حكايات من الشرق
جحا واللص
في أحد الأيام طلبت زوجة جُحا منه أن تذهب إلى بيت أهلها؛ لكي تبقى عندهم يومًا أو يومين، فوافق جُحا، بالرغم من أنّه لا يُحب البقاء في المنزل وحيدًا، وذهبت زوجته، وحضرّت أغراضها وملابسها، وخرجت من منزلها؛ لتذهب لقضاء اللّيلة في منزل والديها، وبقي جُحا في بيته وحيدًا، لا يعرف ماذا يفعل؟
حتى حل المساء، فلم يجد أيّ شيء يقوم بفعله، فقام بإطفاء أنوار بيته، وذهب لفراشة لكي ينام، لكنه لم يكن يعرف أنّ هناك لصًا كان يُراقب المنزل من بعيد لكي يسرقه، وانتظر اللص قليلًا حتى يتأكد من أنّه لا يُوجد أحد مستيقظ بالمنزل، وقام بالدخول للمنزل بهدوء، ولكن جُحا لم يكن نائمًا، وعندما سمع صوتًا في منزله عرف أنّ هناك أحدًا بالمنزل.
قام جُحا بالاختباء في صندوق الملابس، وبقي اللص يبحث، لعله يجد شيئًا يُسرق، ولكن لم يجد أيّ شيء يسرقه، حتى وجد صندوق الملابس، فقام اللص بفتحه، آملًا أن يجد فيه شيئًا ثمينًا، لكنه تفاجأ بوجود جُحا بداخله، فاندهش اللص، واستغرب من ذلك، وسأل جُحا عن سبب وجوده في داخل هذا الصندوق، فقال له: "عرفت أنّ هناك لصًا جاء ليسرق المنزل، ولكني شعرت بالخجل منك؛ لأنّه لا يُوجد شيء يُسرق في منزلي".
جحا وبائع اللبن الغشاش
ذهب جحا في أحد الأيام إلى السوق لشراء اللبن، وكان كلما اشترى لبنًا من السوق وجده مغشوشًا بالماء، فقام بأخذ وعائين معه، وذهب إلى بائع اللبن، وطلب منه أن يضع له بعض اللبن، ولكن بائع اللبن استغرب من جُحا، حيث شاهد بيده وعائين، وليس وعاءً واحدًا، فسأل البائع جحا: لماذا تحمل وعائين، وأنت تُريد أن تشتري وعاءً واحدًا من اللبن؟ فرد عليه جُحا قائلًا: "لكي تقوم بوضع اللبن في وعاء، والماء في الوعاء الآخر.
جحا والذهب
ذات يوم قام جحا ببيع حماره في السوق، وكسب ذهبًا كثيرًا مُقابل بيعه، فشعر بالحيرة عندما شاهد الذهب، وبقي يُفكر في مكان يضع فيه الذهب؛ لكي لا تقم زوجته بصرفه، وبعد طول تفكير وجد جُحا المكان الذي كان يبحث عنه، فذهب إلى الصحراء، ودفن الذهب في الرمل.
لكي يعرف مكانه اختار غيمةً فوق الذهب؛ لتكون هي الإشارة إلى مكان الذهب، وتركه وذهب لمنزله، وعاد بعد أسبوع لكي يُخرج الذهب، فبحث عنه، وعن الغيمة طويلًا، ولكن دون جدوى، فقد ذهبت الغيمة، وذهب مخبأ الذهب أيضًا.
جحا والتاجر والقاضي
في ذات يوم خرج جُحا مسافرًا مع تاجر كبير وقاضي حكيم، فأخذا في السفر يسخران منه بسبب حديثه بعفوية، فقال القاضي الحكيم: مَن كثر لَغَطه كثر غَلَطُه، أمّا التاجر، فقال: يا جُحا ألم تغلط في الكلام أبدًا؟ فردّ عليهما جُحا: نعم لدي أغلاط كثيرة في الكلام، ففي إحدى المرات كنت أريد أن أقول: قاضيان في النار، فأخطـأت وقـلت: قاضٍ في النار.
ومرة أخرى كنت أُريد أن أقول: إنّ الفجار لفي جحيم، فأخطأت وقلت: إنّ التجار لفي جحيم، فأدرك الرجلان قصد جُحا، ولم يتكلما طوال السفر.