حكايات قبل النوم
قصة الدجاجة والبيضة
باضت دجاجة بيضة على الطريق، فرأى البيضة عصفور صغير.. تعجب: ما أكبر هذه البيضة؟؟ أظنّ أنّها تسعني أنا وإخوتي الصغار!، قالها باستغراب.
كان العصفور يعرف شكل بيض الطيور.. ولكنه لأوّل مرة يشاهد بيضة دجاجة، عاد إلى أمّه خائفًا.. وأخبرها بما رأى، فضحكت الأم وقالت: هذه بيضة صديقتنا الدجاجة، فأولادها الكتاكيت أكبر من العصافير، والدجاجة تكبر بسرعة، وعشّها أكبر بكثير من عش طائر صغير.
قال العصفور لأمّه: لكنّك حدثتنا سابقًا -أنا وإخوتي- عن النسور وأعشاشها، والطيور الجارحة وأحجامها، فخفت أنْ تكون بيضة طير جارح.
قالت الأم: يا بني، إنّ الطيور الجارحة تبني أعشاشها فوق الجبال وفي أعالي الشجر، أمّا الدجاجة فتبيض على الأرض في عشّ تصنعه بعناية. ومثلها صديقتنا البطة، وعمتنا النعامة، لكنّ بيضة النعامة كبيرة جدًا، وهي مثل كل مخلوقات الله تحب أطفالها وتخشى على بيضها من الأخطار.
ويبدو أنّ الدجاجة باضت وهي في الطريق، وربما حاولت نقل البيضة فلم تستطع وأبقتها في مكانها ثم تعود لتجلس عليها وتحرسها حتى تفقس ويخرج منها كتكوت صغير.
قال العصفور لأمه: ما رأيك يا أمي أن نساعد الدجاجة ونوصل البيضة لبيتها، قالت الأم: فكرة... هيا بنا يا بني.. طار العصفور وأمه.. وراحا يدحرجان البيضة بريشهما الناعم.. يدفع العصفور الصغير البيضة فتتلقاها أمّه.. ثم تدفعها الأم بريشها فيسرع الصغير فيتلقاها.. واستمرا على هذه الحال حتى أوصلا البيضة إلى عش الدجاجة
كانت الدجاجة تجلس على بيضها.. لما رأت البيضة.. وما فعل العصفور وأمّه ركضت إليهما تشكرهما على فعلهما.. ثمّ عاوناها لتحمل البيضة إلى العش.. ورقدت الدجاجة فوقها تمدّها بالحرارة والعطف حتى يخرج الكتكوت منها.
قصة الصرصور والنملة
كان الصرصور يلهو يلعب طوال الصيف، ومر الخريف وقد نفذ طعام الصرصور، وعندما جاء الشتاء واشتد البرد وجد الصرصور نفسه صفر اليدين حتى من جزء بسيط من دودة أو ذبابة.
فراح يشكو الجوع والفقر لجارته النملة، وأخذ يرجوها أن تقرضه بعض الحب حتى يبقى على قيد الحياة حتى الموسم القادم. فقال لها: يا جارتي العزيزة.. أقسم لك إنني سأدفع ديني قبل حلول الأجل، فلا تبخلي على ببعض الطعام.
لكن النملة النشيطة لا تحب أن تقرض أحد، وهذا أصغر عيوبها، لذا قالت للصرصور طالب القرض: ماذا كنت تفعل يا عزيزي الصرصور عندما كان الجو دافئًا؟
فقال: كنت أغني ليلًا نهارًا.
قالت النملة ساخرة: كنت تغني ؟ يا فرحتي! ارقص إذن الآن.
قصة الأرنب والنمر
في أحد غابات الهند، عاش نمر شره شغوف بالصيد، كان كلما شعر بالجوع أو الضجر ذهب واصطاد فريسة دون أن يتقيد بوقت أو ضوابط معينة، ولكن شغف النمر كان عند بقية الحيوانات رعبًا مستمرًا؛ وذلك بسبب غارات الصيد المتكررة.
وفي يوم من الأيام اجتمعت حيوانات الغابة حتى تجد حلًا لحالة الرعب التي تعيشها على مدار الساعة، وأخيرًا اتفق الجميع على مقابلة النمر وعقد معاهدة معه، حيث يقع في كل يوم اختيار حيوان من بينها عن طريق القرعة وتقديمه للنمر على أن يتركهم آمنين لبقية اليوم.
قالوا: "ما رأيك يا سيدي أن نُقدم لك في كل يوم حيوانًا منا، يقع اختياره عن طريق القرعة، فيكون وجبة لك، وهكذا تشبع دون عناءِ الصيد ونأمن نحن لبقية اليوم.
فأجاب النمر قائلًا: سأضحي بشغف الصيد في سبيل مصلحة سكان غابتي، وسأوافق على اقتراحكم هذا، ولكن إن أخلفتم وعدكم يوما فسوف أنتقم منكم انتقامًا شديدًا.
وهكذا تم تنفيذ الاتفاق الذي لقي استحسانا من قبل النمر. بينما تبدل رعب الحيوانات من النمر إلى رعب من القرعة، وبعد أيام وقعت القرعة على الأرنب الذي قرر في سره التخلص من النمر وتخليص سكان الغابة من شره.
فذهب إلى النمر وقال له: لقد أحضرت لك يا سيدي غزالًا سمينا وقعت عليه القرعة، ولكن فاجأني نمر غريب أفتك مني فريستك. رغم أنني حذرته أن الغزال هو ملك لك. فإن أردت يا سيدي جعلتني طعامًا لك عوضًا عن الغزال.
فقال النمر وقد استشاط غضبًا: بل أريد غزالي، دلني على مكان النمر الغريب حتى أطرده من غابتي، وأجعَلَه عبرة لكل من تسول له نفسه أخذ طعامي، فدل الأرنب النمر على بئر في طرف الغابة قائلًا: رأيت سارق فريستك يدخل بهذه البئر.
ولما نظر النمر وسط البئر رأى انعكاس صورته على الماء فظنه النمر الدخيل. ودون تفكير وثب عليه حتى يقاتله فمات غرقًا.