الجراحة، وذلك لتقليل شدة الانحناء ومنع تفاقم الحالة، وتمثل جراحة دمج الفقرات التي تمّت الإشارة إليها سابقاً خلال المقال أكثر الأنواع شيوعاً، ويقوم الجراح في الحالات التي تتفاقم فيها حالة الجنف في سنٍّ مبكرةٍ بتركيب قضيب يُمكن تعديل طوله مع نمو الطفل، حيث يتم تعديل طوله كل ستة أشهر.
علاج القعس أو الظهر السرجي
لا تحتاج الحالات الخفيفة من الظهر السرجي العلاج أو التدخل الطبي في كثيرٍ من الأحيان، حتى تلك الظاهرة منها غير المصحوبة بالألم، فقد يُكتفى بأخذ مسكنات الألم وممارسة التمارين الرياضية في سبيل السيطرة على الألم لدى مُعظم المُصابين بالحالة؛ باستثاء الحالات الشديدة جداً منها والتي قد تستلزم إجراءاتٍ مُعينة؛ من بينها الجراحة.
العلاجات غير الجراحية
قد تشمل العلاجات غير الجراحية أحد الخيارات التالية:
- المسكنات والأدوية المضادة للالتهابات، مثل الباراسيتامول، والآيبوبروفين، والنابروكسين.
- العلاج الفيزيائي الذي يزيد من القوة، والمرونة، ومجال الحركة عند المصاب، والذي قد يتضمّن برامج تمارين منزلية خاصة بالقعس.
- دعامة الظهر والتي تم شرحها سابقاً حيث يمكن استخدامها للحد من تطور الحالة في المراهقين.
- تقليل وزن الجسم ليصِل إلى حدّ مقبول.
العلاجات الجراحية
يُحدد الجراح نوع العملية المناسبة بناءً على التاريخ الطبي للمريض، والأعراض، ونتائج الفحوصات التصويرية، وغالبًا ما يُلجأ للعمليات الجراحية في حالات القعس الشديدة التي تُسبّب أعراضاً أخرى إلى جانب الانحناء؛ مثل الحالات التي يؤثر فيها القعس في الأعصاب المجاورة، أو عندما تفشل العلاجات غير الجراحية في السيطرة على حالة المُصاب.
فيديو تمارين الظهر المقوس
يعاني الكثير من مشكلة الظهر المقوس، فما التمارين المناسبة لها؟: