حضارة إسبانيا القديمة
النشأة الأولى لإسبانيا
إسبانيا والتي عُرفت قديمًا باسم هسبانيا تشكل النسبة الأكبر من حيث المساحة من شبه الجزيرة الإيبيرية قديمًا، والتي سكنها كل من الإيبيريين والسلت والباسك الذين تعود أصولهم إلى الهندو-أوروبية حيث كان ذلك قبل 35 ألف عام وهم من أوائل البشر الذين سكنوا المنطقة وكانوا يتحدثون لغة الباسك واللغة الإيبيرية.
الحضارات والأمم التي تعاقبت على إسبانيا
تعاقبت على إسبانيا العديد من الحضارات والتي كان لكل منها أثر معين، سواء على اللغة أو على الدين السائد في ذلك الوقت، ومع الأخذ بعين الاعتبار الترتيب الزمني لتسلسل الحضارات والأمم فإن البداية ستكون مع الحضارة اليونانية والقرطاجية، ثم الحضارة الرومانية وتليها الحضارة الجرمانية وصولًا للإسلامية ومن بعدها الحضارة الإسبانية وهي الشكل الحديث الذي وصلت له إسبانيا في يومنا هذا.
إسبانيا في زمن الحضارة الرومانية
قبل 200 عام قبل مولد المسيح قبعت إسبانيا تحت حكم الرومانيين لمدة تزيد عن 6 قرون، وكان ذلك بعد أن تغلبوا على القرطاجيين آنذاك وكانت اللغة السائدة حينها هي اللغة اللاتينية وعملوا على نشر المسيحية بين سكانها الأصليين، والجدير ذكره أن اللغات الإسبانية الحالية انحدرت واشتقت من اللغة اللاتينية، وعمل الرومان على تطوير الزراعة عن طريق إدخال منظومة ري للمحاصيل لم يعرفها السكان الأصليين من قبل، واستغل الرومان موانئ إسبانيا ليقوموا بتصدير العديد من الثروات والمنتجات مثل زيت الزيتون والذهب وغيره.
انتقال حكم إسبانيا من الروم إلى لجرمانيين
الجرمانيون أو كما عرفوا بالقوط كانوا قد تسلموا مقاليد الحكم في زمن الرومان وكانوا يحكمون المنطقة باسمهم ونيابةً عنهم حيث سمح لهم الرومان بذلك، ومع بدء تفشي الضعف والوهن في أركان الحضارة الرومانية قام الجرمانيون باستلام الحكم المطلق على المنطقة وكان ذلك في عام 409م واستغرق الأمر حوالي 10سنوات ليتم تأسيس مملكة خاصة بهم وكان ذلك في عام 419م، في زمن الجرمانيين لم يتغير النظام كثيرًا بل أصبح يتميز بالسهولة أكثر ولكن بشكل عام تم الحفاظ على معظم أشكال الحياة الرومانية.
بداية الحضارة الإسلامية في إسبانيا
مع بداية القرن الثامن وتحديدًا في عام 711م دخلت الجيوش الإسلامية إلى إسبانيا عن طريق مضيق جبل طارق واحتلوا المنطقة وذلك بعد أن تغلبوا على آخر ملوك القوط أو الجرمانيين، وهنا بدأت الحقبة الإسلامية فظهرت الأندلس والتي تمثل الأجزاء الجنوبية من إسبانيا بالإضافة إلى مدينة قرطبة والتي كانت تعد من أكثر المدن الأوروبية أناقةً، وعُرفت هذه الفترة بالعصر الذهبي للعلم حيث تم إنشاء العديد من المكتبات ومجالس التعليم والدراسة، وبشكل عام عاش سكان المنطقة فترة من الحرية والرفاهية وكان ذلك طبعًا مقابل الطاعة المطلقة للحكم الإسلامي ودفع الضرائب والجزية.
هل يعد عام 1492م نقطة تحول في تاريخ إسبانيا وكيف ذلك؟
في عام 1492م حصل أمران مهمين أثرا فيما أصبحت عليه إسبانيا في الوقت الحاضر، أولهما هو انتهاء فترة الحكم الإسلامي والتي دامت لمدة قرنين من الزمن وعادت المسيحية للازدهار وتحديدًا الكاثوليكية وتم ذلك من خلال اتحاد ممكلة القشتالة مع ممكلة آراغون، وأيضًا قام كريستوف كولومبوس في نفس العام بإحضار كمية من الذهب تقدر بحوالي طن واحد من القارة الأمريكية الجديدة الأمر الذي جعل من إسبانيا قوة لا يستهان بها ومن أقوى الدول الأوروبية.
كيف ظهرت الحضارة الإسبانية والتي تشكلت منها إسبانيا الحالية؟
استمرت الحضارة الإسبانية لمدة قرنين كاملين وهما القرن السادس عشر والسابع عشر وامتدت سيطرتها على بعض المناطق الأوروبية خارج شبه الجزيرة الإيبيرية مثل أجزاء من إيطاليا وفرنسا وهولندا وبعض المناطق في شمال إفريقيا، حيث تولى ملوك هابسبورغ الإسبانيين والبوربون الفرنسيين حكم إسبانيا في ذلك الوقت واستطاعت إسبانيا فرض سيطرتها على مجمل أوروبا بسبب الرحلات الاستكشافية التي قامت بها للقارة الجديدة، هذا الأمر الذي مكنها من جلب ثروات هائلة لتستفيد منها تجاريًا واقتصاديًا وتفرض نفوذها على جميع مستعمراتها الخارجية بشكل أكبر.
إلا أنه أدت المشاكل والحروب التي نشبت بينها وبين فرنسا في عهد نابليون من إضعاف هيمنهتا وبدأت المستعمرات الخارجية بإعلان استقلالها عن إسبانيا الغارقة في مشاكلها حيث خاضت حرب لمدة 5 سنوات مع فرنسا، ومن ثم أتت الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت لمدة 7 سنوات حيث تم في نهاية المطاف فقدان جميع المستعمرات الخارجية وأتى الملك خوان كارلوس في نهاية المطاف ليتولى حكم إسبانيا ويساعده مجلس من الوزارء.