مم يتكون سنام الجمل
مكوّنات سنام الجمل
لا يمتلئ سنام الجمل بالماء خلافًا لما يعتقده كثير من الناس، وإنما هو عبارة عن أكوام من الدهون، تتيح للجمل إمكانية التنقل في الصحراء لأيام طويلة دون التوقف لتناول الطعام، ويمكن للجمل حمل كمية تصل إلى نحو 36 كغم من الدهون على ظهره داخل السنام.
ومن الجدير بالذكر أن الجمال الصغيرة لا تبدأ بتكوين السنام حتى تبدأ بتناول الطعام الصلب؛ حيث يولد الصغار دونه، لكنهم يمتلكون قممًا صغيرة من الجلد، تعلوها خصل من الشعر المجعد تدل على الموقع الذي سيتم فيه تشكّل السنام.
فوائد السنام للجمل
- تخزين الطعام
يتكيّف الجمل للعيش في الظروف الصحراوية عن طريق قدرته على تحمل نقص البروتين، وتناول أجزاء من النباتات تتجنبها الحيوانات الأخرى؛ مثل الشوك، والأوراق الجافة، والرُّغل، وعند توافر الطعام فإن الجمل يأكل بشكل كبير لتخزين الدهون في ظهره وتكوين السنام.
وعندما يبدأ الجمل باستهلاك الطعام المخزّن في السنام، والذي يشكّل مصدرًا احتياطيًا له لوقت الحاجة، فإن السنام يبدأ بالتقلّص، ثم يسقط على أحد الجانبين، ويؤدي تناول الطّعام بعد ذلك، والحصول على النوم الكافي إلى عودة السنام مرة أخرى إلى وضعه الرأسي على ظهر الجمل.
ويعتمد الوقت الذي يمكن للجمل العيش على الطاقة المخزّنة في السنام دون تناول الطعام على: المناخ، ومستوى النشاط البدني للحيوان، حيث يمكن للجمل أن يقضي شهورًا عدة دون تناول الطعام، كما أنه يستطيع فقدان 40% من وزن جسمه، والبقاء رغم ذلك على قيد الحياة.
- عزل الجسم عن أشعة الشمس
يعزل السنام أشعة الشمس الحارقة عن الجمل ؛ والتي تسقط من الأعلى، وذلك بواسطة الأنسجة الدهنية الموجودة فيه؛ لأن الدهون توصل الحرارة بشكل أبطأ من الماء، كما أن تدفق الدم يكون قليلًا فيها؛ لأنها لا تحتاج إلى الأكسجين.
ويمتلك الجمل العربي كذلك فروًا سميكًا على ظهره، ويكون هذا الفرو أقل سمكًا في الأماكن الأخرى من الجسم، وهو الأمر الذي يساعد أيضًا على العزل من حرارة الشمس، وفي المقابل، يساعد الفرو الرقيق على فقد الحرارة من أجزاء الجسم الأخرى.
- تنظيم درجة حرارة الجسم
يلعب سنام الجمل أيضًا دورًا مهمًا في تنظيم درجة حرارة الجسم، وهو أمر ضروري في الصحراء، حيث درجات الحرارة المرتفعة جدًا خلال النهار، والتي تنخفض بشكل حاد خلال الليل.
إذ يساعد تركيز الأنسجة الدهنية الموجودة في السنام على تقليل العزل الحراري في بقية الجسم -حيث تقل الدهون هناك- في أثناء النهار وارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى رفع درجة حرارة جسمه، وعند انخفاض درجات الحرارة في الليل، تتتشر هذه الحرارة الفائضة أو تتوزع إلى كامل الجسم لتدفئته في الليل البارد.
أنواع الجمال من حيث عدد السنام
تُقسم الجمال اعتمادًا على عدد السنام إلى نوعين، وهما: الجمل ذي السنام الواحد، والجمل ذي السنامين، وفيما يأتي أبرز صفات كل نوع، وأماكن وجوده:
- الجمل ذو السنام الواحد
يمتلك الجمل ذو السنام الواحد، أو الجمل العربي (بالإنجليزية: Dromedary camel) سنامًا واحدًا على ظهره، ويشتهر هذا النوع بحساسيته للبرودة والرطوبة، لذلك فهو يُفضّل العيش في المناطق الصحراوية، التي تتميّز بموسم جافها الطويل، وموسم أمطارها القصير.
ويُعتقد أنّ الموطن الأصلي للجمل ذي السنام الواحد هو جنوب آسيا، وشبه الجزيرة العربية، ومنها انتشر إلى شمال الهند، وإفريقيا، ووسط أستراليا.
- الجمل ذو السنامين
يمتلك الجمل ذو السنامين أو الذي يُعرف أيضًا بالفالج (بالإنجليزيّة: Bactrian Camel) سنامين اثنين على ظهره، ويُعد الجمل البري الوحيد الذي لا يزال موجودًا، و يعيش الجمل الفالج في الصحاري الصخرية في وسط وشرق آسيا.
ويتكيّف الجمل ذو السنامين للعيش في هذه المناطق المتباينة في درجة الحرارة، بفضل معطفه السميك الذي يتكوّن خلال فصل الشتاء، ليحميه من البرد الشديد، ويتساقط خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.
هل يستطيع الجمل العيش من دون السنام؟
لا، لا يستطيع الجمل العيش في البيئة الصحراوية دون السنام، لأنّ وجوده يُساعده على التكيّف مع بيئته، كما ذُكرنا سابقًا، فهو يُساعده على موازنة درجات حرارة جسمه، إضافةً إلى حفظه للدهون، وبالتالي تزويده بالغذاء اللازم لبقائه على قيد الحياة، خاصةً عند سفره لمسافات طويلة.
ويُساعد السنام أيضًا في منع تعرق الجمل، مما يزيد من قدرته على حفظ السوائل في جسمه لفترات طويلة، وبالتالي زيادة قدرته على قطع مسافات طويلة في الصحاري التي تصل درجات حرارتها إلى 50 درجة مئوية، وتتميّز بندرة الماء فيها.
ختامًا، تستخدم الجِمال السنام لتخزين الدهون فيه، على خلاف باقي الحيوانات التي تخزّن الدهون بالتساوي في جميع أنحاء جسمها، ويعد هذا نوعًا من التكيف يُمكّن الجمال من العيش لفترات طويلة دون تناول الطعام، كما أنّه يؤدي العديد من الوظائف المهمة، مثل: تنظيم درجة الحرارة، وعزل الجسم عن أشعة الشمس، وغيرها.