حكم صيام التطوع للمريض
حكم صيام التطوع للمريض
إنّ صيام التطوع من الأعمال العظيمة عند الله -تعالى-، واسمها تطوّع؛ فهي غير واجبةٍ، وتكون زيادة للأجر والقرب من الله -تعالى-، فمن كان مريضاً وأراد صيام التطوّع فله ذلك إن لم يلحقه ضررٌ أو أذى بسبب الصيام.
وأمّا إن كان يعلم أنّ صيامه سيُلحق بجسده الضرر فلا يجوز له ذلك، قال -تعالى-: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). كما لا بد من التنبيه إلى أنّ هناك أيام يحرم فيها الصيام وإن كان تطوعاً كصوم يوم عيد الفطر والأضحى، و صوم أيام التشريق .
تعريف صيام التطوع
يُقصد بصيام التطوع: كل صيامٍ مشروعٍ وليس بواجب، وهو نوعان: إمّا صيام مطلق؛ كصوم أيّ يومٍ من أيام الأسبوع، وإمّا صيام مقيّد بزمنٍ محددٍ؛ كصيام يوم عرفة ، أو صيام ست من شوال.
الحكمة من مشروعية صيام التطوع
إن لصيام التطوّع العديد من الحِكَمِ التي تعود بالفائدة على المسلم، ونذكر منها ما يأتي:
- الثواب العظيم من الله -تعالى-.
- التقرب إلى الله -تعالى-.
- حفظ الجوارح من الوقوع في الآثام والمعاصي، والابتعاد عن الشهوات، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).
- صوم يوم في سبيل الله يباعد الله -تعالى- فيه صاحبه عن النار سبعين خريفاً، وذلك لحديث أبي سعيد -رضيَ الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).
- جبر الخلل أو النقص الذي قد يحصل في صيام الواجب.
- محبة الله -تعالى-، بدليل ما ورد عن أبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).
- اتّباع سنة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فعَنَْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالتْ: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أكْثَرَ مِن شَعْبَانَ، فإنَّه كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ وَكانَ يقولُ: خُذُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا. وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما دُووِمَ عليه وإنْ قَلَّتْ).
- تكفير الذنوب، فعن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ والنَّهْيُ).