حكايات مضحكة جدا
حكايات مضحكة جداً
جحا والإوزة
أراد جُحا أن يُهدي الأمير إوزّة مشوية، وفي طريقه إلى القصر كان يشعر بالجوع وأغرّته رائحة الإوزّة، فلم يستطع منع نفسه والتهم إحدى قدميها، وعندما قدّمها إلى الأمير سأله عن القدم الناقصة، فكان جواب جحا أنّ الإوز في بلاد الأمير بقدم واحدة فقط، فتوجّه الأمير إلى النافذة ورأى سرباً من الإوز واقفاً على قدم واحدة كما يفعل الإوز في وقت راحته، فأراد الأمير أن يُثبت لجحا كذبه، فأمر أحد حرّاسه بتخويف الإوز وتفريقها بعصا كبيرة، وإذا بالإوز يجري على قدمين، فتوجّه الأمير إلى جحا بالدليل القاطع على أنّ إوز بلاده يمشي على قدمين، فردّ جحا على الأمير قائلاً: لو أخفتَ إنساناً بتلك العصا كما فعلتَ بالإوز لأصبح يمشي على أربع.
فطنة أشعب
يُروى أنّ رجلاً غنياً أقام وليمةً كبيرةً دعا إليها الجميع ومن بينهم أشعب ، وعندما همّ الجميع بتناول الطعام إذا بأشعب يصل مُتأخراً، فأمر صاحب الوليمة بجعله ينتظر خارجاً إلى أن يُحذّر الحضور من شراهة أشعب، وذكر لهم أنّ أشعب إذا ما حضر مائدة طعام فإنّه يختار أجود الطعام ولا يُبقي منه شيئاً، وأنّه بمُجرّد دخوله المجلس سيختار أكبر الأسماك ويأكلها، فأسرع الجميع بإخفاء الأسماك الكبيرة وجعلوها في طبق كبير بجانب الرجل الغني، وعندما أُذِن لأشعب بالدخول بدأ الجميع بدعوته لتناول الطعام، لكنّ يد أشعب لم تمتدّ إلى الطعام لعدم حُبّه تناول السمك، وعلّل سبب ذلك بأنّ الأسماك التهمت والده عندما غرق في البحر، فدعاه الحضور ساخرين من الانتقام لوالده بأكل السمك كما فعلت بوالده.
وعندما أراد البدء بتناول السمك، لاحظ وجود الطبق الذي يحوي أسماكاً كبيرةً إلى جانب الرجل الغني، فالتقط سمكةً صغيرةً وأدناها من أذنيه يستمع لها كما لو أنّها تُخبره سرّاً، وتوجّه إلى القوم يُطلعهم على السرّ الذي حدّثته به السمكة، إذ زعم أشعب أنّ السمكة أخبرته أنّها لم تلتهم والده، وإنّما فعلت ذلك الأسماك الكبيرة المُخبّئة بالقُرب من صاحب الوليمة، وتوجّه أشعب إلى الطبق واختار أكبر الأسماك وبدأ بتناولها في حين لم يُحرّك أحد ساكناً لشدّة تعجّبهم.
فنون البخل
يُروى عن الجاحظ أنّ جماعةً من الناس نزلوا في بيت أحدهم، وعندما حلّ الظلام واشتدّ سواد الليل امتنع القوم عن الإنارة لبُخلهم، وعزموا على الصبر طويلاً دون شكوى حتّى لا يُنفقوا المال لتعبئة المصباح، وعندما فاض بهم الأمر قرّروا تقاسُم المبلغ بالتساوي بينهم، ولمّا همّوا بجمع المال أبى أحدهم أن يدفع، فقاموا بعصب عينيه بمنديل حتّى لا يرى نور المصباح الذي لم يُساهم في ثمنه، حتّى إذا ما أرادوا النوم، فكّوا الرباط عن عينيه.