حديث شريف عن الرسول
حديث شريف عن صفات الرسول
تظهر أهمية معرفة صفاتِ النبيِّ الخَلقيةِ، في معرفته عند رؤيته في المنامِ من قِبل أحدِ البشر، وقد وردَ عددٌ من الأحاديث التي تبيِّن صفاته الخلقيةِ، وفي هذه الفقرةِ سيتمُّ ذكر بعض هذه الأحاديث، وفيما يأتي بيان ذلك:
- ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: (كانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ ليسَ بالطَّوِيلِ ولَا بالقَصِيرِ، أزْهَرَ اللَّوْنِ ليسَ بأَبْيَضَ، أمْهَقَ ولَا آدَمَ، ليسَ بجَعْدٍ قَطَطٍ، ولَا سَبْطٍ رَجِلٍ، أُنْزِلَ عليه وهو ابنُ أرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عليه، وبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وقُبِضَ وليسَ في رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ، قَالَ رَبِيعَةُ: فَرَأَيْتُ شَعَراً مِن شَعَرِهِ، فَإِذَا هو أحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ).
- ما رُوي عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- حيث قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعاً، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، له شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أرَ شيئًا قَطُّ أحْسَنَ منه).
- ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: (كان رسولُ اللهِ أبيضَ، كأنما صِيغَ من فضةٍ، رَجِلَ الشَّعرِ).
حديث شريف عن أخلاق الرسول
لقد كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من أحسنِ النَّاسِ أخلاقا ً، وقد ثبت في السنةِ النبويةِ المطهرةِ عددٌ من الأدلةِ الواردةِ في ذلك، وتظهر أهميةَ معرفةِ صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخُلقيةِ؛ في كونه قدوةً للمسلمينَ، فيتصفون بما اتصف به من أخلاقٍ حسنةٍ، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الأحاديث الواردة في هذا الشأن:
- قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حين سُئلت عن خُلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كان خُلُقُه القُرآنَ).
- قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حين سئلت عن خُلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لم يَكُن فاحِشًا، ولا مُتفَحِّشًا، ولا صخَّاباً في الأسواقِ، ولا يَجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولَكِن يَعفو ويَصفَحُ).
- قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (خَدَمتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنينَ بالمدينةِ، وأنا غُلامٌ ليسَ كُلُّ أمْري كما يَشْتَهي صاحِبي أنْ أكونَ عليه، ما قال لي فيها أُفٍّ قَطُّ، وما قال لي: لِمَ فَعَلتَ هذا؟ ألَا فَعَلتَ هذا).
حديث شريف عن عبادة الرسول
إنَّ السنةَ النبوية المطهرة زاخرةٌ بالأحاديثِ التي تُبيِّن كيفية عبادةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ ذكر ثلاثةٍ من هذه الأحاديث الشريفة، وفيما يأتي ذلك:
- ثبت عن السيدةَ عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْداً شَكُوراً فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِساً، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ).
- ثبت عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (أنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهي خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسَادَةِ واضْطَجَعَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَهْلُهُ في طُولِهَا، فَنَامَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، حتَّى إذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ أوْ بَعْدَهُ بقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِن سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ منها فأحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي).
- ثبت عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ، وَكانَ إذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ، أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قالَتْ: وَما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قَامَ لَيْلَةً حتَّى الصَّبَاحِ، وَما صَامَ شَهْراً مُتَتَابِعاً إلَّا رَمَضَانَ).
حديث شريف عن رحمة الرسول
عُرف عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- خُلق الرحمةِ والرأفةِ، ورقةِ القلبِ، والتي استطاع من خلالها احتواءَ الجميعِ بها، من غيرِ تفريق، حيث أنَّه كان رحيماً بالصغار والكبار، وكذلك بالرجال والنساء، على حدٍ سواء، ولم تقتصر رحمته -صلى الله عليه وسلم- على البشرِ فحسب، بل إنَّها تعدت أكثر من ذلك، حتى أنَّها شملت الحيواناتِ كذلك.
وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال، سيتمُّ ذكر بعض الأحاديث الشريفةِ التي تبيِّن مدى رحمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يأتي ذلك:
- قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (كنا مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في سفرٍ فانطلق لحاجته فرأينا حمَّرةً معها فرخان فأخذْنا فرخَيها فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفرشُ فجاء النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال من فجع هذه بولدِها؟ رُدُّوا ولدَها إليها، ورأى قريةَ نملٍ قد حرقناها، فقال: من حرقَ هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يُعذِّبَ بالنارِ إلا ربُّ النارِ).
- ثبت عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَما نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: أوَأَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ!).
- ثبت عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).