كيف تنام الأسماك
الأسماك
تتنوع الأسماك في أشكالها، وأنواعها، وألوانها فقد أبدع الخالق في تكوينها، وهي تتشابه بشكل كبير في تكوينها الخارجي، حيث تغطيها القشور والحراشف ، ويغطي بعضها الجلد كما هو الحال في الدلافين، والحيتان، وأسماك القرش.
وتتنوّع طرق حصول الأسماك على الغذاء، فبعضها نباتي يتغذّى على النباتات التي تعيش في قاع المحيط، وبعضها الآخر يتغذى على الكائنات البحرية الضعيفة والأسماك الأصغر منه حجمًا كالقروش.
أمّا بالنسبة لطرق حمايتها ودفاعها عن نفسها، فالعديد منها يلجأ إلى حماية نفسه مستعينًا بلونه، فيختبئ بين النباتات البحرية والمرجان المشابه للونه، فلا يكون واضحًا وظاهرًا لمفترسه، وبعضها الآخر يفرز مواد كيماوية تلحق الضرر بما حولها، مما يعطيه فرصة للهرب والاختباء مثل الأخطبوط.
أمّا بالنسبة للأسماك المفترسة فهي تعتمد على ضخامة حجمها، وقوتها، وأنيابها الحادّة في الدفاع عن نفسها ضد نظيراتها من الأسماك المفترسة.
جفون الأسماك أثناء النوم
تتميّز الأسماك بطريقة نومها، فمعظم الأسماك لا يوجد لديها جفون سفلية أو علوية حول عينيها، فتبقى أعينها مفتوحة طوال الوقت حتى في وقت النوم، ومن الجدير بالذكر أن سمكة القرش هي السمكة الوحيدة التي لديها جفون، وتقوم بفتح هذه الجفون وإغلاقها على فترات متباعدة، فتبدو وكأنها تغمز، لذا سميت جفونها بالجفون الغامزة.
وعلى الرغم من ذلك، فالقروش لا تغلق جفونها في أثناء النوم، بل تنام وأعينها مفتوحة كسائر الأسماك، وعندما تخلد الأسماك إلى النوم، تتوجّه إلى قاع الماء، وتتشابه مع الإنسان في التغيرات الداخلية التي تطرأ عليها في أثناء نومها، فتبدأ عمليات الأيض بالتباطؤ، كما تتباطأ العمليات الداخلية التي كانت نشطة طوال اليوم، وينتقل الجسم إلى حالة من الراحة، والسبات.
أماكن ووضعيات نوم الأسماك
ومن الطريف في الأمر، أنّ بعض الأسماك ترتاح في النوم على بطنها، أو على أحد جوانبها، فتبدو وكأنها ممددة على السرير، وقد ينام بعضها الآخر وهو يسبح بشكل أفقي، وتلجأ العديد من الأسماك في أثناء نومها إلى طمر نفسها تحت التراب، لتوفير الحماية لها في أثناء النوم من الأسماك المفترسة النشطة ليلًا، مثل سمكة المراوغة التي تعيش في البحر الكاريبي.
أمّا السمكة البباغية المخططة فتفرز سائلًا مخاطيًا تلفه حول جسدها قبل الاستغراق في النوم، ولا تخلد جميع الأسماك للنوم ليلًا، فهناك بعض الأسماك تنام في ساعات النهار، وتبدأ نشاطها وبحثها عن الغذاء ليلًا.
ومثلما يقوم الدب بالسبات الشتوي، وينام لعدة أشهر حتى انتهاء فصل الشتاء، تنام بعض الأسماك لعدد من الأشهر، مثل السمكة الرئوية التي تقوم بالسبات الصيفي، حيث تخلد إلى النوم طوال فصل الصيف الجاف والحار، فتقوم بحفر حفرة لنفسها في قاع النهر أو الينبوع الذي تعيش فيه، وتغطي نفسها بالتراب وتنام حتى يأتي الشتاء.
وتستمر بعض الأسماك في الحركة خلال نومها، من أجل الحصول على الأكسجين الكافي، كما أن هناك بعض الأسماك التي تنام في الشعاب المرجانية، وهناك بعض أنواع الأسماك لا تضطر للسباحة في أثناء نومها، مثل: أسماك القرش، التي تنام في القاع، وتستخدم فمها من أجل دفع الماء في الخياشيم، دون الاضطرار إلى السباحة للحصول على الأكسجين.
أوقات نوم الأسماك
تمتلك العديد من الأسماك جداول محددة للنوم، مثل: البشر، والحيوانات، فمن الأسماك ما هو نهاري يتحرك خلال النهار، مثل: أسماك الزينة، ولكنها تستريح في الليل، وهناك بعض الأنواع التي تكون ليلية، ويكون مجمل نشاطها وبحثها عن الغذاء في الليل، مع قضاء أوقات النهار في النوم داخل كهف أو في أي شِق من الشقوق.
هناك بعض الأنواع من الأسماك التي لا تنام طوال فترة عنايتها بأبنائها، وهناك أنواع من الأسماك لا تنام حتى يبلغ عمرها من 5 إلى 6 شهور، مثل سمك البلطي، كما أنّ الأسماك البرية لا تنام في أثناء هجرتها، وهناك نوع من الأسماك، يسمى أسماك الكهوف العمياء، لا ينام أبدًا، ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يعود إلى الظلام الدامس الذي تعيش فيه.
كيفية نوم الأسماك
عندما تنام الأسماك يصبح التنفس لديها أبطأ، وعندما روقب نشاط أدمغة الأسماك بواسطة التقنيات الحديثة تبين أنها يمكن أن تنام نومًا عميقًا، تمامًا مثل الزواحف، والثدييات، والطيور، ولكن وبعد أن مرّت فترة المراقبة، لم تظهر حركة العيون السريعة في أثناء النوم العميق.
وهناك بعض أنواع الأسماك التي تحيط نفسها بسائل مخاطي في أثناء نومها، وذلك لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة خلال النوم، ومن الجدير بالذكر أن السبب في نوم الأسماك وعيونها مفتوحة يعود إلى عدم امتلاكها جفون، كما في باقي الكائنات الحية.