حديث عن الأمانة
الأمر بأداء الأمانة
لقد أمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأداء الأمانة، وقد دلَّ على ذلك عددًا من الأحاديث النبوية ، وفيما يأتي ذكرها:
- (أَخْبَرَنِي أبو سُفْيَانَ، أنَّ هِرَقْلَ قَالَ له: سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: أنَّه أمَرَكُمْ بالصَّلَاةِ، والصِّدْقِ، والعَفَافِ، والوَفَاءِ بالعَهْدِ، وأَدَاءِ الأمَانَةِ، قَالَ: وهذِه صِفَةُ نَبِيٍّ).
- (أدِّ الأمانةَ إلى منِ ائتمنكَ، ولا تخنْ من خانكَ).
التحذير من ضياع الأمانة
لقد حذَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خيانة الأمانة وإضاعتها ، وفيما يأتي ذكر بعض الأحاديث المتعلقةِ في هذا الشأن:
- (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).
- (لَا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له، ولا دِينَ لِمن لا عهدَ له).
الحث على الأمانة
لقد روى ثلاثةٌ من أصحابِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثًا يحثُّ فيهِ النبيُّ على الأمانةِ مبيِّنًا فضل الأمانة في الإسلام ، حيث قال: (أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، صدْقُ الحديثِ، وحفظ الأمانةِ، وحُسْنُ الخُلقِ، وعفَّةُ مَطْعَمٍ).
ضياع الأمانة في آخر الزمان
لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ من سماتِ آخر الزمانِ ضياع الأمانة، وفيما يأتي ذكر بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن:
- (بيْنَما النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أعْرَابِيٌّ فَقالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُحَدِّثُ، فَقالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ ما قالَ فَكَرِهَ ما قالَ. وقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حتَّى إذَا قَضَى حَدِيثَهُ قالَ: أيْنَ -أُرَاهُ- السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ قالَ: هَا أنَا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ).
- (أوَّلُ ما تَفْقِدُونَ مِنْ دينِكُمُ الأمَانَةُ، وآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ، ولَيُصَلِّيَنَّ قومٌ لا دِينَ لَهُمْ، ولَيُنزَعَنَّ القرآنَ من بينِ أظهُرِكُمْ، فيُسْرَى على القرآنِ لَيْلًا فيذهَبُ من أجوافِ الرجالِ؛ فلا يَبْقَى في الأرْضِ منه شيءٌ).
الأمانة يوم القيامة
لقد وردت الأمانة ومصيرها في الحديثٍ عن يومِ القيامةِ ، ومتنه: (يَجْمَعُ اللَّهُ -تَبارَكَ وتَعالَى- النَّاسَ، فَيَقُومُ المُؤْمِنُونَ حتَّى تُزْلَفَ لهمُ الجَنَّةُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فيَقولونَ: يا أبانا، اسْتَفْتِحْ لنا الجَنَّةَ، فيَقولُ: وهلْ أخْرَجَكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إلَّا خَطِيئَةُ أبِيكُمْ آدَمَ، لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى ابْنِي إبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، قالَ: فيَقولُ إبْراهِيمُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، إنَّما كُنْتُ خَلِيلًا مِن وراءَ وراءَ، اعْمِدُوا إلى مُوسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- الذي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا).
(فَيَأْتُونَ مُوسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فيَقولُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى عِيسَى كَلِمَةِ اللهِ ورُوحِهِ، فيَقولُ عِيسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَيَقُومُ فيُؤْذَنُ له، وتُرْسَلُ الأمانَةُ والرَّحِمُ، فَتَقُومانِ جَنَبَتَيِ الصِّراطِ يَمِينًا وشِمالًا، فَيَمُرُّ أوَّلُكُمْ كالْبَرْقِ قالَ: قُلتُ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي أيُّ شيءٍ كَمَرِّ البَرْقِ؟ قالَ: ألَمْ تَرَوْا إلى البَرْقِ كيفَ يَمُرُّ ويَرْجِعُ في طَرْفَةِ عَيْنٍ؟).
(ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وشَدِّ الرِّجالِ، تَجْرِي بهِمْ أعْمالُهُمْ ونَبِيُّكُمْ قائِمٌ علَى الصِّراطِ يقولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حتَّى تَعْجِزَ أعْمالُ العِبادِ، حتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فلا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إلَّا زَحْفًا، قالَ: وفي حافَتَيِ الصِّراطِ كَلالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ به، فَمَخْدُوشٌ ناجٍ، ومَكْدُوسٌ في النَّارِ. والذي نَفْسُ أبِي هُرَيْرَةَ بيَدِهِ إنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا).