حرية التعبير عن الرأي في الإسلام
حرية التعبير عن الرأي في الإسلام
الله سبحانه وتعالى بعد خلق آدم -عليه السلام- أخبر ملائكته وسمح لهم أن يبدوا رأيهم في موضوع خلق آدم -عليه السلام- قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
بيّن الله عز وجل خطأ رأيهم وبأنه علّم سيدنا آدم الأسماء كلها فقد سألهم عن الأسماء ولم يستطيعوا بل ردوا العلم إلى الله عز وجل، من هنا نستطيع أن نعلم أن حرية التعبير موضوع مهم في الإسلام .
الإسلام وحق التعبير عن الرأي
الإسلام اهتم بحرية التعبير ، فأعطى للفرد الحرية التامة للتعبير عن الأفكار والتساؤلات، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة فقد كان يجيب عم يَجول في خاطر المسلمين وغيرهم مهما تنوعت أسئلتهم وأفكارهم، فمنهم من كان يسأل عن الخالق والخلق وعن السماوات والأرض أو الدنيا والآخرة.
الرسول عليه السلام وحق التعبير عن الرأي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجاً يحتذى به في احترام حرية التعبير، فكان يكفل هذا الحق مع الجميع ومن بينهم زوجاته، فتقول وتسأل الزوجة ما يجول في خاطرها حتى لو كانت تراجع الرسول صلّى اللهُ عليه وسلّم في ما يقول أو يفعل.
رَوَت عائشة رَضِيَ الله عنهاُ في إحدى المرات وقالت: استأذن رجل على رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم وأنا معه في البيت فقال رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: “بئس ابن العشيرة”، ثم أذن له، قالت عائشة: فلم أنشب أن سمعت ضحك النبي صلّى اللهُ عليه وسلّم معه، فلمّا خرج الرجل قلت: يا رسول الله، قلتَ فيه ما قلت ثم لم تنشب أن ضحكت معه؟ قال رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: “إن من شر الناس من اتّقاه الناس لشرّه” فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحترم رأيها ويوضح لها ما يصدر منه.
ضوابط الإسلام في التعبير عن الرأي
حق التعبير عن الرأي حق مكفول في الإسلام للجميع بلا استثناء، ولكن بضوابط ومحددات معينة، فقد قال الله تعالى عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، هذا دليل على أن المسلم يجب أن يكون صادقاً في ما يقول وإذا تكلم يتكلم بالحق بعيداً عن الكذب أو إطلاق الإشاعات.
الإسلام أيضا حذرنا من الغيبة، والنميمة ، والاستهزاء والسخرية سواء كان من الآخرين أو الأديان الأخرى أيا كانت، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم يسخروا من معتقدات وعبادات الغير، بل كانوا يوضحوا لهم بالحجة والبرهان أن معتقداتهم وعباداتهم باطلة، وأن الحق في توحيد الله تعالى واتباع أوامره.