حكم قراءة كتاب شمس المعارف الكبرى
حكم قراءة شمس المعارف الكبرى
من الكتب ما هو نافع يفيد الناس في دينهم ودنياهم، ومنها ما يفسد على الناس عقيدتهم ودينهم، ومنها كتب السحر والدجل والشعوذة، فهي خطر على عقيدة المسلم ودينه، ومن كتب السحر والدجل كتاب (شمس المعارف الكبرى) للبوني.
السحر له خطر كبير، وضرر عظيم، وقد قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً﴾.فإنه يحرم على المسلم قراءة كتب السحر، وتعلم السحر، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (اجتنبوا السبع الموبقات.. وعد منهن: السحر).والاجتناب يشمل كل ما يحيط بالسحر من تعلم أو ذهاب إلى السحرة، أو تصديق الكهان والسحرة و أهل الشعوذة .
ترجمة البوني (ت 622هـ)
هو أحمد بن علي بن يوسف البوني، له مصنفات في علم الحروف والسحر، مغربي الأصل، نسبته إلى (بونة) بإفريقيا، توفي بالقاهرة، من كتبه (شمس المعارف الكبرى)، و(شمس المعارف الصغرى)، و(مواقف الغايات في أسرار الرياضيات).
كتاب شمس المعارف الكبرى
هو كتاب سحر ودجل وشعوذة، مليء بالمعلومات غير المفهومة، وفيه الكثير من المربعات والرموز والأرقام، وحتى نأخذ صورة وافية عن الكتاب فهذه بعض عناوين الفصول التي يخوض فيها البوني:
- الحروف المعجمة وما يترتب فيها من الأسرار والإمارات.
- أحكام منازل القمر الثمانية والعشرين الفلكيات.
- أحكام البروج الاثنى عشر وما لها من الإشارات والارتباطات.
- الأسماء التي كان النبي عيسى يحيي بها الأموات.
- خواص أوائل القرآن والآيات والبينات.
- أسرار الفاتحة ودعواتها وخواصها المشهورات الأعظم وما له من التصريفات الخفيات.
- اسم الله الأعظم وما له من التصريفات الخفيات.
- خواص كـهـيـعـص وحروفها الربانيات الأقدسيات.
- خواص بعض الأوفاق والطلسمات النافعة، ومن هنا يتضح كمية الشعوذة والدجل التي امتلأ بها الكتاب.
هل للسحر حقيقة
تعدّدت آراء العلماء هل للسحر حقيقة؟ والأصح في ذلك أنّ السحر حقيقة، قال الإمام المازري: "مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافًا لمن أنكر ذلك"، [4] والأدلة على ذلك كثيرة منها:
- قوله -تعالى-: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾.
- قال -تعالى- عن سحرة فرعون : ﴿وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾.
- أمر الله -تعالى- بالاستعاذة من السحرة فقال: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾.
حكم تعلم السحر
قال جمهور علماء أهل السنة: إن تعلم السحر وتعليمه حرام، وقال ابن قدامة: "فإن تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم"،وقد أشار القرآن الكريم إلى أن السحر يوصل إلى الكفر ، فلما قالت اليهود: إن سليمان كان ساحرا، رد عليهم الله -تعالى- وبرأ سليمان -عليه السلام- في القرآن الكريم فقال: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾.
وأما ما يُشاع بين الناس من مقولة: (تعلموا السحر ولا تعملوا به) وربما نسبوا ذلك حديثاً نبوياً، فهو لا أصل له، ولا وجود له في كل كتب الحديث، وهو كلام مخالف للشريعة الإسلامية.