حكم الطعن في أعراض الناس
حكم الطعن في أعراض الناس
يعد الطعن في أعراض الآخرين من آفات اللسان التي قد توصل صاحبها إلى النار، لقوله -صلى الله عليه وسلم -: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم)، وفي الآتي بيان حكم الطعن في أعراض الناس.
معنى الطعن في أعراض الناس
يكون الطعن في أعراض الناس بنسبة الزنا لأمهاتهم بالتصريح أو بالتلميح، مثل أن يقول: "يا ابن الزانية، أو يا بغي، أو يا ابن البغي"، فكل هذا ومثله يعد من الطعن بأعراض الناس؛ باتهامهم بارتكاب فاحشة الزنا ، أو أنهم أبناء غير شرعيين نتيجة سفاحٍ وزنا.
ويسمى في الإسلام بقذف المحصنات، وقد عدّه الذهبي من الكبائر مستدلاً بقوله -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
الأدلة الشرعية على حرمة الطعن في أعراض الناس
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية عدة نصوص تحذر من الطعن في أعراض الناس، ومنها ما يأتي:
- قال -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وقد أنزل الله -تعالى- عشرين آية في القرآن الكريم لبيان خطورة الطعن في الأعراض، وفَصّل عقوبتهم وهي: الجلد ثمانين جلدة، ورد شهادتهم أمام القضاء، و الحكم عليهم بالفسق ، وكل هذا لبيان خطورة الطعن في أعراض الناس.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ)،والموبقات: أي المهلكات اللاتي يحبسن صاحبهن في جهنم.
- عدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قذف أعراض الناس بأنه من سبب إفلاس العبد من حسناته يوم القيامة حتى يدخل النار؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ).
(ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ).
- حرّم الله -تعالى- أدنى درجات الطعن في الناس ولو كانت بالإشارة الخفية؛ لقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾، فالويل وعيد شديد، أو وادٍ في جهنم ، وهو مخصص للذي يطعن في أعراض الناس، والهمز: انتقاص الناس بالفعل، واللمز: انتقاص الناس باللسان؛ وكلها محرمة.
- يعد الطعن في أعراض الناس أشد أنواع الربا، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الربا اثنانِ وسبعونَ بابًا أدناها مثلُ إتيانِ الرجُلِ أُمَّهُ، وإِنَّ أربى الرِّبا استطالَةُ الرجلِ في عرضِ أخيهِ).
- بين النبي -صلى الله عليه وسلم- عقوبة من قال في الناس ما ليس فيهم؛ ومن ذلك الطعن في أعراضهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكَنَه اللهُ رَدغةَ الخَبالِ حتى يخرُجَ ممَّا قال)، وردغة الخبال فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقول: (عُصَارةُ أهلِ النارِ).