علم الخوارق وما وراء الطبيعة
تعريف علم الخوارق
الظواهر الخارقة أو علم الخوارق هي أحداث لا يمكن تفسيرها وفقاً للقوانين العلمية والمعرفة الطبيعية لدى البشر، وعلى الرغم من أنّ الاهتمام العلمي بتلك الظواهر أمر حديث نسبياً، إلا أنّ الإيمان بالظواهر الخارقة للطبيعة أمر واسع الانتشار على مر التاريخ المدوّن، حيث أرجع البشر الظواهر التي لم يستطيعوا تفسيرها إلى كيانات غير مادية كالأشباح والكائنات الأسطورية والسحر.
ومع التقدم العلمي ظهرت الأسباب التي تفسر معظم تلك الظواهر، فظهرت التجمعات العملية التي اهتمت بالظواهر النفسية الخارقة منذ منتصف القرن التاسع عشر، وتأسست أول جمعية مهتمة بتلك الدراسات في لندن في عام 1882م وهي جمعية البحث النفسي، وتلاها ظهور جمعيات أخرى في كل من الولايات المتحدة وروسيا ومعظم الدول الأوروبية، وبحلول ستينيات القرن العشرين كانت تلك الدراسات محط اهتمام الجامعات والبرامج الحكومية في ظل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وقد اهتم العلماء بدراسة الظواهر الخارقة كالتحريك عن بعد، والتخاطر، والتنبؤ بالأحداث، والسيطرة على الأفكار.
الإيمان بالظواهر الخارقة
أظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ نصف الأمريكيين تقريباً يؤمنون بوجود الأشباح، بينما يعتقد حوالي 29% منهم بصحة علم التنجيم، وأن 71٪ منهم يؤمنون بالمعجزات، و41٪ يؤمنون بإمكانية الإدراك خارج الحواس، والتخاطر مثال على ذلك وهو ما يندرج تحت بند علم الخوارق، وتشير تلك الأرقام إلى مدى تصديق العامة لنظريات المؤامرة العالمية وغيرها، ويرى الباحثون أنّ التفاعلات العاطفية تحفز الإيمان بتلك المعتقدات، وبالتالي فإنّ تحفيز التفكير الحر قد يكون الحل للانعتاق من أسر تلك الأفكار.
تعريف علم الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة)
قد يخلط البعض بين الظواهر الخارقة وما وراء الطبيعة، بالرغم من التباين الكبير في المفهوم، والنشأة، وحتّى الدراسة، فدراسات ما وراء الطبيعة، أو الميتافيزيقا كما عرفها الفلاسفة العرب هي دراسة فلسفية ظهرت في اليونان، تبحث في ماهية الأشياء ومعناها، وكان أرسطو أول من أشار إلى دراسات ما وراء الطبيعة عندما حدد للفيلسوف مهمتين أساسيتين، أولهما: دراسة طبيعة وخصائص الأشياء والموجودات في العالم الواقعي، والثانية: استكشاف كينونة وأصل الظواهر غير الحسية، وهو ما أسس لمفهوم اللاهوت، وبذلك فإنّ دراسات ما وراء الطبيعة تبحث في أصل الوجود وحركته غير المادية.
وعلى الرغم من هذا التعريف إلا أنه لا يمكن وضع تعريف محدد للميتافيزيقا لأن المشكلات التي تنطبق عليها منوّعة جدًا، مما يجعلها غنية بالمعلومات وغامضة جدًا وغير دقيقة.